تملك فائضا من الأفكار ولا تنفذ شيئا! هكذا تنجز المهام

2020-03-18

نسرين عزالدين

امتلاك الكثير من الأفكار وبالتالي الأهداف من الأمور المنهكة لكونها تبدأ بمشاعر الحماسة، ثم تنتهي بالمماطلة ثم الفشل في إنجاز أو تحقيق أي واحدة منها. وبالتالي تجد نفسك حائرا بين اختيار بعضها والتخلي عن البعض عن الآخر.

لماذا نفشل بمتابعة الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع؟

في العام ٢٠٠٣ قامت عالمة النفس والبرفسور في جامعة كولومبيا شينا ينغار بإجراء دراسة شملت 800.000 موظف لمعرفة تأثير زيادة خيارات الاستثمار على مشاركة هؤلاء في خطط الادخار للتقاعد.

ومع نهاية فترة الدراسة وبعد الحصول على المعلومات كان السؤال الذي تريد الحصول على إجابة عليه هو ما إن كان هؤلاء سينخرطون أكثر في خطط الادخار للتقاعد إن تم تقديم خيارات أكبر وأكثر تنوعاً للاستثمار؟

لو كنا سنتكهن فإن الإجابة بالتأكيد ستكون نعم. فكلما كانت الخيارات أكبر وأكثر تنوعاً، شجع ذلك الشخص على اختيار ما يناسبه. ولكن هذه لم تكن النتيجة التي تم التوصل إليها، بل ما تم اكتشافه هو أنه عند إضافة المزيد من الخيارات فإن نسبة مشاركة الموظفين تدنت.

مثلاً إضافة ١٠ خيارات للاستثمار قلصت نسبة المشاركة بـ ٢٪ . وهذا الأمر هو ما يسمى «مفارقة الاختيار» فالخيارات العديدة تؤدي الى أفعال أقل. وبالتالي كلما كنا نملك أفكاراً عديدة وبالتالي أهدافاً عديدة نريد تحقيقها كلما تقلصت إمكانية تنفيذ أي منها والعكس صحيح.

ولكن هناك تفسيرات أخرى قد تبرر سبب فشلنا في إنهاء ما بدأنا به ومنها ضيق الوقت، الخوف من الفشل، الخيارات العديدة التي تستنزف الطاقة  أو تراجع الحماسة بعد إمضاء وقت طويل بالعمل على مشروع واحد.. كل هذه الامور يمكنها ان تؤدي الى مماطلة دائمة.

والان بعد عرض المشكلة حان الوقت للحديث عن الحلول، وهذه الحلول من شأنها ان تساعد على التعامل مع الفائض في الأفكار وما ينجم عنها من مماطلة وفشل في التنفيذ.

لا تقع ضحية قانون باركنسون : كلما تطلبت المهمة وقتاً أطول لإنجازها، وقعنا ضحية قانون باركنسون الذي يقول بأن العمل يتوسع كي يملأ الوقت المتاح لإنجازه. مثلاً عمل يحتاج لساعتين لإنجازه تم منحه ٨ ساعات حينها ضمن المهلة الزمنية الثانية التعقيدات غير المبررة ستفرض نفسها وكل شيء سيصبح متمدداً لدرجة أنك قد تحتاج لأكثر من ٨ ساعات لإنجازه.

الحل هو بوضع المواعيد النهائية المصغرة التي ترغمك على إنهاء المهام ضمن أطر زمينة قصيرة. مثلاً قم بوضع لائحة بالمهام مع تحديد المدة الزمنية التقريبية التي تحتاج اليها من أجل إنجازها. ثم قلص المدة التي توقعتها الى النصف وقم بإنجازها وفق هذا الموعد.

قاعدة ٨٠ / ٢٠: القاعدة تقول ان ٢٠٪ مما تقوم به يساهم بـ ٨٠٪ من النتائج التي تحصل عليها. أي أن كل مهمة يتم تقسيمها الى نشاطات إما تقع تحت مجموعة الـ ٢٠٪ أو الـ ٨٠٪ . مثلاً إن كان هدفك هو ممارسة التمارين من اجل خسارة الوزن فإن ٢٠٪ من التمارين كتلك العالية الكثافة هي التي ستساهم بخسارتك للوزن أكثر من غيرها من التمارين وعليه تكون هذه النوعية من التمارين ساهمت بتحقيق ٨٠٪ من النتائج.

لتطبيق ذلك على حياتك المهنية عليك باكتشاف وتركيز وقتك وطاقتك على ٢٠٪ من النشاطات التي تسفر عن أكبر نسبة من النتائج. هكذا تنجز الكثير من الأفكار في وقت أقل وبجهد أقل.

الحدس هام هنا: غالباً ما نتردد قبل البدء بتنفيذ فكرة ما وذلك بسبب الخوف من الفشل أو بسبب التشكيك بالقدرات. يتم إضاعة ساعات لا تعد ولا تحصى ونحن نقوم بالبحث والتخطيط قبل القيام فعلياً بتنفيذ أي فكرة كانت.. وعندما يحين الوقت الفعلي للتنفيذ نبقى في مكاننا ولا ننفذ أي منها أو ننفذها بشكل جزئي. أحياناً الأحكام التي نطلقها على هذه الفكرة أو تلك من دون تفكير تؤدي إلى قرارات أفضل من تلك القائمة على مبدأ الحذر والتخطيط المطول. في بعض الأحيان عليك الوثوق بحدسك من أجل القيام بأعمال تعود عليك بنتائج فعلية وملموسة.

تطوير عادة إنهاء الأمور: الغالبية الساحقة منا احترفت فن البدء بإنجاز الأمور وقلة قليلة تملك عادة إنهاء ما تبدأ بالقيام به. البدء بإنجاز الأمور أسهل بكثير من إنهائه ولكن النتائج التي نريدها هي عند خط النهاية. تطوير عادة إنهاء الأمور مثله مثل تطوير أي عادة.. البداية تكون بالأمور الصغيرة ثم البناء على ذلك مع توقعات محدودة كي لا يصاب الشخص بخيبة الأمل.

ممارسة فعل التخلي: خلافاً لما يعتقده البعض، الأكثر نجاحاً والأكثر إنتاجية يقومون وبشكل دائم بالتخلي عن اهدافهم.. ما يميزهم عن غيرهم هو أنه يعرفون متى عليك التخلي وعن ماذا عليهم التخلي. إيجابية التخلي عن بعض الأفكار هو أن ذلك يسمح للشخص بتحويل كل طاقته التي يضعها من أجل تنفيد فكرة لن تؤدي الى نتائج ملموسة الى أخرى يمكن تنفيذها فعلياً على أرض الواقع.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي