هل يوقف فيروس كورونا الاحتجاجات التي فشلت الحكومات في إجهاضها؟

2020-02-26

من الصين إلى العراق والجزائر يبدو أن تفشي فيروس كورونا سيعرقل المظاهرات التي تنظمها القوى المطالبة بالإصلاح في العديد من بقاع العالم.

إذ أدت المخاوف من تفشي الفيروس في العديد من الدول إلى إصدار السلطات لقرارات بوقف المظاهرات، ويتوقع أن تستغل مزيد من الحكومات الوباء لوقف لإجهاض التظاهرات، فيما خرجت مبادرات ذاتية من بعض المتظاهرين بوقف الاحتجاجات.

فيروس كورونا سيعرقل المظاهرات في هذه البلدان

ففي العراق، علّق رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، الثلاثاء 25 فبراير 2020، دعوة أنصاره إلى الخروج في احتجاجات سياسية حاشدة في مواجهة خصومه السياسيين بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، بعد أن حثت وزارة الصحة المواطنين على تجنب التجمعات العامة.

وقال الصدر في بيان “قد دعوت لمظاهرات مليونية واعتصامات ضد المحاصصة، واليوم أنهاكم عنها من أجل صحتكم وحياتكم، فهي أهم عندي من أي شيء”.

والصدر كان ينظر له أنه حامي احتجاجات الحراك ضد الفساد والمحاصصة السياسية والنفوذ الإيراني، ولكن ميليشياته انسحبت من مهمة حماية المتظاهرين بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، فيما أيدت كتلته السياسية ترشيح رئيس الحكومة محمد علاوي، المدعوم من الكتل الشيعية، وهو ما يُنظر إليه على أنه تخلٍّ من قِبل الصدر عن الحراك، بعدما كان يقول إنه سيؤيد من يرشحه الحراك.

وكانت السلطات العراقية قد أصدرت قراراً بتمديد حظر دخول المسافرين القادمين من الصين وإيران، فيما قررت وزارة الصحة العراقية تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة 10 أيام بمحافظة النجف وعدة مدن أخرى، فيما أفادت وكالة الأنباء العراقية بأن نتائج فحص العينة للطالب الإيراني في النجف تؤكد إصابته بفيروس كورونا.

وأعلنت وزارة الصحة العراقية عن إصابة 4 أشخاص بفيروس كورونا في كركوك، لعائلة كانت قادمة من إيران، حيث أوضحت الوزارة فى بيانها أنه تم تطبيق الحجر الصحي على العائلة، والفحص الطبي من قبل الهيئات الطبية والصحية المختصة، وظهرت نتائج التحليل بإصابة تلك العائلة بفيروس كورونا المستجد، وتم اتخاذ كافة الإجراءات.

كما حثت الصحة العراقية المواطنين على عدم السفر من وإلى مدينة النجف، المقدسة عند المسلمين الشيعة إلا في حالات الطوارئ، مع أهمية منع التجمعات في كافة أرجاء محافظة النجف، وقررت السلطات العراقية حظر دخول المسافرين من تايلاند وكوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا وسنغافورة، حتى إشعار آخر، وتنطبق على السفر المباشر وغير المباشر “الترانزيت”.

وقف الاحتجاجات في مهد الكورونا

وفي هونغ كونغ، ذكرت وكالة بلومبرغ الأمريكية، أن المخاوف المتعلقة بالإصابة بفيروس كورونا أجبرت المتظاهرين على وقف الاحتجاجات.

ونقلت الوكالة عن الناشط البارز، فنتوس لاو، الذي نظم بعضاً من أضخم المظاهرات المناهضة للحكومة قوله: “لا يمكن أن نفصل الاحتجاجات عن الوباء، إنهما في نفس الاتجاه”.

لكن قادة الاحتجاجات يتوقعون عودتها بسبب فشل الحكومة ورغم ذلك، قال لاو إن هذا المرض يعد بمثابة جبهة جديدة في الكفاح من أجل الديمقراطية.

وأضاف لاو الذي يقوم بتوزيع الكمامات الطبية الواقية من الفيروسات مجاناً على المارة: “المعركة ضد الفيروس ساعدتنا في رؤية عجز الحكومة وإخفاقات نظامنا”.

وأوضح أن الإحباط إزاء تعامل الحكومة مع الأزمة الصحية العامة سيمد حركة الاحتجاج بمزيد من الدعم، بعد أن تنحسر حالة الذعر من فيروس كورونا.

وانطلقت الاحتجاجات في هونغ كونغ في يونيو/حزيران من العام الماضي، رفضاً لمشروع قانون يسمح بتسليم المطلوبين إلى الصين، واستمرت الاحتجاجات رغم إلغاء مشروع القانون.

الجزائر لن توقف مظاهرات الحراك

وفي الجزائر، قال مسؤول بوزارة الصحة الجزائرية في مؤتمر صحفي، الأربعاء 26 فبراير 2020، إن حظر الاحتجاجات في البلاد بعد تأكيد أول إصابة بفيروس كورونا ليس مطروحاً.

وتشهد العاصمة الجزائرية ومدن أخرى احتجاجات حاشدة أسبوعياً منذ أكثر من عام، تطالب بتغيير سياسي شامل.

دولة ديمقراطية تحظر التظاهرات بالفعل

في المقابل، أعلن عمدة العاصمة الكورية الجنوبية سول بارك وون-سون، الجمعة الماضية، أنه قرر منع إقامة مظاهرات في ميدان كوانجهوا مون، وسط العاصمة الكورية الجنوبية سول لفترة من الوقت، لاحتمالية انتشار فيروس كورونا الجديد “كوفيد-19”.

وقال بارك خلال مؤتمر صحفي، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية، إننا “سنمنع استخدام ميادين سول وتشيونجكيه وكوانجهوامون، والتي تشهد العديد من تجمعات الناس وسط العاصمة لحماية المسنين الضعفاء من الأمراض الوبائية”.

وأوضح أن القرار جاء بموجب الفقرة 1 من البند 49 من قانون الوقاية من الأمراض الوبائية ومعالجتها، والتي تقيد التجمعات داخل المدينة كإجراءات وقائية من مرض وبائي، ويفرض على من يخالف القرار 3 ملايين وون كحد أقصى من الغرامة المالية، وتابع قائلاً إن “بعض المنظمات تصر على إقامة تظاهرات، حيث تتطلب إجراءات صارمة، وإن مجلس البلدية سيخطر منظمات تخطط لإقامة تجمعات ضخمة بهذا القرار ابتداء من اليوم”.

وأضاف عمدة سول أن مجلس البلدية سيقرر أيضاً إغلاق جميع أفرع كنيسة “شينتشونجي” في سول، والتي ظهرت فيها العديد من حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد من قبل، وسط من شاركوا في قداس الكنيسة في مدينة ديجو الكبرى، مضيفاً أن المدينة ستقوم بعملية التطهير والنظافة في هذه الأفرع، مطالباً كل من زار الكنيسة في دايغو بالاتصال هاتفياً برقم 120 و1339، لإجراء الدراسة المرجعية لمعرفة الصلة بالمصابين من الكنيسة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي