منهم عرب ومسلمون.. تعرف إلى 20 شخصية تؤثر في سياسات إسرائيل

مصدر: Israel’s Most Influential People
2020-03-20

كاتب: TheMarker

نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بالتعاون مع صحيفة ذا ماركر تقريرًا مطولًا، شارك فيه عدد من الصحفيين والمراسلين الإسرائيليين التابعين للصحيفتين، تناول الأشخاص الأكثر نفوذًا في الشأن الإسرائيلي. ويلقي التقرير الضوء على الأشخاص المحركين والمؤثرين، من السياسيين إلى المبدعين، الذين يقررون مستقبل ما يقرب من 9 ملايين شخص يعيشون فيها.

واستهلت الصحيفة تقريرها قائلةً إن: «إسرائيل منذ أكثر من عام واحد مضى وهي تُدار دون ائتلاف حاكم حقيقي بلا نهاية تلوح في الأفق لذلك الوضع، الأمر الذي جعل تحديد وتصنيف الأشخاص الأكثر نفوذًا في الشأن الإسرائيلي تحديًا ضخمًا. والقائمة التي أعدتها الصحيفتان ليست مكوَّنة من الأشخاص الذين كانوا محط اهتمام النشرات الإخبارية بشكل كبير خلال العام الماضي، ولكنها مكوَّنة من الأشخاص الذين سيشكلون ملامح العام الحالي.

وتتساءل الصحيفة: «كيف لنا أن نعرف أصحاب النفوذ والتأثير إذا كنا لا نزال لا نعرف من سيكون رئيس الوزراء أو من هم أعضاء الحكومة أو مديرو الوزارات أو كبار الموظفين المدنيين؟». وتجيب الصحيفة قائلة: «بطبيعة الحال، لا تعتمد إسرائيل كلها على القطاع العام، ولكن بالنظر إلى تضاؤل نفوذ رجال الأعمال الأثرياء في البلاد، فإن الحكومة وكبار الموظفين المدنيين هم من يضعون التوجهات ويديرون دفة الأمور، وهكذا تورد الإبل داخل أي دولة ديمقراطية. وعندما لا توجد حكومة، لا توجد ميزانية وبالتأكيد لا توجد سياسة أو رؤية. أضف إلى ذلك استحالة معرفة الكيفية التي ستتقدم بها الحياة داخل إسرائيل – من سيستفيد من حالة الفراغ السياسي الحالية لفرض نفوذه ومن سيفشل في القيام بذلك.

وأعدَّت هآرتس وذا ماركر قائمة بأصحاب النفوذ في السياسة الإسرائيلية استنادًا إلى مناقشات دارت بين مجموعة من الصحفيين العاملين في الصحيفتين. وقد حددت الصحيفتان التوجهات السائدة خلال فترة الجمود السياسي، مثل تنامي قوة البيروقراطيين.

واختارت بعض مؤسسات الدولة تعليق أعمالها حتى تُشكَّل حكومة جديدة، فيما تدفع مؤسسات أخرى مثل بلدية تل أبيب أجندتها بقوة خلال فترة الجمود السياسي وتسهِم في تغيير الوضع الراهن، مثل برنامج تسيير حافلات للنقل يوم السبت والذي تقدمه بلدية تل أبيب.

ويشير التقرير إلى أن هناك توجهًا آخر وهو النفوذ الضخم لأشخاص آخرين من خارج إسرائيل، وهو التوجه الذي لا يدركه الإسرائيليون في بعض الأحيان. وتشمل تلك الشريحة رؤساء الولايات المتحدة والصين، والذين تسبب نزاعهما التجاري في الإيقاع باقتصاد إسرائيل والاقتصاد العالمي في فخ.

كذلك، يحظى المديرون التنفيذيون لشركات الإنترنت الكبرى بنفوذ ضخم على المناظرات العامة داخل إسرائيل وخارجها، كما أن هناك العديد من الأشخاص غير المعروفين للعوام من المواطنين العاديين، والذين قد يبدون غير مثيرين للاهتمام، ولكنهم يحظون بنفوذ كبير على الحياة داخل إسرائيل. ويساعد هؤلاء مثلًا في صياغة نظام الرعاية الصحية المستقبلي، وتعليم الأطفال، وأسعار العقارات داخل إسرائيل. كما يلعبون دورًا رئيسيًّا فيما إذا كنا سنستمر في معاناة الاختناقات المرورية ومواجهة واحدة من أعلى تكاليف المعيشة في العالم.

يقول إيتان أفريل، المعلق السياسي والاقتصادي ورئيس تحرير صحيفة ذا ماركر، إنه: «ربما تكون بعض خياراتنا مثيرة للدهشة، في حين تبدو خيارات أخرى واضحة، وبطبيعة الحال لا توجد طريقة واحدة لإعداد قائمة بالأشخاص أصحاب النفوذ والتأثير على الحياة داخل إسرائيل. وهدفنا سرد قصة إسرائيل في الوقت الحالي، ومحاولة التنبؤ بما تحمله 2020 في جعبتها».

أما عن قائمة الأشخاص أصحاب النفوذ والتأثير التي أعدتها الصحيفتان، فجاءت كما يلي:

1- أفيف كوتشافي

يقول الكاتب الصحفي آموس هاريل: «ليس على كوتشافي فِعْل الكثير ليصبح الشخص الأكثر نفوذًا في إسرائيل، فالرجل يحمل على عاتقه الكثير من الأمور. إذ يوجد عدم وضوح للرؤية على الصعيد الأمني، والاقتصاد مضطرب ومثقل بمطالب كثيرة تتعلق بميزانية الجيش، إضافةً إلى حالة عدم اليقين السياسي الناجمة عن محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بتهم الفساد. وعلى الرغم من مرور أقل من عام واحد على وجوده في منصبه، فإن إجراءات الفريق كوتشافي خلال العام التالي سيكون لها أثر ضخم على الحياة داخل إسرائيل».

2- رون هولداي

تشير المراسلة الصحفية ميراف موران إلى أنه: «بعد 21 عامًا في منصبه بوصفه عمدة لبلدية تل أبيب، يمكن وصف رون هولداي بأنه السياسي الذي يتمتع بالقدر الأكبر من النفوذ على الحياة اليومية للإسرائيليين. كما أن الرخاء الاقتصادي لتل أبيب منحه وضعًا ماليًّا لإجراء تطويرات كبيرة؛ الأمر الذي يجعله في غنى عن دعم الحكومة المركزية. ولا يتودد هولداي إلى الحلفاء السياسيين، كما يتمتع بالحرية في اتخاذ قرارات من شأنها تغيير طريقة حياة الناس. ولذا، فإن نتائج عمله تمتد إلى خارج مدينته».

3- نتنياهو وجانتس

يذكر ألوف بن، رئيس تحرير صحيفة هآرتس، أنه: «منذ أن تولى منصبه في عام 2009 بعد عَقْدٍ من التيه السياسي، صوَّر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو نفسه بأنه شخص يدعم التغيير الجذري، لكنه تجنب اتخاذ أي قرارات من شأنها قلب النظام القائم. وكان شغله الشاغل هو البقاء في سدة الحكم. كما صوَّر نتانياهو نفسه بأنه من المهمشين وأنه الخصم الصريح للمؤسسات المرتبطة بالتيار الرئيسي؛ وعلى رأسها الجيش.

ولا عجب إذًا في أن ائتلاف أبيض أزرق السياسي الذي يتزعمه بيني جانتس، والذي يسعى جاهدًا لأن يحل محل نتانياهو، يقوده 3 من قادة الجيش السابقين. إن فترة نتانياهو في الحكم رئيسًا للوزراء هي الأطول على الإطلاق، لكن هل ترك بصمة على إسرائيل لا يمكن محوها وقادها إلى اتجاهات جديدة، أم أنه ببساطة نقلها من أزمة إلى أخرى وكان يأمل في حدوث الأفضل»؟

4- ساندر بيتشاي ولاري بايج

يوضح إيتان أفريل، رئيس تحرير صحيفة ذا ماركر، أن شركة جوجل تسيطر على 93% من السوق العالمي المتعلق بعمليات البحث عبر الإنترنت (لا تشمل تلك النسبة الصين) وعلى 100% من سوق البحث باللغة العبرية داخل إسرائيل. كما تستحوذ الشركة على جزء ضخم من ميزانيات الإعلانات عبر الإنترنت، إذ بلغت إيراداتها قرابة 130 مليار دولار خلال عام 2019، وهو الأمر الذي يأتي على حساب وسائل الإعلام التقليدية كالتلفاز والصحف الورقية.

ومن المحتمل أن تجني شركة جوجل أكثر من 30 مليار دولار في العام الحالي. كما تسيطر الشركة على نصف سوق أنظمة تشغيل الهواتف الجوالة وكذلك سوق الفيديو عبر الإنترنت من خلال موقع يوتيوب وأنظمة الملاحة من خلال تطبيقي ويز وخرائط جوجل. وتتعرف الشركة على مكان أي شخص يمتلك هاتفًا ذكيًّا في أي توقيت. وتعرف الشركة أشياء عن مئات الملايين من الأشخاص، والتي ربما لا يعرفونها هم عن أنفسهم.

ويضيف رئيس التحرير قائلًا: «في حقيقة الأمر، لدى ساندر بيتشاي، المدير التنفيذي لشركة جوجل، ولاري بايج، الذي كان حتى وقت قريب المدير التنفيذي لشركة ألفابت، الشركة القابضة لجوجل، القدرة على معرفة المزيد عن كل شخص منا على نحو يفوق مما تقوم به حكومات العالم مجتمعةً. وتتنامى هذه القوة؛ إذ استحوذت جوجل مؤخرًا على شركة فيتبيت التي تنتج أجهزة لتتبع الأنشطة. كما تخطط جوجل لإطلاق حسابات مصرفية رقمية بالشراكة مع شركة سيتي جروب؛ أحد أكبر شركات الخدمات المالية الأمريكية. وتخوض جوجل أيضًا في مجال ألعاب الفيديو وتحظى بإمكانية الحصول على البيانات الطبية من خلال الشراكة مع ما يقرب من 2.400 مستشفى.

وتعزز الشركة أيضًا من أنشطتها مع الجيش الأمريكي. وتُعد جوجل الشركة الرائدة عالميًّا في مجال الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية وبيانات الرحلات الجوية ومئات المجالات الرقمية الأخرى. بمعنى آخر، بالنسبة للكثيرين منا، ما تقرر جوجل أن يفعله الناس هو على الأرجح ما سيحدث بالفعل».

5- إستر حايوت

يلفت المراسل الصحفي إيدو باوم إلى أنه: «لا شيء يمضي بسلاسة بالنسبة لرئيسة المحكمة الإسرائيلية العليا، إستر حايوت، لكنها ليست الشخص الذي يستسلم بسهولة. ولا تحظى إستر حايوت بالخبرة الإدارية ولم يسبق لها الاشتراك في معارك سياسية على الإطلاق، لكن الحياة صنعتها لمواجهة التحديات التي بدأت حتى قبل أن تصبح رئيسةً للمحكمة الإسرائيلية العليا. ومنذ تعيينها في ذلك المنصب في عام 2017، تشن حايوت حملة شبه يومية للحفاظ على ثقة الشعب في النظام القضائي. ولا يُتوقع سوى أن تصبح الأمور أكثر صعوبةً خلال الأعوام الثلاث المتبقية لها في المنصب».

6- عيدان عوفر

يقول إيتان أفريل، رئيس تحرير صحيفة ذا ماركر، إنه: «يبدو أن عيدان عوفر، وريث إمبراطورية سامي عوفر التجارية وأحد أكثر الإسرائيليين ثراءً، يحتاج إلى الكثير من الحب، وهو ما قد يفسر سبب زواجه أربع مرات وسبب شرائه أسهمًا في اثنين من أندية كرة القدم الأوروبية، أتليتكو مدريد الإسباني ونادي بدوري الدرجة الثانية في البرتغال، والسبب أيضًا وراء وجود 700 شخص بحفل زفافه الصيف الماضي.

وإضافةً إلى ذلك تبرعت عائلته في أوجه إنفاق من بينها بناء ملعب سامي عوفر في حيفا، إلى جانب كلية لندن للأعمال، حيث درس عيدان عوفر، وأخيرًا جناح هيلينا روبنشتاين بمتحف تل أبيب. ومن المحتمل أن يكون هناك دافع آخر مؤثر وراء ذلك، ألا وهو تلميع سمعة عائلة عوفر لا سيما بالنظر إلى التلوث الناجم عن الشركات التي يملكها. ويقضي عوفر أكثر من نصف وقته في العاصمة لندن، لكنه يظل متحملًا لمسؤولية مصانع إمبراطورية عوفر التجارية داخل إسرائيل.

ويوضح أفريل أنه: «وفقًا لبيانات عام 2018 الصادرة عن وزارة حماية البيئة في إسرائيل، يمتلك عوفر خمسة من بين أكثر 10 مصانع تلويثًا للبيئة في إسرائيل، ومن ذلك شركة مصافي النفط المحدودة وشركة Carmel Olefins وDead Sea Magnesium. ووفقًا لبعض الأبحاث، والنظر في الآثار الصحية، فإن منطقة خليج حيفا تعرضت للتلوث بشكل خاص. ويسيطر عوفر أيضًا على شركات الشحن عبر المحيطات، من بينها شركة زيم لخدمات الشحن المحدودة وشركة سنغافورية لشحن النفط. ويُعتقد أن 3% من انبعاثات الكربون ترجع إلى الشحن عبر المحيطات على غرار شركات الخطوط الجوية.

وإن لم يكن ذلك كافيًا، فإن عوفر لم يُخفِق أبدًا في إظهار عدم اكتراثه بأزمة المناخ. على سبيل المثال، حضر الضيوف إلى حفلة زفافه على جزيرة ميكونوس اليونانية بطائرات خاصة تتسع لعدد يتراوح من ستة إلى 12 شخصًا لكل طائرة. وحتى وقت قريب، أظهر الإسرائيليون عدم اهتمام مثير للقلق بمسألة التلوث والاحتباس الحراري؛ الأمر الذي استغلته الشركات التجارية الكبيرة لتوفير الأموال التي تُستغل للحد من الانبعاثات وتنظيف التربة الملوثة. كما أن وزارة حماية البيئة، التي عادةً ما تتعامل على نحو ودي مع رجال الأعمال الأثرياء والشركات الكبرى، لا تكترث بهذا التلوث».

وشدد الكاتب الصحفي على أن: «الإسرائيليين أصبحوا على دراية أكبر بالأمر خلال الأعوام الأخيرة، وتيقنوا أن المخاطر البيئية ليست جزءًا لا يتجزأ من عملية التصنيع وأنه يمكن الحد من هذه المخاطر. وتُقدر قيمة ثروة عوفر عيدان بحوالي 4.5 مليار دولار وتصل قيمة ثروة شقيقه إيال عوفر إلى 10.7 مليار دولار. ماذا يحدث إذا استغلا 20% من إجمالي ثروتهما المشتركة (3 مليارات دولار) لنقل مصانعهما خارج المراكز السكنية والحد من التلوث الذي تسببه أو حتى إغلاق بعض المصانع؟

صحيح أن غالبية عمليات شركات إيال عوفر ليست داخل إسرائيل، إلا أن معظم أمواله ورِثها من والده سامي، الذي اشترى شركة إسرائيل كورب في عام 1999. وتقديم مساهمة بقيمة 3 مليارات دولار للحد من الأضرار البيئية من شأنها أن تُحسِّن حياة أكثر من مليون إسرائيلي على نحو كبير».

7- روني هيزكياهو وشاؤول مريدور

يقول المراسل الصحفي آفي واكسمان إنه: «خلال العام الماضي، كان لزامًا على قسم المحاسب العام وقسم الميزانيات في وزارة المالية الإسرائيلية أن يُنحِّيا تاريخ العداء بينهما جانبًا لتوحيد الجهود من أجل هدف مشترك وهو خفض العجز الكبير في الميزانية. ومع عدم وجود حكومة تعمل على أكمل وجه بسبب إجراء ثلاث انتخابات عامة في غضون عام داخل إسرائيل، فإن المبلغ الإجمالي الذي تجاوز سقف العجز، قد بلغ 14 مليون شيكل (4.1 مليار دولار).

لذا، لجأ المحاسب العام بوزارة المالية روني هيزكياهو ورئيس قسم الميزانيات في الوزارة شاؤول مريدور إلى خفض الإنفاق، إذ وجَّه الأول موظفيه – المحاسبين العامين في الوزارات الأخرى – لتحريك هذه الخطة، الأمر الذي أشعل جذوة الخلاف بينه وبين هذه الوزارات.

وفي العام الماضي، لم يتحمل رئيس قسم الميزانيات في إسرائيل مسؤولية الميزانية لأنه ببساطة لم يضع ميزانية ليكون مسؤولًا عنها. ولم يواجه أي من أسلافه هذا السيناريو طيلة هذه الفترة الزمنية. وفي مارس (آذار) الحالي، سيكون قد مر عامان منذ أن صادق الكنيست على الميزانية العامة، ولم يتضح بعد متى ستتم المصادقة على الميزانية المقبلة. وأُجبِر قسم الميزانيات، والذي عادةً ما يتمحور جدول أعماله حول تحضير ميزانية الدولة السنوية وتقديمها للمصادقة عليها من جانب الحكومة، على التأقلم مع طريقة عمل جديدة؛ بحيث يكون معظم العمل الذي يقوم به غير مقرر أنه للاستخدام المباشر.

ويضيف المراسل: «لا يعني ذلك أن ميريدور كان ينعم بالراحة، ففي الوقت الذي كان يتعاون فيه مع التحقيق المتعلق بالميزانية الذي يجريه مراقب حسابات الدولة، كان يقوم بحجب الطلبات المتعلقة بالميزانية التي تبدو أنها ذات دوافع سياسية. ودخل ميريدور في اشتباك مع المدير العام لوزارة المالية شاي باباد، والذي بقي في منصبه خلال جولات الانتخابات الثلاث رغم تلميحاته بأنه سيتخلى عن المنصب. واستفاد قسم الميزانيات من الأزمة السياسية الحالية لصياغة خطط من المقرر تقديمها للحكومة المقبلة. كما أشار القسم إلى أن الميزانية المقبلة للدولة ستكون «محدودة». وحتى الآن، ظلت معظم هذه الخطط في الخفاء. وعندما يُكشف عنها، فمن المرجح أن تواجه وزارة المالية اعتراضات حتى وإن كانت مجبرة على التفاوض مع وزارة الدفاع.

ومؤخرًا، أصدر أفيف كوتشافي خطة مدتها خمس سنوات تهدف لرفع مستوى قدرات الجيش، الأمر الذي تسبب في تأليب وزارة الدفاع مجددًا ضد وزارة المالية.

وحتى إن استطاع ميريدور وهيزكياهو التغلب على عجز الميزانية، فإنهما لا يزالان يواجهان قضايا رئيسية تتعلق بالاقتصاد، مثل الاستثمار في البنية التحتية لا سيما الاستثمار الموجه للنقل، ومن ذلك مشروع مترو أنفاق تل أبيب. إن الميزانية المخصصة لهذه المساعي، والتي يُتوقع أن تبلغ 150 مليون شيكل، تثير القلق لدى الرجلين».

8- نعوم وايمان ويوني شيتويتز

يلفت المراسل الصحفي شوكي ساديه إلى أن: «المواطن الإسرائيلي العادي لا يعرف شيئًا عن نعوم وايمان أو يوني شيتويتز، لكن هذين المالكين والمديرين التنفيذيين لأكبر شركتي استيراد في إسرائيل – ديبلومات ديستريبيوترز وشيتويتز – على الترتيب، لهما تأثير هائل على ارتفاع تكلفة المعيشة. وطيلة 30 عامًا، سيطر وايمان على إمبراطورية الاستيراد، والتي تضم العلامات التجارية لشركة بروكتر وجامبل مثل جيليت وهيد أند شولدرز وأورال بي. ويُقدَّر حجم المبيعات السنوية لوايمان بـ 3.5 مليار شيكل (مليار دولار) سنويًا.

كما توزع شركة ديبلومات ديستريبيوترز منتجات بروكتر وجامبل في قبرص وجورجيا وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا، رغم أن غالبية مبيعاتها داخل إسرائيل. ويسيطر وايمان على 40% من شركته مع شقيقته وكان يفكر في الكشف عن إجمالي هذه النسبة بتقييم يتراوح ما بين 1.2 مليار و1.3 مليار شيكل. وتبلغ قيمة المبيعات السنوية لشركة شيتويتز 900 مليون شيكل، لكن ربما يكون لديه مستوى ربحية أعلى.

وتستورد شركة شيتويتز منتجات من شركات مثل كولجيت بالموليف وجونسون أند جونسون. وقد استفادت شركتا ديبلومات ديستريبيوترز وشيتويتز من تغيرين رئيسيين خضع لهما المجتمع الإسرائيلي في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وهما تحسن جودة الحياة وإطلاق القناة التلفزيونية التجارية (القناة الثانية) والتي ساعدت إعلاناتها التجارية على تغلغل ثقافة الاستهلاك داخل إسرائيل. كما لعب النمو السكاني دورًا في ذلك الصدد».

ويستدرك المراسل قائلًا: «ومع ذلك، يرجع السبب الرئيسي للإيرادات الضخمة للشركتين إلى أن اقتصاد إسرائيل قد عانى طوال سنوات من المركزية وعدم وجود منافسة تبعًا لذلك، إذ كان السياسيون غير مكترثين للأمر إلى حد كبير. وورث وايمان وشيتويتز الشركتين عن والديهما، رغم أن الأول اضطلع بمسؤولية تحويل شركته إلى إمبراطورية، وهو الذي أبرم اتفاق شراكة مع بروكتر وجامبل في أوائل تسعينيات القرن الماضي، ومن ذلك اتفاق الحقوق الحصرية الذي لا يزال ساريًا. أما والد شيتويتز، فقد أبرم اتفاق الحقوق الحصرية لشركته مع العلامة التجارية جيليت وهي التي أسست هذه الشركة، في حين كان شيتويتز الصغير قادرًا على الحفاظ على قوة شركته رغم خسارة للعلامة التجارية جيليت لصالح وايمان في العام 2005.

يتمتع رجلا الأعمال بسلطة كبيرة على سوق التجزئة داخل إسرائيل. حيث تتحكم شركة ديبلومات ديستريبيوترز بنسبة 90% من سوق منتجات الحلاقة للرجال و82% من منتجات الحلاقة للسيدات. كما تتحكم أيضًا بـ 33%من سوق الشامبو، ومن ذلك نسبة 85% من الشامبو المضاد للقشرة. في حين تتحكم شيتويتز، من خلال كولجيت بـ53% من سوق معجون الأسنان، كما أن لديها علامات تجارية قوية أخرى مثل صابون بالموليف ومزيل العرق سبيد ستيك.

كانت غالبية الاحتجاجات على تكاليف المعيشة عام 2011 تستهدف سلسلة المتاجر سوبر سول، وشركة تصنيع الألبان والحليب تنوفا، وتجاهلت الشركتين جزئيًّا لأنهما تحميان بحرص شديد خصوصية الإسرائيليين. وقد يتعرض وضع الشركتين لهزة بسبب الإصلاح المدفوع من قِبل وزارة الصحة لإلغاء الروتين على استيراد أدوات النظافة، الأمر الذي من شأنه أن يسمح بزيادة المنافسة وانخفاض الأسعار. وفي الوقت الحالي، تبدو هذه الخطة بعيدة المنال، بالنظر إلى عدم وجود حكومة مستقرة. وفي حال حدوث ذلك، سيكون الرجلان أقل تأثيرًا».

9- داليت زيلبر

توضح المراسلة الصحفية يائيل داريل أن: «داليت زيلبر تولت منصب مدير عام مديرية التخطيط الإسرائيلية في أغسطس (آب) 2017، ولم تكن البداية سهلة بالنسبة لها. وكانت وزارة المالية بقيادة موشي كاهلون واقعة تحت ضغط لإظهار بعض الإنجازات في التخطيط، باعتبار ذلك جزءًا من حملة تهدف إلى خفض أسعار المنازل. وكانت بينات شوارتز، مَن سبقت داليت في هذا المنصب، قد نالت استحسان الجميع وأدَّت عملها بإتقان حتى أتعبت من بعدها.

كانت أهداف مديرية التخطيط في عهد كاهلون تحتاج إلى كثير من الوقت والجهد على نحو أكبر مما كانت عليه في السابق؛ توفير ما يصل إلى 120.000 منزل سنويًا. وفي عام 2018، صادقت المديرية على بناء 150.000 منزل جديد؛ متخطيةً بذلك أهداف الحكومة ومُتسببةً في توجيه اتهامات إليها بالبناء غير المحدود للمستوطنات. وأثارت مديرية التخطيط بهذه الخطوة انتقادات شديدة من قِبل جماعات المحافظة على البيئة والمزارعين ورؤساء الحكومات المحلية، واتهموها بفرط التنمية التي من شأنها أن تفسد البلدات الريفية والمساحات المفتوحة. وقال النقاد أيضًا إن المديرية لا تراعي احتياجات النقل في تخطيطها. وتلقت داليت نقدًا لاذعًا لإنهائها النظام الذي يسمح للمطورين العقاريين بزيادة المساحة المبنية في المشروعات، والتي جرت الموافقة عليها بالفعل؛ إذ سعت لزيادة الإتقان والشفافية في التخطيط.

كان من ضمن تحركاتها الأخرى المثيرة للجدل الإلغاء التدريجي لمشروع Tama 38 الذي يتيح إضافة طوابق إضافية للمباني القائمة، إذا جرى تحصينها وتعزيزها ضد الزلازل. وبدلًا من ذلك، سعت داليت للترويج لخطة تمنح الحكومات المحلية سلطة الموافقة على مشاريع التجديد الحضري. والمشروع الرئيسي الذي تعمل عليه داليت هو خطة إسرائيل الاستراتيجية للإسكان حتى 2040، باعتبارها جزءًا من الخطة الاستراتيجية للمجلس الاقتصادي الوطني. وبمثل هذه الإنجازات، من الممكن أن تترك داليت بصمتها على إسرائيل لعقود قادمة».

10- ترامب وشي جين بينج

ألمح المراسل الصحفي إسرائيل فيشر إلى أن: «الخلاف دب بين دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج حتى قبل أن يصبح ترامب رئيسًا، ففي حملته الانتخابية، هاجم ترامب المنافسة غير العادلة مع الصين، واتهمها بسرقة الوظائف الأمريكية. وترامب ليس مخطئًا تمامًا فيما ذهب إليه، فلطالما مارست الصين التنمر عندما يتعلق الأمر بالسياسات التجارية. والسؤال هو: ما الذي يجب فعله إزاء ذلك؟ كان رد ترامب هو شن حرب تجارية ضد الصين، وفرض عقوبات واسعة على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.

وكان رد الصين هو توجيه الضربات إلى ترامب في المكان الذي يؤلمه؛ ففرضت قيودًا على المنتجات الزراعية المنتَجة في المناطق الريفية التي تُعد جزءًا رئيسيًّا من قاعدة تأييد ترامب في 2016. وتنظر إسرائيل في الوقت نفسه إلى التأثيرات الجانبية لمطالب ترامب بإعادة النظر في الصفقات التجارية مع شركائها التجاريين. وتعرضت إسرائيل لضغوط لتخفيف رسوم الاستيراد على المنتجات الزراعية الأمريكية مثل: النبيذ والجبن والتفاح. وقد تكون هذه أخبار سيئة للمنتجين الإسرائيليين، لكنها جيدة للمستهلكين الذين سيستفيدون من انخفاض الأسعار.

وهناك جبهة أخرى في معارك ترامب وشي بينج، والتي تتضمن تقديم المساعدات إلى إيران. وواجهت الصين إهانات ترامب بتقديم المساعدات إلى إيران، فبعد أسابيع من تشديد ترامب للعقوبات الأمريكية على طهران، قدمت الصين حزمة مساعدات بقيمة 400 مليار دولار إلى إيران. ووضعت مسؤولي الدفاع الإسرائيليين في حالة تأهب قصوى».

11- أيمن عودة

ذكر المراسل الصحفي هاجاي أميت أن: «زعيم القائمة المشتركة أيمن عودة استحث العرب في إسرائيل خلال الجولات الانتخابية الثلاثة الماضية للتيقظ من تحريض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ضدهم، ودفعهم للذهاب إلى صناديق الاقتراع، حيث فاز تحالف الأغلبية العربية بـ13 مقعدًا في الانتخابات السابقة. وأعرب المواطنون العرب عن تقديرهم لقوة عودة، وهو محامٍ بالأساس، إذ حقق لمجتمعه حتى الآن إنجازين قياسيين في صناديق الاقتراع.

واتخذ عودة خطوات لتحويل الجالية العربية في إسرائيل إلى لاعب سياسي رئيسي، مؤكدًا على أنه لا يعارض المشاركة في حكومة تقودها الأحزاب الصهيونية. وأوصى ببيني جانتس، زعيم ائتلاف أزرق أبيض السياسي، مرشحًا لرئاسة الوزراء. ولا يزال هناك فرصة لتكلل جهود عودة بالنجاح، فإذا ذهب كل العرب الاسرائيليين إلى صناديق الاقتراع يوم الانتخابات، وصوتت الأغلبية لصالح القائمة المشتركة؛ فستحصل القائمة على 19 مقعدًا في الكنيست. وقد يتحقق هذا الأمر على أرض الواقع بفعل نشاط عودة وتحريضات نتانياهو والحزب اليميني المتطرف، مما يجعل تجاهل المجتمع العربي أمرًا مستحيلًا».

12- جدعون ساعر

ونوَّه المراسل الصحفي هاجاي أميت إلى أن: «جدعون ساعر، نائب حزب الليكود، يُعد أحد أكبر المقامرين في السياسة الإسرائيلية؛ فبعد فترة وجيزة من إعلان المدعي العام أفيخاي ماندلبليت عن توجيه الاتهامات إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كان ساعر أول من سارع إلى انتقاد انتهاكات نتانياهو لحكم القانون في إسرائيل. وكان أيضًا أول من أعلن عن ترشحه لقيادة حزب الليكود ضد نتنياهو مباشرةً، قبل الانتخابات القادمة.

وخسر ساعر ذاك التصويت، وكان قد تحلى بشجاعة كبيرة ليقف في وجه نتانياهو الذي وصفه حلفاؤه بالخائن. ومع ذلك، ساعد في تجهيز أنصاره والحزب لمرحلة ما بعد نتنياهو. وربما يكون قد عزز مكانته كبديل لنتانياهو، ولكنه أيضًا سيظل دائمًا في الذاكرة على أنه الشخص الذي حاول تقويض حصون الحزب من الداخل».

13- آية الله خامنئي وعبد الفتاح السيسي وإسماعيل هنية

أشار الكاتب الصحفي زفي باريل إلى أنه طوال العام الماضي، ظل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمثابة حائط الصد الذي حال دون وقوع حرب بين إسرائيل وقطاع غزة. وتلعب مصر دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، ومكَّنت الأخيرة من الحفاظ على هدوءٍ مؤقت قد يطول ليصبح طويل الأمد. وعامل التأثير الأساسي للسيسي على حماس هو معبر رفح – الذي يربط غزة بجزيرة سيناء – والذي فتحته مصر شريطة التزام حماس بمحاربة الجماعات الإرهابية في سيناء.

وترى مصر أن علاقاتها العسكرية والاستخباراتية بإسرائيل عنصرًا مهمًا في استراتيجيتها الإقليمية ووسيلة للحفاظ على علاقات صحية مع الولايات المتحدة. كما ترى إسرائيل أن السيسي شريك في جبهتها ضد إيران، وجزء من التحالف الذي تقوده السعودية لمنع النفوذ الإقليمي للجمهورية الإسلامية.

وأضاف الكاتب أنه: «في الوقت نفسه، يُعد آية الله علي خامنئي، الرجل الذي قاد إيران على مدى الثلاثين عامًا الماضية، أقدم عدو لإسرائيل. ومنذ عقود يوجِّه خامنئي الاستراتيجية الإقليمية لإسرائيل، ويرسم خريطة التهديدات، ويُملي أولويات الدفاع للحكومات الإسرائيلية وجيش الدفاع الإسرائيلي. وأقامت إيران تحت حكمه شراكات وتحالفات إقليمية غيَّرت بها خريطة الشرق الأوسط. فكل من العراق ولبنان ونصف اليمن تعتمد اعتمادًا مباشرًا على القرارات الإيرانية.

وقطر وتركيا شريكان لإيران، والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل كتلة افتراضية في نزاع مع إيران. ومن خلال الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس وأمور أخرى، حوَّل خامنئي إيران إلى قوة إقليمية لا تحتاج إلى جيش متطور أو قوات جوية للحفاظ على نفسها. وحل برنامج الأسلحة النووية محل القوة التقليدية واسُتخدِم في التأثير الدبلوماسي».

وأردف الكاتب قائلًا: «وعلى غرار إيران وحزب الله، تأتي حماس بقيادة إسماعيل هنية باعتبارها لاعبًا معتادًا في خريطة التهديدات الموجَّهة ضد إسرائيل. وبينما تشكل إيران تهديدًا استراتيجيًّا بسبب برنامجها النووي، تشكل حماس تهديدًا تكتيكيًّا، وهو خطر لا يمثل تهديدًا وجوديًّا ضد إسرائيل. وبالأحرى، إسرائيل هي التي تهدد وجود حماس. وطالما تُصنَّف حماس باعتبارها منظمة إرهابية، فلن تكون طرفًا في المفاوضات مع إسرائيل. ومع ذلك، ومن خلال التعامل مع حماس على أنها المسؤولة عن أي شيء يحدث في غزة. حوَّل نتنياهو الحركة إلى شريك استراتيجي أصبح وجوده حاسمًا لمنع الحرب التي ستثير انتقادات أكثر حدة من المفاوضات مع حماس».

14- أفيخاي ماندلبليت

أكد الكاتب الصحفي غور مجيدو على أن: «قرار المدعي العام أفيخاي ماندلبليت بالتحقيق أولًا ثم توجيه الاتهام إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ثلاث قضايا فساد هو القرار الأكثر نفوذًا من قِبل موظف عمومي إسرائيلي منذ سنوات. ولقد أقضَّت قضايا نتانياهو مضاجع المؤسسة السياسية، وجرَّت إسرائيل إلى ثلاث جولات انتخابية وشلَّت السياسة خاصةً. ونتيجةً لذلك، أصبح المواطنون في البلاد وكأنهم رهائن – لا تقدم في الإصلاحات، وعجز الدولة في ارتفاع، وهوة الخلاف الاجتماعي في ازدياد. وقبل بضعة أشهر، بدا أن إسرائيل كانت على شفا ثورة مدعومة بالتشريع وتهدف إلى تقويض قرارات مندلبليت.

قد يكون ما ذكرناه كافيًا لتصوير ميندلبليت باعتباره الشخصية الأكثر نفوذًا في إسرائيل، ولكنه في واقع الأمر كان مترددًا للغاية. لقد تردد تمامًا في إدانة نتنياهو، وهو قرار اتخذه رفقة فريق عمل مؤلف من 20 مدعيًا تقريبًا. وفي البداية، لم يرغب مندلبليت حتى في التحقيق مع رئيس الوزراء. ويتبدى تردده أيضًا في مجالات أخرى، كتردده في التدخل عند تحرك الحكومة لتشريع قانون جديد يسمح بتركيب كاميرات في مراكز الاقتراع عشية الانتخابات السابقة.

وفي النهاية، ميندلبليت بوضوح ليس حامي الحمى المفعم بالحماسة. ومع ذلك، ليس هناك ما يشير إلى أنه فاسد أو يمكن ابتزازه، كما يروق للنقاد من اليسار واليمين ادِّعاء ذلك. وميندلبليت فرد حَذِر يميل إلى التأني، حتى انتهى به الأمر في واحدة من أصعب الوظائف التي يمكن تخيلها. إنها تقلبات القدر التي جعلت قراراته تدفعنا إلى أكبر أزمة سياسية واجهتها إسرائيل منذ عقود».

15- ران أوز وميشيل سيبوني

ذكر الكاتب الصحفي سامي بيرتس أنه: «في خضم التوجه المتنامي في إسرائيل بأن لا يسيطر على الشركات المملوكة ملكية عامة مساهم بمفرده، يستعرض المستثمرون الاعتباريون – مديرو صناديق التأمين وصناديق المعاشات التقاعدية – عضلاتهم لأنهم بالأساس يشغلون هذه المناصب.

وإسرائيل حتى الآن ليست الولايات المتحدة، حيث لا يوجد في معظم الشركات مساهم مسيطر بمفرده، ومع ذلك، فإن هذا التوجه في تزايد: أصبحت الشركات الرائدة مثل ثلاثة بنوك كبيرة – هبوعليم ولئومي وديسكونت – من بين الشركات التي لا يوجد بها مساهم مسيطر بمفرده. وهناك أيضًا 10 شركات أخرى في مؤشر تل أبيب-125 ينطبق عليها هذا الوصف، بالإضافة إلى 30 شركة إضافية في بورصة تل أبيب لم تُدْرج في هذا المؤشر.

ويجري ملء الفراغ الناتج عن طريق المستثمرين الاعتباريين كشركة مجدال، بقيادة الرئيس التنفيذي ران أوز، وكشركة هاريل بقيادة الرئيس التنفيذي ميشيل سيبوني. ويكمن أساس قوتهم في الأموال الخاضعة لسيطرتهم – حوالي 1.6 تريليون شيكل، معظم مدخرات الجمهور – وهذا الرقم يتزايد باستمرار. ويوجد في مجدال وحدها 275 مليار شيكل تحت تصرف إدارتها، بينما يوجد في هاريل 260 مليار شيكل.

يستفيد المستثمرون الاعتباريون أيضًا من انخفاض التركيز الاقتصادي في إسرائيل وانهيار كبار رجال الأعمال في البلاد مثل نوتشي دانكنر وليف ليفييف وإليازر فيشمان وشاؤول إيلوفيتش. وهذا يخفف الضغط على المستثمرين الاعتباريين ويمنحهم حرية أكبر في اتخاذ قراراتهم. وبالنظر إلى عدم وجود منافسة من كبار رجال الأعمال والمساهمين المسيطرين، يكتسب المستثمرون الاعتباريون مزيدًا من القوة – ومزيدًا من السلطة. ومع ذلك، فإنه لدى بعض المستثمرين أنفسهم مساهمون مسيطرون بقوة، مثل يائير همبرغر في شركة هاريل، وشلومو إلياهو في شركة مجدال».

16- مارك زوكربيرج

أوضحت المراسلة الصحفية رفائيلا جويشمان أن: «مؤسس فيسبوك والمدير التنفيذي للشركة مارك زوكربيرج يتولى إدارة إمبراطورية الإنترنت التي تضم حوالي 2.7 مليار مستخدم عبر أربع منصات: فيسبوك وإنستجرام وواتس آب وفيسبوك ماسنجر. وتبلغ ثروة زوكربيرج نفسه ما يقدر بنحو 74 مليار دولار. وقد تعرَّض هو ومنصته لانتقادات كبيرة بسبب قوتهم الضخمة، وعدم قدرتهم – أو عدم رغبتهم – في وقف انتشار الأخبار المزيفة، بكل ما يترتب عليها من تأثير على الانتخابات والحياة عمومًا.

وفي إسرائيل، على غرار الولايات المتحدة، تتعرض وسائل الإعلام التقليدية للهجوم من قِبل زعيم البلاد. ويفضل كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التحدث إلى الناخبين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكنهم نشر أي شيء، صواب أو غير صواب».

17- أفيجدور ليبرمان

ذكر الكاتب الصحفي حاييم ليفنسون أنه: «قبل عام مضى، كان رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيجدور ليبرمان رجلًا ميتًا سياسيًّا يمشي على الأرض. وبدا أن أهمية حزبه، الذي تأسس أصلًا لتمثيل المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق، تتراجع مع اندماج هؤلاء المهاجرين في النسيج الوطني. ووصل ليبرمان نفسه إلى ذروة سنام السياسة الإسرائيلية، إذ شغل منصب وزير الدفاع ووزير الخارجية، وكان يبحث عن هدف جديد. ووجد ضالته من خلال الإلقاء بثقله كله ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وطالب بسن قانون يُلزِم الشباب الأرثوذكسي المتطرف بأداء الخدمة في الجيش، كبقية اليهود الإسرائيليين.

وبعد سبع سنوات في الائتلاف إلى جانب الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، أعاد ليبرمان اكتشاف نفسه وتحول إلى لاعب رئيسي في السياسة الإسرائيلية. ووصلت مغامراته إلى حدَّها الفاصل: ففي الوقت الذي كان إصراره على مشروع القانون سببًا في تقويض محاولات نتنياهو لتشكيل ائتلاف حاكم لمرتين، كسب حزب إسرائيل بيتنا 140 ألف ناخب أثناء هاتين المحاولتين. إن ليبرمان صانع الملوك في السياسة الإسرائيلية: يستطيع تمكين نتنياهو من تشكيل حكومة يمينية متعصبة، ويتمتع بالقدرة على إجبار الليكود على تشكيل حكومة وحدة مع بيني غانتس، زعيم ائتلاف أزرق أبيض السياسي. فماذا يريد ليبرمان بالفعل؟ هذا ليس واضحًا تمامًا، لكن يبدو أنه يستمتع بما يجري».

18- أرنون بار ديفيد

أوضح البروفيسور آفي بار ايلي أن: «أرنون بار ديفيد تولى مسؤولية أكبر اتحاد عمالي في إسرائيل منذ عام واحد مضى. وقد يقول البعض أنه كان مسؤولًا عنه بحكم الواقع خلال فترة ولاية رئيس الاتحاد السابق والمشرع الحالي آفي نيسينكورن. وقاد بار ديفيد نقابة العمال البلدية في تل أبيب – واحدة من أكبر وأقوى النقابات البلدية – لمدة ثلاثة عقود، وصوَّر نفسه كخادم للشعب.

وأمضى الأشهر القليلة الماضية في إخماد الحرائق، وجمع الحلول الوسط المتسرعة وترتيبها، وتحسين صورة النقابات ذات الإشكاليات الكبرى في إسرائيل، أي نقابات الموانئ والسكك الحديدية الإسرائيلية. وسوف تخضع استراتيجية بار ديفيد للاختبار في ضوء عجز الموازنة المتنامي في إسرائيل ومحدودية مرونة الرواتب التي من المحتمل أن تنشأ عن ذلك، وضعف الذراع السياسي للهستدروت؛ حزب العمل. وينظم العديد من أحزاب وسط اليمين حملات عبر منصات مختلفة تتضمن محاربة «حكم النقابات العمالية» وتريد الحد من الإضرابات. وفي الوقت نفسه، زادت نسبة العضوية في الهستدروت بحوالي الثلث على مدار السنوات الخمس الماضية، ويمثل الآن حوالي 800.000 إسرائيلي عامل».

19- شيلدون أديلسون وزوجته ميريام أديلسون

أشارت المراسلة الصحفية ناتي تاكر إلى أنه: «عندما صدرت صحيفة إسرائيل هيوم اليومية المجانية لأول مرة في 30 يونيو (حزيران) 2007، جاء في صدر صفحتها الأولى عنوان يقول: «خطة لمحاربة الفساد»، والذي وصفته بأنه «تهديد استراتيجي». ومنذ ذلك الحين، مضى عهد رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت وحل محله عهد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي استمر عقدًا من الزمان، والصحيفة المرتبطة بالأخير ارتباطًا وثيقًا قد غيَّرت من توجهاتها وآرائها تغييرًا جذريًّا. وفي أيامنا هذه، تخوض الصحيفة معركة شرسة ضد سلطات إنفاذ القانون الإسرائيلية، سعيًا منها لإبقاء نتنياهو في السلطة.

ولكن إذا قرأت عن حسابات مُلاك إسرائيل هيوم وأباطرة الكازينوهات الأمريكية الإسرائيلية شيلدون أديلسون وزوجته مريام أديلسون، تجد أن علاقتهما بنتانياهو معقدة للغاية. وبحسب ما ورد، شيلدون أديلسون يصف سارة نتنياهو بأنها «مجنونة»، وسخرت مريام أديلسون من رئيس الوزراء لأنه يصرخ عند حديثه معها في الهاتف إذا انزعج من شيء ما نشرته صحيفتها. وتشير تصريحاتهما إلى أنهما لم يعودا مقتنعَين تمامًا بأن نتانياهو أفضل قائد لإسرائيل. ومع ذلك، يواصلان تقديم الدعم له عبر صحيفتهما.

وأضافت المراسلة قائلة إن: «التحقيقات الجنائية في قضايا نتانياهو أدَّت إلى تقويض الأطروحات السابقة الخاصة بعلاقته مع أديلسون وزوجته، وألمحت إلى أنه قد تكون لهما اليد العليا – صرح نتانياهو في محادثة خاصة أن أديلسون يفعل ما يحلو له بغض النظر عن طلباته.

وإلى الآن، يُعتقد أن أديلسون وزوجته قد أنفقا أكثر من مليار دولار على صحيفة إسرائيل هيوم. وفي حين أنه من المحتمل أن ينهي نتانياهو فترة ولايته في العام المقبل، فإن صحيفتهما ستستمر في تقرير ما إذا كانت تؤيد الفساد أم تعارضه، اعتمادًا على من يأتي إلى السلطة».

20- أمير يارون

أوضح المراسل الصحفي آفي واكسمان أن: البروفيسور أمير يارون تولى مهمة محافظ البنك المركزي الإسرائيلي بشيء من الحذر، لكنه اكتسب الثقة منذ ذلك الحين. وبعد أن أمضى 25 عامًا في الأوساط الأكاديمية الأمريكية، عاد يارون إلى بلاده، حيث يحذر الآن الحكومة الإسرائيلية من مخاطر العجز المتنامي، ووصف التوقعات الاقتصادية للبلاد بأنها «رحيمة للغاية». ويتضمن جدول أعمال يارون خطة استراتيجية لتحديث نظام المدفوعات القديم في إسرائيل، وفحص الأدوات المصرفية لإدارة السياسة النقدية لإسرائيل، ووضع اللوائح المصرفية للمستقبل».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي