مخاوف من “إبادة جماعية” لقبائل الأمازون الأصلية في البرازيل بعد وصول كورونا إليها

2020-04-10

أطفال من قبيلة هوني كوين على الأرض التي دمرتها حرائق الأمازون عام 2019/ الجارديانسجلت إحدى قبائل الأمازون النائية أول حالة إصابة بفيروس كورونا بعد أن مَرِض صبي يبلغ من العمر 15 عاماً بشدة. إذ دخل المراهق، الذي ينتمي إلى قبيلة يانومامي على طول الحدود البرازيلية-الفنزويلية، العناية المركزة إثر ظهور أعراض مرض “كوفيد-19” عليه.

حسب تقرير لصحيفة The Daily Mail البريطانية، نُشر الجمعة 10 أبريل/نيسان 2020، استقبل المستشفى العام لولاية رورايما، الواقعة أقصى شمالي البرازيل، في 3 أبريل/نيسان، الصبي الذي كان يعاني من ضيق التنفس وآلام في الصدر والتهاب بالحلق، والحمى.

اكتشاف الفيروس: في البداية كانت نتيجة اختباره سلبية، لكن تأكَّدت فيما بعد، مخاوف من إصابته بفيروس كورونا بعد الاختبار الثاني، وفقاً لصحيفة Globo الحكومية.

وقبيلة يانومامي هي مجتمع نائي، لكن يُقال إن الصبي سافر عائداً إلى محميته على ضفاف نهر موكاجاي بعد تعليق الدراسة في مدرسته؛ من أجل وقف موجة تفشي الفيروس بالبرازيل.

يُعتقد أن قبيلة يانومامي أكبر قبيلة أصلية في البرازيل، وتضم أكثر من 200 قرية تمتد على مساحة 2.3 مليون فدان.

كبار السن في المجتمع هم الأكثر عُرضة للتأثيرات المميتة للفيروس، وبموتهم ستتجرد القبيلة من التسلسل الهرمي والعناصر الحكيمة ذات المكانة الرفيعة، وهو ما سيطلق العنان لـ”الفوضى” في هياكلها.

إجراءات خاصة للعزل: من أجل التصدي لهذا التفشي، ينقسم أفراد بعض المجتمعات إلى مجموعات صغيرة مجهزة بمستلزمات الصيد لعزل أنفسهم.

أخبرت الدكتورة صوفيا مندونسا، الباحثة بجامعة ساو باولو الفيدرالية، هيئة الإذاعة البريطانية BBC: “ثمة خطر لا يصدَّق سينتج عن انتشار الفيروس عبر المجتمعات الأصلية وإبادتها”.

وأردفت مندونسا: “يصاب الجميع بالمرض، ونفقد جميع كبار السن وحكمتهم والتنظيم الاجتماعي. إنها فوضى”.

معاناة القبائل مع الأوبئة: لقد تسببت الأوبئة السابقة، مثل فيروس الحصبة الذي ضرب البلاد في الستينيات وأودى بحياة 9% من قبيلة يانومامي، في إلحاق الخراب بالسكان الأصليين في البرازيل، لأنهم لم يعززوا مناعتهم، فضلاً عن أنهم غير مجهزين بالأدوية الكافية.

قال ماريفلتن باري، رئيس اتحاد منظمات السكان الأصليين في ريو نيغرو، إن بعض المجتمعات المحلية تعيش في حالة ذعر. وأضاف: “سنحتاج نقل الطعام إلى القرى، حتى لا يُعرِّضوا أنفسهم (للفيروس) خلال ذلك الوقت الحرج”.

تلقَّى أعضاء المجتمعات تعليمات بالتوقف عن مشاركة أدوات الطعام وعزل أولئك الذين أصيبوا بالعدوى.

رغم أن الحالات المسجلة في القبائل ظلت منخفضة حتى الآن، حققت البرازيل الآن أكثر من 18 ألف حالة إصابة و975 حالة وفاة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي