الشجرة المعجزة ذات الأربعين علاجاً

مصدر: Discover the Neem tree, the ‘tree of the forty cures
2020-02-24

كاتب: Ama Nunoo

كتبت أما نونو مقالة في موقع «فيس تو فيس أفريكا» حول شجرة النيم الهندي، أو الأزدرخت الهندي التي تستخدم ثمارها وأوراقها ولحائها وخشبها في أفريقيا وآسيا، بسبب العديد من فوائدها العلاجية والفوائد المادية الأخرى، حتى إنها من الناحية العلاجية توصف في اللغة السواحلية بـ«الشجرة ذات الأربعين علاجًا».

الشجرة المعجزة

يشار إلى شجرة النيم الهندي، أو الأزدرخت الهندي، أو شجرة النيم (Azadirachta indica) باسم الشجرة المعجزة. وهي شجرة معروفة جيدًا في الهند وباكستان وميانمار، وتزدهر في أفريقيا أيضًا.

أصبحت شجرة النيم إضافة قيِّمة إلى العدد الموفور من النباتات الأفريقية.

كيف وصلت شجرة النيم إلى أفريقيا؟

جُلِبَت شجرة النيم إلى شرق أفريقيا خلال القرن التاسع عشر على يد المهاجرين من شرق الهند أساسًا بسبب خصائصها الطبية.

وتنمو الشجرة الآن على نطاق واسع في موريتانيا، والسنغال، وجامبيا، وغينيا، وساحل العاج، وغانا، وبوركينا فاسو، ومالي، وبنين، والنيجر، ونيجيريا، وتوجو، والكاميرون، وتشاد، وإثيوبيا، والسودان، والصومال، وكينيا، وتنزانيا، وموزمبيق.

في اللغة السواحلية، تعرف شجرة النيم باسم «مواروبايني Muarubaini»، ومعناها «الشجرة التي توفر أربعين علاجًا».

ويستخدم البشر شجرة النيم منذ أكثر من ألفي سنة.

وشجرة النيم معروفة شعبيًّا بفضل استخداماتها الطبية، لكنها تتميز بأكثر مما ينسبه إليها الكثيرون من الوهلة الأولى.

من الثمار إلى العلف.. شجرة متعددة الاستخدامات

يمكن أن تؤكل ثمار النيم مباشرة من الشجرة، أو تُطهى أو تُصنع منها الحلوى أو الشراب.

وفي بعض الأحيان يمكن أن تستهلك أغصانها الصغيرة وزهورها. وتتغذى الحيوانات أيضًا على علفها خلال موسم الجفاف رغم مرارته.

وتعتمد الحياة البرية أيضًا اعتمادا كبيرًا على ثمارها في الطعام، وخاصة الخفافيش والطيور. غير أنها لا تأكل البذور.

ويُنصَح بشدة باستخدام خشب الشجرة في البناء، وصناعة أرفف الكتب وأعمدة السرير لأنها تطرد النمل الأبيض والحشرات الأخرى.

والفحم النباتي المنتج من خشب الشجرة يكون أيضًا من نوعية ممتازة، والخشب نفسه يستخدم حطبًا. ويمكن أيضًا استخدام زيت النيم لإضاءة المصابيح.

خضرة دائمة لإنقاذ الغابات

والنيم شجرة سريعة النمو، ولأنها دائمة الخضرة، ينصح بشدة بزراعتها للمساعدة في عمليات إعادة زراعة الغابات. ويمكن أن تساعد الشجرة في مكافحة التآكل عند زراعتها على المنحدرات أو أماكن الانهيارات الأرضية. وتساعد الأوراق المتساقطة منها أيضًا على تحييد التربة الحمضية.

وعندما تزرع على المنحدرات، يمكن أن تساعد الشجرة في مكافحة التآكل والانهيارات الأرضية. تساعد الأوراق المتساقطة على تحييد التربة الحمضية.

فرشاة أسنان تمنح اللثة قوة

كما تستخدم الأغصان كفرشاة للأسنان من قِبل بعض الأشخاص في أفريقيا. «يجد أطباء الأسنان أن الأغصان فعالة في الوقاية من أمراض اللثة».

والحقيقة هي أن فرش الأسنان المستخلصة من شجرة النيم قابلة لإعادة الاستخدام، وعندما ينتهي الغرض منها، تستخدم الأغصان بمثابة سماد.

من مستحضرات التجميل إلى علاج الملاريا

علاوة على ذلك، تستخدم صناعة التجميل أشجار النيم في منتجاتها. ويمكن العثور على مستخلصات النيم في الصابون والغسول، ومستحضرات التجميل، وبعض العقاقير الصيدلانية.

بالنسبة لسبل العلاج التقليدية، تُغلى الأوراق لصنع وصفة دوائية لعلاج الملاريا. وشجرة النيم معروفة أيضًا بقدرتها على طرد ديدان الأمعاء، ومنع تكرار الأعراض المنتظمة للمرض، كما أنها مطهر، ومدر للبول، وملين للأمعاء.

صيدلية الطبيعة لعلاج الجلد والعين والكبد والروماتيزم

يستخدم الزيت المستخرج من شجرة النيم لمنع بعض الأمراض الجلدية.

بالإضافة إلى ذلك، تستخدم شجرة النيم أيضًا لعلاج الدمامل والبثور، وأمراض العيون، والتهاب الكبد، والجذام، والروماتيزم، وسل الغدد الليمفاوية، والقوباء الحلقية، والقرحة.

لتنظيم النسل وطرد الحشرات

ويعد هذا الزيت أيضًا «مبيدًا قويًّا للحيوانات المنوية، وبالتالي يمكن استخدامه وسيلة غير مكلفة لتحديد النسل». ويُصنَع مشروب من الأوراق واللحاء والفاكهة لعلاج الديدان المعوية.

أيضًا، عندما توضع فروع الشجرة في النار، فإنه تطرد البعوض. بالنسبة للأفارقة، تعد شجرة النيم طاردًا طبيعيًّا للحشرات خاصةً للأغراض الزراعية.

وتحتوي بذور وأوراق شجرة النيم على المركب الكيميائي «أزادرختين azadirachtin» الذي يمكن استخدامه كطارد للحشرات، وكذلك الإضرار بخصائصها الهضمية والإنجابية».

«غراء النيم» الطبيعي

يحتوي لحاء الشجر على حوالي 12- 14% من مادة «التانين» أو الصبغة الطبيعية التي تعد عالية نسبيًّا في كيماويات التانين التقليدية. وتستخدم صناعة الصمغ أو الراتنج أيضًا شجرة النيم، التي يستخرج من جذعها الصمغ بضرب لحاء الشجرة.

وتستخدم هذه المادة الغنية بالبروتين كإضافات غذائية، وتستخدم على نطاق واسع في جنوب شرق آسيا تحت اسم «غراء النيم».

حتى في الظروف القاحلة

شجرة النيم هي في الواقع شجرة عديدة الاستخدامات. إنها واحدة من أكثر النباتات الأفريقية التي يسهل الوصول إليها، وليس من الصعب تحديدها وزراعتها في كل أنواع الظروف القاحلة. من أجل ذلك ينصح الموقف القراء بالاستفادة من شجرة نيم، والتنعم بالتجول في حديقة الشفاء الخاصة بها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي