حيوانات بحرية تلوذ بالقطبين هرباً من حرارة المحيطات

2020-03-31

توصل علماء إلى أن أعداداً من الحيوانات البحرية تفر باتجاه القطبين الشمالي والجنوبي، لتلوذ بهما هرباً من ارتفاع درجات حرارة المحيطات بالقرب من خط الاستواء.

توصل الباحثون إلى هذا الاكتشاف بعد معاينة بيانات تغطي ما يربو على قرن، عن 300 نوع من الحيوانات والطيور والنباتات التي تعيش في محيطات العالم.

ووجد الفريق، الذي ضم علماء من جامعتي "بريستول" و"إكستر" البريطانيتين، "نسقاً عاماً" ينطبق على أنواع بحرية بدت تتجه بأعداد كثيفة نحو القطبين، في الوقت الذي كانت أعدادها تتضاءل بالقرب من خط الاستواء.

ويعتقد العلماء أن النتائج التي خلصوا إليها، والمنشورة في مجلة "كارنت بيولوجي" العلمية، تشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى تغيرات واسعة النطاق في أعداد الأنواع البحرية وتوزيعها.

وقدم الباحثون أمثلة منها سمك الرنكة الأطلسية وبطريق آديلي، موضحين أن أعداد كل من هاتين المجموعتين  تتناقص قريباً من خط الاستواء، وتتزايد باتجاه المناطق القطبية.

في سياق متصل، قال مارتن جينر، وهو باحث في علم البيئة التطوري في جامعة "بريستول" وواحد من الكتّاب المتقدمين للدراسة، "تكمن المفاجأة الرئيسة في مدى اتساع نطاق هذه التأثيرات... وجدنا الاتجاه نفسه لدى مجموعات الكائنات البحرية كافة التي بحثنا فيها، من العوالق إلى اللافقاريات البحرية، ومن الأسماك وصولاً إلى الطيور البحرية".

إلى ذلك، يشير البحث إلى أن بعض الأنواع تتكاثر أعدادها على نحو جيد في مناطق أكثر برودة، حيث أتاحت درجات الحرارة المرتفعة الوصول إلى موائل كان بلوغها متعذراً، في أوقات سابقة.

ولكن مع ذلك، فبعض الكائنات الأخرى غير قادرة على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة.

وقالت لويز راترفورد، وهي من كتّاب الدراسة في جامعتي "إكستر" و"بريستول"، "يبدو أن بعض الأنواع البحرية تستفيد من تغير المناخ، لا سيما بعض المجموعات عند حدود القطبين التي أصبح في مقدورها حالياً أن تزداد نمواً... في الوقت نفسه، تعاني بعض أنواع الحياة البحرية في الصمود نظراً إلى أنها عاجزة عن التكيف بالسرعة المطلوبة للبقاء على قيد الحياة نتيجة الاحترار، ويُلاحظ ذلك بصورة أكبر لدى مجموعات الكائنات البحرية الأقرب إلى خط الاستواء... إنه أمر مقلق، إذ إن تزايد الأعداد وتناقصها كلاهما يمكن أن يخلفا آثاراً ضارة على النظام البيئي الأوسع".

وبحسب الباحثين، ارتفع متوسط حرارة المحيطات في العالم درجة واحدة منذ ما قبل العصر الصناعي. وراجع الفريق 540 تقريراً حول تغيرات في أعداد الكائنات البحرية، أي اتجاه عملية توطنها على مر الزمن، بغية معرفة كيف أثر تغير درجة الحرارة في الكائنات البحرية.

ونظراً لوجود تنبؤات تقول إن الاحترار العالمي سيرتفع بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول عام 2050، ذكر الباحثون أن الأنواع البحرية ستشهد على الأرجح تحولات إضافية في توزيع أعدادها في العقود المقبلة.

ومن ناحيته، قال جينر "يكتسب ذلك أهمية لأنه يعني أن تغير المناخ لا يؤدي فحسب إلى تغيرات في أعداد الحيوانات البحرية، بل يؤثر جوهرياً في أداء الأنواع البحرية محلياً... نرى أن بعض الأنواع كبطريق الإمبراطور، تصبح أعدادها أقل حيث يغدو الماء شديد الدفء عند حافة خط الاستواء، ونشاهد أيضاً بعض الأسماك مثل سيباس (القاروص) الأوروبية تزدهر باتجاه الحافة القطبية حيث كانت غير شائعة سابقاً".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي