هل فقدت وظيفتك مؤخرًا؟ تعرف كيف تتخطى هذه المرحلة

مصدر: The One Thing You Need To Know If You Lose Your Job
2020-04-01

كاتب: Chris Westfall

في حال كنت تشعر بالتهديد من فقدان الوظيفة، أو أنك فقدت وظيفتك بالفعل، يساعدك محرر مجلة «فوربس» الأمريكية كريس ويستفال على تخطّي هذه المرحلة عبر قائمةٍ من الأمور الصغيرة والمحددة للتعامل مع هذه المرحلة وتجاوزها.

من الانعزال إلى الفرص

إذا كنت تشعر بالتهديد من فقدان عملك فلست وحدك بالتأكيد. ينقل التقرير إفادة مكتب الولايات المتحدة لإحصاءات العمل بزيادة طلبات البطالة أكثر من 1000% الأسبوع الماضي، وهو رقمٌ – مثل معظم الأرقام الناتجة عن جائحة فيروس «كورونا» المستجد – آخذٌ بالازدياد يومًا بعد يوم. تتضافر مشاعر اللايقين والغموض بشأن الوضع الاقتصادي والمستقبل والظروف الشخصية، ولذا يحاول التقرير وضع قائمة بما يمكن فعله لمعالجة هذا الأمر.

قد تتسبب هذه التفاصيل بشعور المرء باختلال التوازن، يتأثر جزءٌ من هويتنا حين نمر بتغييراتٍ خارجية لا يمكن لأيّ منا إيقافها. مشاعر الغضب، خيبة الأمل، التشتت، العجز. هل شعرت بمثل هذه المشاعر؟ يطمئنك الكاتب أنها طبيعية في هذه الأوقات، وهو يمرّ بمثلها أيضًا.

ليس من الضروري أن تكون عاطلًا عن العمل لتشعر بالإحباط، أو التشوّش، أو الالتباس، كلها أمور متوقعة حاليًا، وفقدان الوظيفة في اقتصادنا المعاصر يزيد من حدّة تلك العواطف. لكن بين ما يحصل في الواقع وما يتمنّاه كل منا، يريدك الكاتب أن تعرف شيئًا واحدًا أكيدًا بغضّ النظر عمّا تمرّ به أو ما يحصل معك: أنت لست ظروفك.

وضعك الحاليّ في الحياة لا يشكل هويتك

فكر بالأمر هكذا: إذا لم تكن تقود دراجة الآن، لا يعني هذا أنه ركوب الدراجة ليس من إمكانياتك. إنه يعني فقط أنك لست على دراجةٍ الآن، أنت في خضمّ أمرٍ آخر.. أمر قد يكون ممتعًا بقدر ركوب الدراجة، أو قد لا يكون، ولكنه أمر ضروري ومهم.

القدرات والظروف شيئان مختلفان: وظيفتك ليست هويتك، بيتك وموقعك الجغرافي الحالي وسيارتك وعلاقاتك ليست أنت. من السهل نسيان ذلك واعتبار أن امتلاك سيارة رائعة، أو منصب راق، هو سبيل السعادة، أو الاحترام، أو غير ذلك. هل تذكر من حياتك أشخاصًا ناجحين إلى حدّ هائل، لكنهم لا يلقون السعادة في حياتهم؟ أو أشخاص لم يسبق لهم الذهاب لمدرسةٍ راقية، ولكنهم أزواج وآباء عظماء على كل المقاييس؟ شخصياتنا هي أمر يتجاوز ظروفنا وإنجازاتنا وتعليمنا. هناك شيءٌ واحد وأساسي لا يمكن لأيّ وباء في العالم أن يأخذه منا: إنسانيّتنا.

لماذا فقدان الوظيفة أصعب في وقت العزلة؟

قد يجعلك فقدان الوظيفة في حاجةٍ لمجتمع العمل وهيكليّته المعتادة، ولذا تقدّم مديرة «روز جروب»، الدكتورة راشيل هيدلي، مجموعة من النصائح والإرشادات للإبحار في فترة الفوضى: «عاين مهاراتك في سياق الوضع الجديد»، مضيفةً أنه وبالرغم من حالة الانعزال، لكنك لست وحيدًا في الوضع الجديد. وهذه هي قائمة الأمور التي يمكن أن تساعد للتأقلم والنجاح في تجاوز التسريح أو الإقالة أو فقدان الوظيفة:

1- توقف عن سؤال «لماذا؟»: من السهل الوقوع بالفخّ الكبير الذي يبدأ بسؤال «لماذا»، فهو سؤال هائل، ولا يأتي من بعده إلا التشتت والإلهاء. لا يحمل السؤال عن سبب فقدان الوظيفة أيّة فائدة، إنما يضيف الضغط والعبء على عاتقك فقط. تنصح هيدلي بترك أسئلة لماذا كلها وراءك مثلها مثل الوظيفة المفقودة إذ أصبحوا كلهم من الماضي. اذهب نحو الشيء التالي فهذا هو هدفك الحالي الآن: العثور على الفرصة التالية. حتى لو كان ذلك سيشغلك مساء اليوم فقط، أو في الدقائق الخمس التالية حتى، دع عنك محاولة معرفة الأسباب وانتقل نحو الحاضر لتأخذ الخطوة البسيطة التالية.

2- ضع نوعًا من النظام: ابدأ نظامك من ترتيب سريرك، أو كما يقول أدميرال ماكريفنز «ابدأ كل يوم بمهمةٍ مكتملة». لا بأس من السماح للنفس بتجربة فترة تعطّل صغيرة، ولكن لا تدع إغراء العيش في ثياب النوم يأخذك. تقول هيدلي: إن أكثر عامل يصعب على من يعانون من فقدان الوظيفة هو الانتقال من الحياة المنظمة إلى الافتقار المفاجئ والتام لأيّ نوع من النظام. لذا عوّض نفسك ونظّم حياتك: أوجد جدولًا زمنيًا يوازن حاجتك للحرية والنظام في آنٍ واحد ليساعدك على المضي قدمًا.

3- اقبل التغيير لتصنعه: أسرع طريق للمعاناة والألم هو البقاء في مساحة التمنّي والتفكير باحتمالات الماضي، تتذكر هيدلي هنا فترة طلاقها مثالًا على اختلال التوازن الشخصي، لكنها اليوم مع شريك رائع وهي سعيدة جدًا بمكانها في الحياة.. ربما أكثر سعادة حتى من أيّ وقت مضى. لقد وصلت إلى هنا وتشكّلت ماهيتها بهذه الطريقة بسبب تلك الفترة العصيبة التي مرّت بها. تذكّر: ما تمرّ به الآن ليس للأبد. المرونة عامل حاسم في النظام، وإن لم نكن نلحظه طول الوقت.

4- ميّز قدرتك على تحمل الفوضى: تساعد شركة هيدلي «روز جروب» القادة التنفيذيين على تقييم قدراتهم في مجال التعامل مع اللايقين واللانظام. ابدأ ببناء نظامك الخاص وامضٍ في ترسيخه يومًا بعد يوم ما أمكن الأمر؛ إذ يساعد النظام على توفير راحة البال. أيّ الأوقات والأماكن والظروف الأفضل لتعزيز إنتاجيتك؟ كيف يمكنك استخدام هذا الوقت لاكتشاف ما هو مفيد؟ وما هي الأمور الأكثر ضرورة في هذه المرحلة؟ هذه العوامل التي يمكن أن تساعدك على بناء نظامك وهيكلية العمل المطلوبة. يقول لاعب كرة المضرب الشهير أرثر أش: «ابدأ من مكانك، افعل ما تستطيع. لا تيأس أبدًا».

تنتهي المقابلة مع هيدلي بينما تستعدّ لعمل بعض الأقنعة مع ابنتها، بعد أن انتهت الأخيرة من تمارين العزف على الساكسفون. يذكّر الكاتب كيف توجد التفاصيل التنظيمية المماثلة بيئة للسكينة وراحة البال في أوقات الفوضى والاضطراب، تذكرنا المهام بأن هناك دائمًا أشياء يمكن القيام بها لمساعدتنا على تجاوز ظروفنا. فحتّى مع الوقت من العزلة الجسدية أنت لست وحدك، هناك دائمًا شيء يمكن القيام به لتحسين الوضع.. حتى ولو شيء بسيط مثل ترتيب السرير، يُحدث الفرق.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي