4 سنوات أخرى من حكم ترامب.. ما الذي يجعل ذلك ممكنًا؟

مصدر: Four More Years of Trump
2020-02-25

كاتب: Spencer Bokat-Lindell

كتب سبنسر بوكات ليندل مقالًا في صحيفة «نيويورك تايمز» يعلق فيه على نجاة ترامب من العزل، وما إذا كان ذلك يعني أربعة أعوام أخرى في ظل رئاسته للولايات المتحدة. ويرى الكاتب أن هناك فرصة طيبة أمام الديمقراطيين للوصول إلى البيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم؛ لو أحسنوا استغلالها، وتمكنوا من توظيف نقاط ضعف الحزب الجمهوري في تستره على رئيس يسيء استغلال سلطته.

ففي 5 فبراير (شباط) الجاري، أصبح دونالد ترامب ثالث رئيس أمريكي تبرأ ساحته من اتهامات تفضي لعزله. جرى التصويت بالكامل تقريبًا، مع استثناء واحد، إذ أصبح ميت رومني أول سيناتور في التاريخ يصوت لإقالة رئيس ينتمي لحزبه؛ مما أثار غضب زملائه الجمهوريين، وتُوِّج هذا اللغط بوعد لتوقيع عقد كتاب يتوقع أن يحقق مبيعات هائلة من سبعة أرقام. 

وجاءت تبرئة السيد ترامب في أعقاب خطاب حالة الاتحاد المتغطرس، وارتفاع نسبة تأييده إلى 49٪ في أحد استطلاعات الرأي، وهي أعلى نسبة حصل عليها طيلة فترة رئاسته.

ويرصد الكاتب في السطور التالية كيفية تقييم الناس لهذه اللحظة، وما يعنيه ذلك بالنسبة لانتخابات 2020:

«هل كانت مساءلته خطأ؟»

يقول موقع «ذا ديسباتش» The Dispatch السياسي المحافظ: إن أسوأ مخاوف رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي من المساءلة يبدو أنها تحققت. فوفقًا لآخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «جالوب»، تحسنت شعبية ترامب في أوساط الجمهوريين والمستقلين على حد سواء، منذ بدء إجراءات المساءلة في الخريف الماضي.

ويقول موقع ذا ديسباتش: «على الرغم من نقاط الضعف العديدة والواضحة لترامب، فمن الواضح أن الديمقراطيين يواجهون مهمة شاقة الآن أكثر من أي وقت مضى وهم يسعون نحو استعادة البيت الأبيض في نوفمبر القادم».

ولكن كان على الديمقراطيين متابعة المساءلة، وقد فعلوا ذلك بأفضل ما يمكنهم، كما يقول روبرت كوتنر، رئيس تحرير The American Prospect. ويقول كونتر إنه لا يوجد دليل حقيقي على أن المساءلة أضرت بالديمقراطيين، بل ربما تفيدهم في سباقات الكونجرس. فهناك ما يصل إلى 11 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين قد يواجهون صعوبة في إعادة انتخابهم، و«تصويتهم الذي يلتمس العذر لسلوك ترامب الديكتاتوري، عبر رفضهم إدانته؛ سيجبرهم على الإجابة على أسئلة ضارة للغاية خلال الحملة».

البراءة تفتقد للشرعية وعلى الديمقراطيين استغلال ذلك

ويدفع جوناثان شيت بأن تبرئة ترامب يمكن أن تأتي بنتائج عكسية. إذ جرى تجريد العملية من شرعيتها من خلال قيام السناتور ميتش ماكونيل بمنع الشهود، وهو ما أصبح ينظر إليه الآن على أنه تستر؛ مما يعني أنه يمكن للديمقراطيين مواصلة تحقيقاتهم.

وكتب شيت «يمكن أن يستمروا في التحقيق والتنقيب حول ترامب من الأسبوع المقبل وحتى الخريف، مع إبقاء انتباه الجمهور مركزًا ليس فحسب على فساده وإساءة استخدامه للسلطة ولكن أيضًا على قناعة الجمهوريين بأن إساءة استخدام السلطة مسموح بها».

«الناخبون لا يثقون فيه بشأن الرعاية الصحية»

في خطاب حالة الاتحاد، روج الرئيس ترامب لسياسات إدارته للرعاية الصحية وادعى أنه تعهد «تعهدًا قاطعًا» بحماية المرضى الذين يعانون من ظروف موجودة مسبقًا كجزء من جهوده لتحقيق «أفضل نظم الرعاية الصحية التي يمكن تحملها على وجه الأرض والتي تتسم بالابتكار والجودة».

وكتبت كاترين رامبل، وهي كاتبة عمود في صحيفة «واشنطن بوست»، أن أجندة الرعاية الصحية لإدارة ترامب كانت في الواقع خبيثة وغير كفؤة. وتقول: «بينما يناقش الديمقراطيون أفضل طريق للتغطية الصحية الشاملة، يبدو أن الجمهوريين ما زالوا يركزون تركيزًا كبيرًا على سحب التأمين من أكبر عدد ممكن من الأمريكيين». 

ناضل الجمهوريون في عام 2017 لإلغاء قانون الرعاية بأسعار معقولة، بما في ذلك حماية هؤلاء الذين يعانون من ظروف صحية كانت موجودة مسبقًا.

حتى يومنا هذا، يدعم ترامب دعوى قضائية من شأنها إلغاء القانون.

وفي مطلع فبراير كشفت إدارته عن خطة للسماح للولايات بقطع التمويل لبرنامج (Medicaid)، والذي يؤمن على واحد من بين كل خمسة أمريكيين.

غير أن الكاتب يرى أن الديمقراطيين يخاطرون بفقدان نقطة قوتهم الطبيعية في هذه القضية بسبب معارك السياسة الداخلية، كما كتبت ميشيل كوتل، وهي عضو هيئة تحرير صحيفة «نيويورك تايمز». وتظل ساحة الانتخابات التمهيدية منقسمة انقسامًا صارخًا حول «الرعاية الطبية للجميع»، وهو اقتراح تقول السيدة كوت إنه قد ينفر الناخبين المتأرجحين ومن غير المرجح أن ينجح. وكتبت «لقد هيمنت الرعاية الطبية للجميع على السباق الديمقراطي لفترة طويلة، ولم تخدم المرشحين ولا الناخبين بشكل جيد».

غير أنه في هذه المسألة يحظى المرشحون الديمقراطيون بتقييم إيجابي قياسًا إلى ترامب، وفقًا لما كتبه ماكس نيسن «بيت بوتيج، وبيرني ساندرز، اللذان يتصدران بعد خروجهما من حطام المؤتمرات الحزبية في أيوا، يقدمان رؤى مختلفة لمستقبل الرعاية الصحية الأمريكية»، لكن «كليهما يهدف على الأقل إلى تعزيز التغطية، وهو هدف يتعذر على ترامب القيام به أو غير مهتم بإنجازه». ووجدت استطلاعات أخرى أن الرعاية الصحية للجميع تحظى بشعبية كبيرة مع الأشخاص الذين صوتوا لصالح باراك أوباما في عام 2012 لكنهم حولوا دعمهم لترامب في عام 2016.

«اقتصاد مزدهر»

يضع ترامب رهاناته الانتخابية على قوة الاقتصاد، حسبما تقول جريتشن فرازي، وهو الأمر الذي يحظى بمرتبة متقدمة دائمًا في أذهان الناخبين. وقال علماء السياسة واستطلاعات الرأي التي تحدثت معهم جريتشن إنه من المرجح أن يكون رهانًا جيدًا.

وكتبت ميجان مكاردل وهي كاتبة عمود في «واشنطن بوست» أن هذا الآن هو أطول توسع اقتصادي في التاريخ الأمريكي. وأضافت: «إنها ليست مجرد مبيعات تجزئة قوية، ولكن أيضًا ثقة المستهلك العالية، والتوظيف القوي، وتراجع معدلات الإفلاس». ووجد مسح أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» في يناير ( كانون الثاني) أن المشاركين كانوا الأكثر إيجابية من أي وقت مضى حول الاقتصاد في السنوات الثلاث التي أجريت فيها الدراسة.

وفقًا لتقديرات وكالة بلومبرج فإن فرصة حدوث ركود في العام المقبل لا تزيد عن واحد مقابل أربعة.

وتضيف السيدة فرازي: «تحليلات الانتخابات السابقة تبين أن تحسن الاقتصاد – وتحديدًا ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي – يعطي الرؤساء الموجودين في السلطة – مثل ترامب – ميزة واضحة».

تحسن الاقتصاد يرجع إلى أوباما

وتنقل صحيفة «نيويورك تايمز» عن ستيفن راتنر قوله: إن الديمقراطيين لا ينبغي أن يشعروا باليأس؛ لأن الاقتصاد ليس قويًا كما يبدو. إذ قد تكون البطالة منخفضة، ولكن الأجور لم تكد تتحرك قيد أنملة، ونمو الوظائف هو الأضعف في «بلد ترامب»، ويستمر تفاقم التفاوت في الدخل.

ويقول راتنر إنه مهما كانت القوة التي يظهر بها الاقتصاد، فإن ذلك يرجع إلى أوباما. وكتب: «تظل الحقيقة هي أن القليل مما فعله ترامب ساعد الاقتصاد. وتظل التحديات التي يواجهها معظم الأمريكيين شديدة. يحتاج الديمقراطيون إلى مواصلة تذكير الناخبين بهاتين الحقيقتين البسيطتين».

أصبح من الواضح مساء الاثنين أن المؤتمرات الحزبية قد جرت إساءة إدارتها؛ مما سمح لنظريات المؤامرة بالتكاثر. وفي الفراغ الناشئ من عدم كفاءة الحزب، صعد بيتي بوتجيج، الذي أعلن أنه المنتصر، وجو بايدن، الذي شككت حملته في نزاهة الانتخابات.

وتكتب السيدة جونز أن «اعتماد الحزب بشكل مفرط على الخبراء الاستشاريين، وعدم وجود رسالة متماسكة، والاستثمار الفاتر لمنتسبيه في الولايات، يجعله ضعيفًا وغير فعال. إذا كان الموالون للحزب الديمقراطي يبحثون عن شخص يلومونه على رد الفعل المثير للانقسام على إخفاقات ولاية أيوا، فيجب عليهم إلقاء اللوم على الحزب نفسه».

ويلفت إريك ليفيتز إلى أن هذه الأزمة تعود بالنفع على ترامب؛ لأن المؤتمرات الحزبية تمكنت من تأكيد شكوك كل من التقدميين في تحيز المؤسسة وشكوك الناخبين في ادعاء الديمقراطيين بالتفوق المهني. وكتب ليفيتز «باختصار نحن على مبعدة 24 ساعة من حملة عام 2020، وقد أهان الديمقراطيون حزبهم بالفعل على التلفزيون الوطني، وأثاروا نفور أنصارهم التقدميين الأقل موثوقية، وثبطوا معنويات نشطائهم الأكثر جدية، وقدموا لحملة ترامب العديد من الخطوط القوية للهجوم».

ولكن في النهاية لم يزل الديمقراطيون محظوظين في مواجهة ترامب، كما كتب روس دوثات وهو كاتب عمود في «صحيفة التايمز». ترامب ليس قيصرًا أو ملكًا، كما يقول دوثات؛ إنه رجل ثقة استغل نظامًا سياسيًا منحطًا وحالفه الحظ. وكتب دوثات: «الليبراليون الذي يجادلون كثيرًا حول عيوبهم الهيكلية يتجاهلون المزايا التي لا يزال ترامب يقدمها لهم، بما في ذلك حقيقة أنه في أفضل اقتصاد خلال 20 عامًا لا يستطيع منع جعل الناس يكرهونه، ولا يستطيع منع ضياع الفرص لتوسيع قاعدته، ولا يمكنه التوقف عن إجبار الجمهوريين الضعفاء على تقبيل خاتمه؛ وبالتالي إضعاف طموحاتهم الخاصة». ويضيف دوثات أن كل ما يحتاج الديمقراطيون إلى فعله هو أن يهزموه. 

هل تعلم ترامب؟

قالت السناتور سوزان كولينز من ولاية مين، في أعقاب قرارها بالتصويت لتبرئة ترامب، إنها تعتقد أنه تعلم «درسًا كبيرًا للغاية»، بالرغم من أنها أوضحت لاحقًا أن اعتقادها هذا كان «طموحًا كبيرًا» من جانبها. في الواقع كان يوم الخميس عندما انخرط الرئيس في نوبة من السباب التجديفي لأعدائه السياسيين «الأشرار» و «البشعين» و«الحثالة»، وعن ومساءلته «السخيفة». (وهي كلمات وصفها الكاتب المساهم في صحيفة «نيويورك تايمز» واجهات علي بأنها من شيم «الأنظمة الاستبدادية»).







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي