محمد علاوي: جهات تعمل على استمرار الأزمة في العراق

2020-02-20

دعا رئيس الوزراء العراقي المُكلف، محمد توفيق علاوي، البرلمان إلى عقد جلسة استثنائية الاثنين القادم 23فبارير2020، للتصويت على تشكيلته الوزارية.

وحذّر علاوي، من مخاطر عدم "تمرير الحكومة"، مؤكداً أن "هناك جهات تعمل على استمرار الأزمة في البلاد".

وأضاف: "بمجرد منح الحكومة الثقة ستباشر التحقيق في أحداث العنف"، معتبراً أن "الحراك الشعبي أسس لمرحلة جديدة في تاريخ العراق"، متمنياً "من نوابنا الكرام أن يثبتوا للعراقيين جميعاً رغبتهم بالإصلاح".

وقال علاوي إنه شكل حكومة عراقية "مستقلة سياسياً"، مؤكداً أنها ستعمل على إجراء انتخابات مبكرة حرة بعيداً عن تأثيرات المال والسلاح والتدخلات الخارجية.

ودعا المتظاهرين إلى منح حكومته فرصة رغم "أزمة الثقة تجاه كل ما له صلة بالشأن السياسي" والتي ألقى مسؤوليتها على فشل أسلافه.

وأضاف: "إن كل ما تحقق كان نتيجة لإصراركم وتضحياتكم، فهنيئا لكم هذا الشرف العظيم الذي سيحفظه لكم شعبكم والتاريخ، هنيئا لكم هذا المجد الباسل وهذه الشجاعة. فقد أسستم لمرحلة جديدة في تاريخ العراق، فاستمروا بارك الله بجهودكم".

وقال علاوي إنّ التظاهرات "غيّرت القواعد السياسية وأثمرت عن تشكيلة حكومية مستقلة لأول مرة منذ عقود بدون مشاركة مرشحي الأحزاب السياسية".

كما أكد علاوي أنه "لا يمكننا التهرب من الإصلاح الحقيقي وتلبية مطالب الحراك"، مؤكداً أنه سيعمل على تحسين الظروف المعيشية للعراقيين وإعادة النازحين إلى بيوتهم في العراق.

وكان الرئيس برهم صالح قد كلف علاوي، وهو وزير سابق للاتصالات، في الأول من فبراير/شباط بتشكيل الحكومة، بعد أشهر من الخلافات بين أعضاء مجلس النواب الذين ينتمون لأحزاب متنافسة، لكن المتظاهرين رفضوه على الفور باعتباره تابعا للنخبة السياسية.

وطلب رئيس الوزراء المكلف عقد الجلسة الاستثنائية من دون أن يكشف عن أسماء الوزراء في حكومته، في ما بدا محاولة لرمي الكرة في ملعب البرلمان الذي من المفترض أن يتسلّم السيرة الذاتية لكل وزير قبل التصويت على منح الوزراء الثقة كل على حدة.

وترسل الأسماء إلى "الهيئة المكلّفة باجتثاث البعث"، للتأكيد من أنّ أيا من الوزراء المرشحين لم يتسلم منصباً خلال عهد صدام حسين وحزب البعث.

وفي كلمته، أبقى علاوي الباب مفتوحا أمام احتمال عدم نيل حكومته الثقة في حال وافق البرلمان على عقد جلسة استثنائية في ظل الخلافات والانقسامات التي تعصف به.

وقال متوجها إلى المتظاهرين: "إذا لم تمرر فاعلموا أن هناك جهات ما زالت تعمل من أجل استمرار الأزمة من خلال الإصرار على عدم تنفيذ مطالبكم وتعمل كذلك على استمرار المحاصصة والطائفية والفساد".

ويواجه العراق أزمة داخلية عنيفة إثر الاحتجاجات المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتي أدت إلى استقالة حكومة عادل عبد المهدي. ويطالب المحتجون بالإطاحة بالنخبة الحاكمة التي يتهمونها بالفساد وبإنهاء التدخل الأجنبي خاصة من جانب إيران والولايات المتحدة. وتخلل الاحتجاجات أعمال عنف أدت لمقتل حوالي 600 متظاهر وجرح آلاف الآخرين.

وقال رئيس الوزراء المكلف، محمد توفيق علاوي، يوم السبت إن تشكيل الحكومة الجديدة سيتم خلال الأسبوع الجاري.

وأمام علاوي، الذي سمّي رئيساً للوزراء بعد توافق صعب توصّلت إليه الكتل السياسية، حتى 2 آذار/مارس المقبل للتصويت عليها في البرلمان، بحسب الدستور، علماً أن مجلس النواب لم يعلن بعد عن انعقاد جلسة استثنائية خلال العطلة النيابية التي تنتهي في منتصف الشهر المقبل.

وتعهّد علاوي خلال لقاء مع عشرات من ممثلي الاحتجاجات الشهر الحالي بمنح ناشطين وزارتين كحد أعلى في تشكيلة حكومته، وبأن يأخذ برأي المحتجين في خمس وزارات ضمن مجلس الوزراء المقبل.

من جهته، حذر رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي، اليوم، من خطر الدخول في "فراغ جديد" بسبب تسويف تشكيل الحكومة الجديدة، داعياً إلى تسهيل مهمة رئيس الوزراء المكلف، محمد توفيق علاوي، في تشكيل حكومته.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي