تحذير من الانهيار الاجتماعي.. الخطر القادم مع وباء كورونا

2020-03-23

الانهيار الاجتماعي ربما سيتسبب بأن يعود القتل والنهب ليصبح أمرا عاديا كمصدر للرزقحذر تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز من مخاطر الانهيار الاجتماعي بسبب وباء كورونا المستجد، الذي ينتشر في غالبية دول العالم.

ودعا البحث إلى ضرورة الانتباه لتبعات الوباء على الاقتصادات النامية، مشيرا إلى أن العديد من دول العالم ستتمكن من التعامل مع التبعات الاقتصادية لأزمة كورونا، رغم أن التوقعات تشير إلى تحول جوهري في طبيعة الاقتصاد العالمي.

وستصبح قدرة الشركات والاقتصادات على حماية الموظفين، التحدي الأكبر للدول خلال الفترة المقبلة، خاصة تلك التي تعتمد على العرض والطلب وسلاسل الإنتاج، فهي أمام خيارات الإغلاق خوفا من انتشار الفيروس وتبعات توقف حركة الإنتاج.

وحتى مع حزم التحفيز الرسمية، التي تتمثل حتى الآن بتخفيض أسعار الفائدة، إلا أن هذا لا يعني للشركات استمرار الإنتاج والتوريد لتلبية الطلب في بداية الأزمة، ولكن المخاوف من توقف الطلب بعدما تمنع الحكومات المواطنين من الخروج من منازلهم، ما يعني توقف حركة البيع والشراء.

استمرار أزمة الوباء سيعني أن العولمة قد تنهار، وقد تعود الدول والتكتلات إلى الاعتماد على النفس في التصنيع والإنتاج والاستهلاك، حيث تصبح المصالح ضيقة وخاصة بكل دولة، وقد يتطلب السفر أو التصدير جواز سفر وتأشيرة وشهادة منشأ وشهادة صحية.

ويشير التحليل إلى أن هذا السيناريو ليس بحديث على العالم، ويذكر بانهيار الإمبراطورية الرومانية خلال القرنين الرابع والسادس، وانهيار الاقتصاد القائم في ذلك الحين، حيث كانت البضائع الفائضة تجد طريقها لمشترين من خارج الإمبراطورية.

ولكن الانهيار هذه المرة سيكون مدفوعا بضغوط مخاوف من مرض وبائي، وبتقليل الإنتاج ليبقى محصورا داخل الدول، بينما ستقلل العديد من الصناعات أعداد موظفيها وبالتالي فإنهم سينضمون إلى جمهور العاطلين عن العمل، ما سيخلق أزمات متتالية، فلن يستطيع هؤلاء دفع التزاماتهم ومستحقات قروضهم الشهرية، ما قد يعني طردهم من منازلهم، إضافة إلى أزمات جديدة في القطاع المصرفي.

وربما سيعيد هذا الأمر الدول إلى سنوات وعهود سابقة، حين كان القتل والنهب أمرا طبيعيا كمصدر رزق. وستعتمد الحكومات على الميليشيات في تسيير أمورها وضبط الأمن في مناطق تشهد مثل هذه الممارسات.

ونحو 30 في المئة من سكان الولايات المتحدة يمتلكون ثروة صفرية، ما يعني أنهم لا يملكون أي شيء، والبعضهم ثروته سالبة، أي أن ديونه أعلى مما يمتلك كأصول ثابتة.

ودعا التحليل إلى ضرورة التنبه للمشاكل الاجتماعية التي ستظهر مع هذه الأزمة ومحاولة الحفاظ على الروابط الاجتماعية في ظل الأوضاع غير العادية التي يعيشها العالم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي