لماذا ستكون سيارات الهيدروجين أكبر تهديد لتسلا؟

2020-02-17

سيارات الهيدروجين، مثل سيارة تويوتا ميراي تدمج الهيدروجين مع الأكسجين لإنتاج الكهرباء تهيمن شركة تسلا الأميركية، التي يملكها إيلون ماسك، على أكثر من نصف سوق السيارات الصديقة للبيئة في الولايات المتحدة الأميركية، لكن ذلك لا يمثل سوى 2% من سوق السيارات الأميركية بأكمله.

ويعود السبب الرئيسي وراء عدم تحول المستهلكين إلى السيارات التي تعمل بالبطاريات إلى الوقت الذي تستغرقه عملية الشحن، ونطاق سرعة السيارة المحدود، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفتها.

وفي تقريره الذي نشره موقع بيزنس إنسايدر الأميركي، تطرق الكاتب آي جي كالدويل إلى التهديدات التي تمثلها سيارات الهيدروجين على شركة تسلا.

ظل مستقبل السيارات لمدة طويلة مرتبطا بالسيارات الكهربائية التي تنتجها شركة تسلا التي كانت رائدة في هذا المجال. ورغم ذلك، باتت هناك خيارات أخرى مطروحة في الأسواق يمكنها أن تنافس السيارات الكهربائية، بما في ذلك السيارات التي تستخدم خلايا وقود الهيدروجين لتشغيلها.

الفرق بين سيارات الهيدروجين والسيارات الكهربائية

ويكمن الاختلاف بين السيارات الكهربائية وسيارات الهيدروجين في أن السيارات الكهربائية تعمل باستخدام البطاريات لتخزين الطاقة الكهربائية وتشغيل المحرك، في حين تدمج سيارات الهيدروجين، مثل سيارة تويوتا ميراي، الهيدروجين مع الأكسجين لإنتاج الكهرباء، والتي تعمل بعد ذلك على تشغيل المحرك الكهربائي.

وأشار الكاتب إلى أن الأسباب الرئيسية التي تحول دون تحول المستهلكين لاستعمال السيارات الكهربائية، مثل سيارات تسلا، تعود بالأساس إلى الوقت الطويل الذي تستغرقه عملية شحنها، ناهيك عن ارتفاع تكلفتها مقارنة بسيارة تعمل بالوقود.

عندما يتعلق الأمر بإعادة الشحن، فإنه في محطات تسلا للشحن الفائق، تستغرق السيارة الكهربائية مدة 15 دقيقة لشحن 30% إلى 50% من سعتها، ولمدة تتجاوز الساعة لشحنها بشكل كامل.

في المقابل، يمكن إعادة ملء خزان سيارات الهيدروجين في محطة الهيدروجين في أقل من خمس دقائق فحسب، تماما مثل محطة الوقود العادية. ويعود السبب في ذلك إلى أن هذا النوع من السيارات لا يخزن الطاقة الكهربائية مثل البطارية، بل ينشئه عند الطلب لتشغيل المحرك.

أما بالنسبة إلى النطاق، يبدو أن السيارات التي تعمل بالهيدروجين احتلت الصدارة مرة أخرى. ومن بين السيارات الثلاث التي تعمل بخلايا الوقود المطروحة في الأسواق اليوم، يتراوح مداها بين 500 و580 و610 كيلومترات، في حين أن أغلب السيارات الكهربائية لديها نطاق أقل من 400 كيلومترات. ورغم أن بعض الأنواع التي تقدمها تسلا تقدم نطاقا يتجاوز 480 كيلومترا، فإنها غالبا ما تتجاوز تكاليف شرائها المشتري العادي.



وأوضح الكاتب أن النطاق والتزود بالوقود يعتبران مهمين للغاية، الأمر الذي دفع 78% من المديرين التنفيذيين لشركات السيارات يعتقدون أن السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين ستكون بمثابة نقلة نوعية في مجال التنقل باستخدام الطاقة الكهربائية.
لكن ذلك لا يعني في المقابل أن السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين لا تواجه هي الأخرى تحديات.

يبلغ سعر التجزئة المقترح للسيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين المتوفرة اليوم حوالي 60 ألف دولار، وهو ما يتجاوز سعر السيارة الكهربائية بحوالي 20 ألف دولار، نظرا إلى أن حجم إنتاج هذه الفئة من السيارات محدود للغاية ولا يتجاوز بضعة آلاف كل عام.

ومن المتوقع أن يتغير هذا الأمر، لأن شركات صناعة السيارات تتطلع إلى زيادة إنتاج سيارات الهيدروجين. فقد زادت شركة تويوتا من قدراتها الإنتاجية عشرة أضعاف لتخفيض تكلفة سيارة ميراي في نهاية المطاف.

ويتمثل التحدي الحقيقي للسيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين في عدم توفر بنية تحتية مناسبة. ففي الولايات المتحدة، توجد أغلب محطات الهيدروجين في ولاية كاليفورنيا بحوالي 40 محطة متاحة لمالكي سيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين.

لذلك، ينبغي أن تتوفر شبكة واسعة من محطات الهيدروجين حتى تحقق هذه السيارات الإنجاز الموعود.

وحيال هذا الشأن، قالت كبيرة مهندسي شركة تويوتا، جاكي بيردسال "نحن نعمل مع شركات صناعة السيارات الأخرى، بالإضافة إلى المسؤولين في ولاية كاليفورنيا، ومزودي الغاز الصناعي، أو أية جهة أخرى موفرة للطاقة، لتكون قادرة على وضع محطات الهيدروجين تكون متاحة للمركبات التي ينتجها جميع مصنعي السيارات.



وأورد الكاتب أنه عند توسيع نطاق إنتاج السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، فستواجه شركة تسلا تحديا صعبا، حيث ينبغي عليها زيادة النطاق والحد من وقت إعادة الشحن وخفض السعر في آن واحد.

في المقابل، تعتبر سيارات تسلا أو أي سيارات أخرى تعمل بالبطاريات، محدودة بسبب قانون الإنتاجية المتناقصة، حيث إن زيادة النطاق يتطلب بطارية أكبر، مما سيمثل وزنا إضافيا للسيارة.

وخلص الكاتب إلى القول إن توفر المزيد من محطات الهيدروجين يعني المزيد من سيارات الهيدروجين التي ستكون متوفرة بأسعار معقولة. وفي الوقت الراهن، تمثل البنية التحتية العائق الوحيد أمام هذه السيارات. وباجتياز هذه العقبة، ستفقد تسلا مكانتها في سوق الانبعاثات الصفرية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي