هضبة الغناء.. كيف استطاع عمرو دياب البقاء على القمة 30 عاما؟

2020-02-18

الفنان والمغني المصري عمرو دياب أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأغاني ألبومه الجديد علاء مصباح-القاهرة - بعد خمسة عشر عاما منذ صدور آخر ألبوماته الشتوية "كمل كلامك"، يتخلى الفنان والمغني المصري عمرو دياب عن موسم الصيف المفضل لألبوماته، ليشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأغاني ألبومه الجديد "سهران"، حتى ولو طرح الألبوم مقتصرا على شركة اتصالات مصرية ومواقع القرصنة على الإنترنت، ودون صدوره على موقع يوتيوب أو في الأسواق بعد.

يتضمن الألبوم الجديد 14 أغنية، تم طرحها عبر إحدى شركات الاتصالات المصرية ليلة الأربعاء الماضي، من إنتاج شركته "ناي"، ليتصدر دياب قوائم الأكثر تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي طوال يوم الخميس، رغم ابتعاده هذه المرة عن موسم الصيف أو حتى إجازة نصف العام الدراسي، واختياره عيد الحب بديلا.

يحاول هذا التقرير كشف الأسباب التي جعلت عمرو دياب منفردا بقمة الغناء منذ حققت أغنيته "ميال" عام 1988 نجاحا هائلا، ليستمر النجاح على مدى أكثر من ثلاثين عاما.


سر نجاح الهضبة

يحكي الكاتب المصري بلال فضل في برنامجه التلفزيوني "الموهوبون في الأرض" عن سر نجاح المطرب المصري عمرو دياب، أنه يعتمد في عمله على الشباب، وأنه يحيط نفسه بمن هو أقل من 21 عاما، ولا يقتصر ذلك على الملحنين والشعراء فقط، بل كل من يحيط به في حياته اليومية من سائقين وموظفين.

 

قد يكون ما حكاه فضل مبالغا فيه، فالمعروف عن عمرو دياب استعانته بكبار الملحنين والشعراء، لكن هذه الفلسفة الفريدة في التفكير قد تكون مفتاح دياب للسيطرة على سوق الغناء في مصر، وسر ولع المراهقين والشباب به، حتى ولو تجاوز عمره الخامسة والخمسين، ليظل على عرش الغناء في مصر، رغم كل الانتقادات الموجهة لأغانيه وبساطتها وتكرار ألحانه.
كما يقدم الهضبة الأغاني لفئات عمرية مختلفة، وإن كانت موجهة بالأساس للشباب، ستجد بين أغانيه تلك الموجهة لفئة المراهقين الأصغر سنا بكلمات بسيطة للغاية قد ينتقدها جيل الكبار الذين تربوا على أغاني "ميال" وحتى "تملي معاك"، ليفاجئهم بأغنيات الألبوم الجديد مثل "جامدة بس" أو "سهران"، التي تبدو موجهة للمراهقين.

دائما ستجد بين أغاني ألبومه ما يصلح لحفلات الزفاف، وما يخاطب العشاق الجدد وبدايات قصص الحب مثل أغنيته "حلوة البدايات"، وصولا لأغاني البعد والفراق التي غالبا ما تكون أبرز ما يتعلق بها جمهوره، وكل جمهوره يحفظون كلمات أغاني "بعد الليالي" و"قالي الوداع"، وهو ما يتكرر في أغنيتي الفراق بألبومه الجديد "هيعيش يفتكرني" و"روح".

ويعود دياب للأغنية الشعبية بأغنيته "عم الطبيب" من ألحانه وتوزيع رامي سمير وكلمات صابر كمال، وكانت قد حققت تفاعلا كبيرا مع الجمهور عندما تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد غنائها في حفل دبي، وقارنها الجمهور بأغنية "رصيف نمرة خمسة" التي غناها دياب في فيلمه "أيس كريم في جليم".

الأبناء والجمهور
يعتبر أبناء عمرو دياب أحد عناصر نجاحه المستمر، حيث غنى الهضبة لابنته الأولى أغنيته "نور العين"، وقيل إنه غنى لابنيه التوأم أغنيته شديدة النجاح "قمرين"، ثم غنى لابنته كنزي في ألبومه "علم قلبي"، ثم حمل بوستر ألبوم "وياه" صورته بوشم اسم ابنه "عبد الله"، واستعان بأبنائه في فيديو كليب "وياه"، ويعود دياب في "سهران" بمفاجأة غير متوقعة، إذ شاركته ابنته جنى الغناء باللغة الإنجليزية والتلحين في أغنية "جميلة".

بالإضافة إلى ذلك، يتابع الهضبة ما يقرب من 17 مليون شخص على صفحته على فيسبوك، وأكثر من عشرة ملايين على تويتر، ومثلهم على إنستغرام، ما يجعله على تواصل دائم مع جمهوره العريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحرص المنصات الإلكترونية على متابعة أخباره أولا بأول، ووضع مقاطع الفيديو لحفلاته، لتجعل جمهوره على قرب من مطربهم المفضل، الذي يقل من الظهور إعلاميا ويعوضه بالوجود على هذه المنصات من خلال عمله فقط.

ولا يتوقف دياب عن إقامة الحفلات الغنائية الكبيرة في الجامعات المصرية والساحل الشمالي كل صيف، وينطلق من مدينة عربية لأخرى مقدما حفلاته، ليحافظ على احتكاكه الدائم بجمهوره العريض من الشباب، إلى جانب حفلاته الخاصة وخصوصا لجمهور المهرجانات السينمائية وغيرهم، حيث اعتاد ضيوف مهرجان الجونة السينمائي على حفلاته، كما أحيا حفلا لضيوف مهرجان القاهرة السينمائي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

 

الابتعاد عن السياسة

يكمل عمرو دياب هذه العناصر كلها بمسافة كبيرة بين فنه ومواقفه السياسية، حتى يحافظ على جمهوره باختلاف مواقفهم السياسية، فالأغاني التي حملت موقفا سياسيا في مسيرته الفنية الطويلة محدودة للغاية، أبرزها أغنية "مصر قالت" في أعقاب ثورة 25 يناير، التي لم تحمل موقفا سياسيا محددا بل اعتبرت تمجيدا لدم الشهداء، وكان له موقف مشرف في التضامن مع القضية الفلسطينية بأغنيته "القدس دي أرضنا".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي