واشنطن وبرلين كيف تجسستا على 120 دولة؟

2020-02-23

واشنطن - هزت فضيحة تجسس كشفت عنها صحيفة واشنطن بوست صورة الدولة الحيادية المسالمة التي عرفت بها سويسرا. وقد سارعت الحكومة السويسرية إلى فتح تحقيق للبت في حقيقة ما تتحدث عنه الصحيفة الأميركية من أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.أي) ودائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية (بي.أن.دي) تجسستا مدى عقود على حوالي 120 دولة عن طريق أجهزة تشفير تبيعها شركة كريبتو آيه جي السويسرية.

وكشف التقرير الاستخباراتي الذي أعدّته واشنطن بوست بالتعاون مع التلفزيون الألماني زد.دي.أف ومحطة الإذاعة والتلفزيون السويسرية أس.أر.أف، أن وكالات الاستخبارات الأميركية والألمانية استخدمت على مدى سنوات تجهيزات تابعة لشركة كريبتو آيه جي السويسرية متخصصة في تشفير الاتصالات، كانتا تملكانها سرا، للتجسس على أكثر من مئة بلد عدو وحليف.

وقدم معد التحقيق غريغ ميلر تفاصيل مثيرة حول حقيقة هذه الشركة والأدوار التي لعبتها خاصة بين الستينات وأواخر الثمانينات، مستندا إلى شهادات ومقابلات مع مسؤولي مخابرات حاليين وسابقين ومع موظفي شركة كريبتو آيه جي. وأشار ميلر إلى أن وكالات المخابرات حرصت على الاحتفاظ بالتفاصيل التي توثّق العملية سرا بأكملها، رغم أن السرية ترفع بمرور الوقت عن ملفات الاستخبارات الحساسة لتصبح متاحة للجميع.

وقال ميلر إن “واشنطن بوست تمكنت من قراءة جميع الوثائق”. لكن، أصر مصدر المادة على نشر المقتطفات فقط، لافتا إلى أن كريبتو آيه جي حصلت على عقدها الأول لبناء آلات للرسائل المشفرة لصالح القوات الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية. وبعد الحرب الباردة، أصبحت صانعا مهيمنا لأجهزة التشفير. وشملت قائمة زبائن الشركة، التي كانت في الثمانينات مسؤولة عن حوالي 40 في المئة من عمليات المراسلات الدبلوماسية بين الحكومات الأجنبية.

وكتب ميلر قائلا “خلال الثمانينات، أصبحت قائمة زبائن شركة كريبتو آيه جي البارزين مطابقة لقائمة مواقع التوتر العالمية. ففي سنة 1981، كانت المملكة العربية السعودية من أكبر زبائن الشركة، وتليها إيران ثم إيطاليا وإندونيسيا والعراق وليبيا والأردن وكوريا الجنوبية”. وبين أنه منذ الحرب الباردة إلى عام 2000، باعت الشركة أجهزة تشفير لأكثر من 120 حكومة في جميع أنحاء العالم. وتفطّنت أجهزة الاستخبارات الفرنسية والألمانية الغربية وغيرها من أجهزة الاستخبارات الأوروبية، عن علاقة الولايات المتحدة بالشركة. لكن، ظل الأمر سريا ولم يكن الحديث يطرح إلا في أروقة أجهزة المخابرات.

وعلّقت شبكة بي.بي.سي على ما كشفته واشنطن بوست قائلة “كانت الشائعات قد انتشرت في الماضي لكن الجميع يعرف الحقيقة الآن”. وأضافت بي.بي.سي، “الآن وبعد أن ظهرت فضيحة شركة كريبتو آيه جي بكل تفاصيلها، لا توجد صحيفة أو مذيع في البلاد لا يشكك في حياد سويسرا”.

عملية إنكار

يعرض التحقيق بالتفصيل تاريخ الشركة منذ أن أسسها بوريس هاجلين إلى أن اشترتها الولايات المتحدة وألمانيا الغربية. وهاجلين مخترع ورجل أعمال ولد في روسيا فرّ إلى السويد عندما استولى البلاشفة على السلطة. وهرب مرة أخرى إلى الولايات المتحدة عندما احتل النازيون النرويج في سنة 1940. وعند هروبه، حمل معه آلة تشفير تشبه علبة الموسيقى المحصنة، مع مجموعة من التروس المعدنية والدعامات تحت غلاف معدني صلب.

طور هاجلين جهازه. وخلال الحرب العالمية الثانية، صنع ما يصل إلى 140 ألف جهاز في مصنع سميث كورونا في سيراكيوز بنيويورك، وذلك بموجب عقد بين الجيش الأميركي وشركة كريبتو آيه جي وكان بقيمة 8.6 مليون دولار. بعد الحرب، عاد هاجلين إلى السويد لاستئناف أعماله، محمّلا بثروة وشعور بالولاء للولايات المتحدة التي تحصّن بها.

وفي أوائل الخمسينات، طور هاجلين نسخة جديدة من آلته الأصلية مع تسلسل ميكانيكي جديد “غير منتظم”، مما ساهم في تعطيل منتهكي الشفرات الأميركية لفترة وجيزة. وانزعج الأميركيون من قدرات الجهاز سي.اكس-52 والأجهزة الأخرى التي أصبحت شركة كريبتو آيه جي تخطط لها.

كان السوفييت والصينيون يستخدمون أنظمة صنع الأكواد البرمجية التي كانت غير قابلة للاختراق. أدى ذلك إلى شعور وكالات التجسس الأميركية بالقلق مما قد يحدث إذا استطاعت الدول شراء أجهزة آمنة من هاجلين. هنا، استعانت الولايات المتحدة بصديق هاجلين ويليام فريدمان.

يعرّف ميلر فريدمان بأنه “أب التشفير الأميركي”. وقد جمعته صداقة عميقة بهاجلين لخلفياتهما ومصالحهما المشتركة، بما في ذلك تراثهما الروسي واهتمامهما بتعقيدات التشفير. واجتمع هذان الرجلان مع المخابرات الأميركية خلال عشاء في نادي كوزموس في واشنطن سنة 1951، انتهى بعقد صفقة تاريخية.

فرضت الصفقة على هاجلين، الذي نقل شركته إلى سويسرا، بيع منتجاته لدول تحددها الولايات المتحدة، وإرسال أنظمة أقدم وأضعف إلى الدول غير المدرجة على تلك القائمة. وسن الاتفاق على تعويض هاجلين عما فقده من مبيعات بما قيمته 700 ألف دولار مقدما.

التزم هاجلين بالاتفاق. وعلى مدى العقدين التاليين، تعمقت علاقته السرية مع وكالات المخابرات الأميركية. وقد سهّلت معالجة شركة كريبتو آيه جي لخوارزميات المراسلات كسر الشفرة، واختصرت مهمة كانت تستغرق أشهرا. وكانت الشركة تصنع نسختين من منتجاتها على الأقل: نماذج آمنة يتم بيعها إلى الحكومات الصديقة، وأنظمة معدّلة لبقية العالم.

راقب الأميركيون الإيرانيين خلال أزمة الرهائن في 1979، وقدموا معلومات استخباراتية عن الجيش الأرجنتيني إلى بريطانيا خلال حرب جزر الفوكلاند، وتتبعوا خطط اغتيال مسؤولين من أميركا الجنوبية، وقبضوا على المسؤولين الليبيين بعد الحصول على دليل يثبت تورّط ليبيا في اعتداء استهدف ملهى ليليا في برلين الغربية في 1986.

عين مخابراتية على العديد من الدول

وعرفت العملية باسم “تيزوروس” ثم “روبيكون”، ويصفها تحقيق واشنطن بوست بأنها واحدة من بين أكثر العمليات جرأة في تاريخ وكالة المخابرات المركزية. وقد كانت الحكومات الأجنبية تدفع أموالا طائلة للولايات المتحدة وألمانيا من أجل التمتع بامتيازات تساعدها على الحفاظ على ما تريد كتمانه مخفيا، مقدّمة معظم اتصالاتها السرية على طبق من ذهب إلى مخابرات دولتين أجنبيتين على الأقل (وربما خمس أو ست دول). لكن، كان خصما الولايات المتحدة الرئيسيان، الصين والاتحاد السوفييتي، بعيدين عن أعينها وأجهزة شركة كريبتو آيه جي. كانت لدى السوفييت والصينيين شكوك حول علاقات الشركة مع الغرب كفيلة بحمايتهم من العملية.

في منتصف الستينات، شهدت وكالة المخابرات الأميركية ووكالة الأمن القومي ازدهارا جديدا، لكن كان هاجلين على عتبة الثمانين عاما. وكان راغبا في توريث الشركة لابنه بو. لكن مسؤولي المخابرات الأميركية لم يكونوا يثقون به، مما جعلهم يحرصون على إخفاء الشراكة عنه.

توفّي هاجلين في حادث سيارة في مدينة بيلتواي بواشنطن في سنة 1970. لكن، في تلك الفترة كانت الشركة قد أصبحت في أمان. ووفق ما جاء في التحقيق، عقد في سنة 1969 اجتماع في سفارة ألمانيا الغربية في واشنطن، عرض خلاله رئيس دائرة التشفير، فيلهلم جوينغ، تقاسم شراء شركة كريبتو آيه جي بين ألمانيا الغربية والولايات المتحدة.

وافق مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ريتشارد هيلمز، على الفكرة وأرسل مساعده إلى بون، عاصمة ألمانيا الغربية، للتفاوض بشأن الشروط داعيا إلى إقصاء الفرنسيين من الصفقة. استجابت ألمانيا الغربية للشروط الأميركية. ووافقت الوكالتان على التشارك في شراء شركة هاجلين بالتساوي مقابل 5.75 مليون دولار.

من ليبيا إلى إيران

رونالد ريغان عرّض عملية التشفير للخطر بعد كشفه عن وجود أدلة على تورّط ليبيا في تفجير ملهى ليلي في برلين الغربية سنة 1986

تمحور نظام إمبراطورية التصنت حول ثلاثة أهداف جغرافية رئيسية. أسندت رمزا لكل واحدة منها: الهدف “أ” للإشارة إلى السوفييت، و”ب” إلى آسيا، و”ج” إلى بقيّة دول العالم. وبحلول أوائل الثمانينات، كانت أكثر من نصف المعلومات الاستخباراتية التي جمعت من المجموعة “ج” تتدفق عبر آلات التشفير الخاصة والتابعة لشركة كريبتو آيه جي، التي مكّنت المسؤولين الأميركيين من التعامل مع الأزمات المتعاقبة.

ويذكر التحقيق كمثال، اجتماع قادة مصر وإسرائيل والولايات المتحدة في كامب ديفيد، في سنة 1978، للتفاوض على اتفاق سلام، لافتا إلى أن وكالة الأمن القومي كانت، في ذلك الوقت تراقب اتصالات الرئيس المصري أنور السادات مع القاهرة سرا. بعد ذلك بسنة، وبعد أن اقتحم مسلحون إيرانيون السفارة الأميركية واحتجزوا 52 رهينة، سعت إدارة جيمي كارتر إلى إطلاق سراحهم اعتمادا على اتصالات عبر قنوات اتصال خفية مرّت عبر الجزائر.

وفي سنة 1982، استفادت إدارة رونالد ريغان من اعتماد الأرجنتين على معدات التشفير الخاصة بشركة كريبتو آيه جي، فنقلت المعلومات الاستخبارية إلى بريطانيا خلال الحرب التي اندلعت بين البلدين حول جزر فوكلاند. وأثبت سجلّ وكالة المخابرات المركزية هذه المعطيات، دون أن يقدم أي تفاصيل عن نوع المعلومات التي تمّ تمريرها إلى لندن. وتناقش الوثائق المعلومات الاستخباراتية المجموعة من العملية بعبارات عامة ولا تفصّل كيفية استخدامها.

عرّض ريغان عملية التشفير للخطر بعد أن تورط ليبيون في تفجير ملهى ليلي في برلين الغربية سنة 1986. وكان الملهى المستهدف مشهورا بارتياد القوات الأميركية المتمركزة في ألمانيا الغربية له. وقُتل جنديان أميركيان وامرأة تركية نتيجة الهجوم. أمر ريغان بتوجيه ضربات انتقامية ضد ليبيا بعد 10 أيام من وقوع الحادث. وكانت إحدى بنات القذافي من بين الضحايا الذين كُشف عنهم. وفي خطاب ألقاه ليعلن عن الضربات، قال ريغان إن الولايات المتحدة تحصّلت على دليل “مباشر، ودقيق، ولا يمكن دحضه” على تورّط ليبيا في التفجير.

وكالة الأمن القومي كانت تراقب اتصالات الرئيس المصري أنور السادات قبيل اجتماع كامب ديفيد، في سنة 1978، للتفاوض على اتفاق سلام

وأشار إلى أن الأدلة أكّدت على تلقي السفارة الليبية في برلين الشرقية لأوامر بتنفيذ الهجوم قبل أسبوع من وقوعه. وبعد يوم من التفجير، “أبلغت طرابلس عن نجاح المهمة”. وأكّدت كلمات ريغان اعتراض اتصالات طرابلس بسفارتها في برلين الشرقية وفك تشفيرها. لكن، لم تكن ليبيا الحكومة الوحيدة التي تفطّنت إلى الأدلة التي قدمها الرئيس الأميركي.

أدركت إيران، التي عرفت أن ليبيا تستخدم آلات التشفير الخاصة بشركة كريبتو آيه جي، الأمر. وأصبحت تشعر بالقلق من معداتها. ولم تتخذ طهران أي إجراء لمعالجة هذه الشكوك إلا بعد ست سنوات، حين اعترضت وكالات التجسس الأميركية أكثر من 19 ألف رسالة إيرانية موجهة من خلال أجهزة الشركة أثناء الحرب مع العراق، وبعد أن تمكّنت الأطراف الأميركية من إعداد تقارير حول صلات طهران الإرهابية ومحاولات استهداف المنشقين.

في سنة 1992، واجهت عملية كريبتو آيه جي أول أزماتها الكبرى عند احتجاز إيران لمندوب مبيعات استنادا إلى شكوكها في الشركة. كان المحتجز، هانز بويهلر، من أفضل مندوبي مبيعات الشركة التي كانت إيران واحدة من أكبر المتعاقدين معها. وحسب الوثائق، أُطلق سراح بويهلر بعد تسعة أشهر نتيجة لموافقة شركة كريبتو آيه جي على دفع مبلغ مليون دولار للإيرانيين.

ويشير التحقيق إلى أن بويهلر لم يكن يعلم بعلاقة شركة كريبتو آيه جي بوكالة المخابرات المركزية الأميركية ودائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية أو الثغرات في الأجهزة. وعاد مصابا بصدمة نفسية، حيث شكّ في أن إيران كانت تعلم أكثر منه بشأن الشركة التي كان يعمل لصالحها.

إدارة جيمي كارتر تطلق سراح 52 رهينة اعتمادا على اتصالات عبر قنوات اتصال خفية مرّت عبر الجزائر بعد اقتحام مسلحون إيرانيون السفارة الأميركية

أثار القبض على بويهلر “عاصفة دعائية مدمرة”، وبدأ يتسرب الحديث عن علاقة شركة كريبتو آيه جي بالمخابرات. وحين رأت دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، أن كشف أمرها بات واردا تخلّت عن العملية في أوائل التسعينات. واشترت شريكتها الأميركية حصتها واستفادت من شركة كريبتو آيه جي إلى حدود سنة 2018، عندما باعت الوكالة أصول الشركة، وذلك وفقا لعدد من المسؤولين الحاليين والسابقين.

وفي المقابلات التي أجريت معهم، قال الموظفون (وحتى أولئك الذين شكّوا خلال فترة عملهم في شركة كريبتو آيه جي بأنها كانت تتعاون مع المخابرات الغربية) إن ما ورد في الوثائق عمّق الشعور بالخيانة في أنفسهم وفي نفوس الزبائن. وقال يورغ سبورندلي، وهو مهندس كهرباء قضى 16 عاما في شركة كريبتو آيه جي “تعتقد أنك تقوم بعمل جيد وأنك تصنع شيئا آمنا ثم تدرك أنك خدعت كل هؤلاء الزبائن”.

بعد تجزئة الشركة في سنة 2018، وتصفيتها من قبل المساهمين الذين كانت هوياتهم محمية بموجب قوانين ليختنشتاين. اشترت شركتان معظم أصول شركة كريبتو آيه جي. أصرت كل واحدة منهما على أنها لا تتعامل مع أي جهاز استخبارات. لكن، أقرت واحدة بادراك تاريخ ملكية وكالة المخابرات المركزية.

وقال أندرياس ليندي، وهو مدير الشركة التي أصبحت تمتلك حقوق منتجات وخدمات شركة كريبتو آيه جي الدولية، إنه لم يكن مطلعا على علاقة الشركة بوكالة المخابرات المركزية ودائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية قبل مواجهته بالحقائق الواردة في هذا المقال. وأضاف “لم تجمعنا أي علاقة مع وكالة المخابرات المركزية أو دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية. إذا كان ما تقوله صحيحا، فأنا أشعر بالخيانة تماما، وسيشعر الكثير من الموظفين والزبائن بالخيانة”. وتواصل أكثر من 12 دولة حول العالم الاعتماد على منتجات شركة كريبتو آيه جي.

بعد تحقيق واشنطن بوست، ألغى المسؤولون السويسريون رخصة تصدير شركة كريبتو آيه جي الدولية. وأعلنت الحكومة السويسرية أنها ستجري تحقيقا. لكن ذلك لن يدحض وفق المراقبين الشكوك التي أثيرت خاصة وأن وثائق وكالة المخابرات المركزية ودائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية تشير إلى دراية المسؤولين السويسريين بعلاقات شركة كريبتو آيه جي مع وكالات التجسس الأميركية والألمانية لعقود، لكنهم لم يتدخلوا إلا بعد أن علموا بعمل المؤسسات الإخبارية على الكشف عن هذا السر.

وعلقت بي.بي.سي على الموقف السويسري قائلة إن “الحيادية ليست منارة مشرقة من الأمل في قلب أوروبا. لكنها بالأحرى تكتيك للبقاء على المستوى البراغماتي وتكتيك من أجل البقاء في قارة ذات تاريخ سيء. وأحيانا، كما هو الحال مع كريبتو آيه جي، تؤدي تلك البراغماتية، جنبا إلى جنب مع الرغبة في رؤية خرافات الحياد بدلا من الواقع، إلى اتخاذ بعض القرارات المشكوك فيها”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي