التوسع في الزراعة يقلل قدرة التربة على امتصاص الكربون

2020-03-28

نشرت دورية "نيتشرساستينابيلتي" في عددها الصادر يوم 16 مارس/آذار الجاري ورقة علمية لفريق بحثي من منظمة "نيتشر كونزيرفانسي" (The Nature Conservancy) العالمية ومعهد كونمينغ لعلم النبات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم.

و"نيتشر كونزيرفانسي" أو منظمة الحفاظ على الطبيعة هي منظمة بيئية عالمية غير هادفة للربح تدافع عن الحلول الطبيعية لتغير المناخ، ومقرها فيرجينيا بالولايات المتحدة.

اتركوا التربة لحالها

أظهرت الدراسة أن تعزيز تخزين الكربون في التربة قد يلعب دورا مهما في تخفيف آثار تغير المناخ العالمي، وقد بينت الدراسة أن استعادة وحماية التربة في العالم يمكن أن يساعدا على امتصاص أكثر من 5 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام، وهو ما تبعثه الولايات المتحدة وحدها سنويا.

وأشارت إلى أن نسبة كبيرة من قدرة التربة على امتصاص الكربون (ما نسبته 40% منها) يتأتى ببساطة من خلال ترك التربة لحالها، مما يعني التوقف عن توسيع رقعة المشاريع الزراعية عبر العالم.

وتلعب التربة دورا رئيسيا في دورة الكربون من خلال امتصاص الكربون من قبل المواد النباتية الميتة، إذ إن النباتات تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي من خلال عملية التمثيل الضوئي ويتم تمريره إلى الأرض عندما تتحلل الجذور والأوراق الميتة.

ووفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن التربة السليمة يمكن أن تشكل أكبر مستودع للكربون الأرضي، كما يمكن للتربة عندما تدار بطريقة مستدامة أن تقوم بدور مهم في التخفيف من آثار تغير المناخ عن طريق تخزين الكربون، وتخفيض انبعاث غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

بالمقابل، عندما تساء إدارة التربة مثلما يحدث نتيجة للحرث السيئ فإن ذلك يؤدي إلى كشف المواد العضوية في التربة، وبالتالي تعفن المواد العضوية المكشوفة والمؤلفة أساسا من الكربون، لتتحول مرة أخرى إلى ثاني أكسيد الكربون.

حلول طبيعية

ووفقا لما أورده موقع ساينس ألرت، فإن الفريق العلمي حلل احتمالات عزل الكربون في التربة، ووجد أنه إذا تمت إدارة التربة بشكل صحيح فإنه يمكنها أن تساهم بامتصاص ربع ثاني أكسيد الكربون الذي يضر بمناخ الأرض.

وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الصينية، فإن الفريق العلمي قيّم سعة تخزين الكربون العالمية من خلال مراقبة قدرات الغابات والأراضي الرطبة والأراضي الزراعية في الحد من انبعاثات الكربون.

ووجد الفريق أن كربون التربة يمثل 25% من إجمالي قدرات التخفيف التي تمارسها الحلول المناخية الطبيعية، مما يعد طريقة مهمة لخفض الكربون في الغلاف الجوي.

وأشارت الدراسة إلى أن إمكانيات حبس التربة لثاني أكسيد الكربون تبلغ 23.8 غيغا طن، وبالتالي فإن تجديد وحماية مخازن كربون التربة يمكن أن يساعد في تعويض ما يصل إلى 5.5 مليارات طن من غازات الاحتباس الحراري كل عام.

وقالت الدكتورة ديبرا بوسيو عالمة التربة في نيتشر كونزيرفانسي وقائدة الفريق البحثي "ما نحاول التأكيد عليه حقا هو أهمية التربة"، وإن "معظم التدمير المستمر لهذه النظم البيئية يتعلق بتوسيع الرقعة الزراعية بطرق غير مدروسة وبإدارة غير سليمة للتربة".

وأضافت أن "استعادة التربة ستكون لها فوائد مشتركة كبيرة للبشرية، فإلى جانب تخفيف انبعاثات الكربون سيعمل إصلاح التربة وخزن الكربون فيها على تحسين نوعية المياه وإنتاج الغذاء".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي