دراسة تتوقع القضاء على الشعاب المرجانية بحلول 2100

2020-03-01

 

وفقا لدراسة علمية جديدة لعلماء من جامعة هاواي مانوا قدمت في مؤتمر علوم المحيطات 2020، فإن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر وتحمض مياه المحيطات التي تعمل على تبييض الشعاب المرجانية قد يؤديان إلى القضاء على 70% إلى 90% من الشعاب المرجانية على مدى السنوات العشرين المقبلة.

وقد يمتد تأثير التغير المناخي على المحيطات إلى القضاء على جميع الشعاب المرجانية بحلول عام 2100.

من ناحية أخرى أشارت الدراسة إلى أن مشروعات الترميم لحماية الشعاب المرجانية ستواجه على الأرجح تحديات خطيرة، بما في ذلك التشكيل الضخم للشعاب المرجانية المعروفة بالحيد المرجاني العظيم في أستراليا، التي يبلغ طولها 2253 كيلومترا.

آثار تغير المناخ

تعتبر الشعاب المرجانية موطنا للعديد من الكائنات البحرية، وهي أساسية لتنوع وبقاء الحياة البحرية، لكن العلماء يقولون إن الشعاب المرجانية تتعرض للتبييض، مع ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات، حيث تؤدي المياه الدافئة إلى الضغط على الشعاب المرجانية، مما يؤدي إلى إطلاق الطحالب التي تعيش بداخلها.

ويتسبب ذلك في أن تتحول كائنات الشعاب المرجانية من اللون الزاهي إلى اللون الأبيض، وهو ما يعرف بظاهرة تبييض الشعاب المرجانية، حيث تكون هذه الشعاب المرجانية المبيضة عرضة للموت.

وقد دفعت التأثيرات المناخية في الشعاب المرجانية الباحثين إلى دراسة أبعاد هذه الظاهرة، ومن خلال الاعتماد على محاكاة المحيطات التي توجد فيها الشعاب المرجانية.

وبالاستناد إلى توقعات درجة حرارة سطح البحر وتحمض المحيطات وطاقة الأمواج والتلوث وممارسات الصيد، قام الفريق العلمي من جامعة هاواي مانوا برئاسة رينيه سيتر، باحثة الجغرافية الحيوية، بإجراء الدراسة على موائل الشعاب المرجانية.

ومن خلال فحص وتحليل البيانات المتعلقة بتوقعات درجات الحرارة على البحر وغيرها وجد الباحثون أن معظم الشعاب المرجانية لن تكون موائل مناسبة بحلول عام 2045 وستزداد سوءا بحلول عام 2100.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن بعض المواقع في البحار والمحيطات ستظل موائل قابلة للحياة للشعاب المرجانية في عام 2100، وهي أجزاء صغيرة من بحار باجا في كاليفورنيا والبحر الأحمر شرق أفريقيا.

مكافحة تغير المناخ

ووفقا للدراسة الجديدة، فإنه رغم التلوث الذي يفرض العديد من التهديدات على الكائنات البحرية، فإن الشعاب المرجانية أكثر عرضة للخطر من التغيرات المناخية، وهو ما يتطلب جهودا تتجاوز مكافحة تلوث الشواطئ.

وفي هذا الصدد قالت سيتر "إن محاولة تنظيف الشواطئ أمر رائع ومحاولة مكافحة التلوث أمر رائع ونحن بحاجة إلى مواصلة هذه الجهود، ولكن في نهاية المطاف فإن مكافحة تغير المناخ هي حقا ما نحتاج إليه من أجل حماية الشعاب المرجانية وتجنب الضغوطات المركبة".

وأضافت سيتر "يمكن للمواطنين محاولة تقليل كمية الضغوطات على البيئة البحرية من أجل منع تدهور الشعاب المرجانية، وذلك عن طريق الحد من انبعاثات الكربون ومن خلال مصادر الطاقة المتجددة والقضاء على التلوث المحلي والحد من الصيد الجائر".

تطورات علمية واعدة

وفي إطار الجهود والأبحاث العلمية والبيئية الرامية إلى حماية الشعاب المرجانية، هناك مشروعات وأفكار رائعة، منها محاولة زرع الشعاب المرجانية الحية في المختبر ونقلها إلى المحيط، حيث من شأن ذلك تعزيز انتعاش الشعب المرجانية وإعادتها إلى الحالة الصحية.

ولكن وبحسب دراسة جامعة هاواي مانوا، فإن هذه الشعاب المرجانية المزروعة غالبا ما تواجه بعض الإخفاقات بسبب سوء التخطيط وسوء اختيار مواقع نقل الشعاب المرجانية المزروعة في المختبر.

هذا وقد شملت جهود الإغاثة المرجانية الأخرى تشغيل الأصوات الموجودة في البيئات الطبيعية الخاصة بالشعاب المرجانية الصحية عبر مكبرات الصوت لجذب الأسماك الصغيرة من المناطق المتضررة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي