مؤشرات مبشرة رغم ارتفاع وفيات كورونا بأميركا

2020-04-08

كورونا من أميركاجمال نازي

 

رغم أن السلطات الأميركية أعلنت عن نحو 400 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المُستجد وحوالي 13 ألف حالة وفاة، فيما يعد أعلى عدد وفيات بسبب كوفيد-19 في يوم واحد حتى الآن، بحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، فإن البيانات والإحصائيات تزيد المشهد قتامة، إلا أن بعض المسؤولين يرون أن هناك أسبابًا للأمل في أن يكون حجم الدمار، الذي خلفته جائحة كورونا أقل سوءا من التوقعات.

انخفاض أعداد المرضى الجدد

ففي نيويورك، وهي الولاية الأكثر تضرراً من الجائحة، أبلغت عن أعلى حصيلة ضحايا يومية بـ799 حالة وفاة. ولكن أشار الحاكم الديمقراطي أندرو كومو إلى أن عدد المرضى الجدد، الذين تم إدخالهم المستشفيات يتجه نحو الانخفاض.

وفي الوقت نفسه، حذر كومو من أي تقاعس في الالتزام بالتباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية، قائلاً إن هذا (الالتزام بالتباعد الاجتماعي) سيكون سببًا إلى حد كبير عن تحسن التوقعات.

توقعات بوفيات أقل

وعلى مستوى الولايات المتحدة، قام نموذج كمبيوتر يحاكي تفشي كوفيد-19، الذي أعدته جامعة واشنطن ويركن إليه مسؤولو البيت الأبيض والمحافظون والبيت الأبيض، بخفض التقديرات المتوقعة لعدد الوفيات بين الأميركيين بسبب الجائحة هذا الأسبوع من 94000 إلى 82000 حالة بحلول أواخر صيف 2020.

وبحلول صباح اليوم، تم تعديل النموذج بشكل كبير للغاية حيث انخفضت التوقعات إلى 60400 حالة وفاة في الولايات المتحدة بحلول أغسطس. ويتوقع النموذج بلوغ ذروة الوفيات في 12 أبريل، بدلاً من 16 أبريل كما كان متوقعًا في السابق.

الرئيس ترامب

"بصيص أمل قوي"

وفي إشارة إيجابية أخرى، أعلنت عدة ولايات بالساحل الغربي الأميركي هذا الأسبوع عن إرسال أجهزة تنفس اصطناعي إلى نيويورك، نظرا لقلة احتياجهم إليها. وفي هذا السياق، قال حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم إنه سيقوم بإرسال 500 جهاز تنفس اصطناعي، فيما ستساهم ولاية أوريغون بـ140 جهازا، في حين أن ولاية واشنطن، أحد مراكز التفشي المبكر، ستقدم ما يصل إلى 400 جهاز تنفس اصطناعي.

وتتماشى المعطيات على أرض الواقع مع ما صرح به الرئيس دونالد ترمب للصحفيين يوم أمس، حيث قال: "حتى خلال هذا الأسبوع المؤلم، إننا نرى بصيص أمل قوي للغاية". وأضاف نائب الرئيس الأميركي مايك بنس قائلًا: "إن هناك أدلة على الاستقرار" في المناطق المتضررة بشدة.

نبرة تفاؤل واطمئنان

كما تغيرت نبرة بعض كبار خبراء الأميركيين خلال الساعات الـ48 الماضية، حيث قالت ديبورا بيركس، المسؤولة في وزارة الخارجية والتي تقدم المشورة للبيت الأبيض بشأن استجابته على كوفيد-19: " بدأتم في الواقع في رؤية رسمًا بيانيًا أكثر انحدارًا ومنحنى أكثر استواءً عن المجتمعات، خارج نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت"، مستشهدة بأرقام في ديترويت وشيكاغو، والتي تبعث على الاطمئنان والتشجيع.

فيما قال أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، إن "كل من يعرفني يعلم أنني متحفظ للغاية بشأن وضع التوقعات، لكن هذه (أعداد الإصابات في نيويورك) هي العلامات الجيدة التي تبحث عنها. إنك لا تبدأ أبدًا في التفكير في المطالبة بتحقيق الانتصار قبل الأوان، ولكن هذه هي بشائر التحول."

 

أنطوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في أميركا(رويترز)

توخي الحذر

ويجد بعض الخبراء أنه في حين أن عدد الوفيات لا يزال مرتفعا، فإن هذا الرقم يمكن أن يقل عن عدد الحالات التي يتم نقلها إلى المستشفيات، فيما يعد مؤشرا أفضل لمسار تفشي كوفيد-19 في المستقبل. لكن ينصح بعض الخبراء بتوخي الحذر، حيث قالت مارنيا كولاك، مساعدة مدير المعلوماتية الصحية في مركز علوم البيانات الميكانية بجامعة شيكاغو، إن البيانات لا تظهر أن الولايات المتحدة قد اجتازت أسوأ أزمة. وأضافت كولاك، وهي أيضا عضو بفريق يقوم بدراسة البيانات على مستوى المقاطعة حول تفشي كورونا، أن "جميع البيانات المتوافرة لدينا تشير إلى أننا (الأميركيين) بدأنا للتو الاقتراب من الذروة في عدة مناطق من البلاد". وأعربت كولاك عن قلقها بشأن الطفرات المستقبلية في المناطق القبلية في الجنوب الغربي، وفي مناطق الجنوب حيث لم يتم تنفيذ إجراءات التباعد الاجتماعي إلا في الآونة الأخيرة.

تلافي تكرار المأساة

وعلى الرغم من التفاؤل المشوب بالحذر من جانب البعض في الولايات المتحدة، إلا أنه مازال من غير المؤكد ما إذا كانت البلاد تقترب من ذروة الضرر بسبب تفشي كوفيد-19، أم أن المؤشرات تتوقف لبرهة قبل معاودة الصعود مرة أخرى.

يعتمد الجواب على هذا التساؤل إلى حد كبير على ما إذا كانت بقية الولايات الأميركية تعلمت بما يكفي من الألم، الذي عانت منه المراكز التي تعرضت مبكرا لتفشي الجائحة مثل واشنطن ولويزيانا ونيويورك، لتجنب تكرار المأساة في مكان آخر

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي