في أول ظهور علني منذ انتشار الفيروس

الرئيس الصيني يدعو إلى تدابير «أكثر حزماً» في مواجهة «كورونا»

2020-02-10

الرئيس الصيني شي جينبينغ يلتقي عدداً من السكان المحليين (أ.ف.ب)بكين - تزامناً مع وصول فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية إلى الصين، ظهر الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم (الاثنين) علناً للمرة الأولى منذ بدء انتشار فيروس «كورونا» المستجد واضعاً قناعاً للحماية، ودعا إلى اتخاذ تدابير «أكثر قوة وحزماً» ضدّ المرض الذي قضى حتى الآن على أكثر من 900 شخص.

وزار الرئيس الصيني مستشفى وحياً سكنياً في العاصمة بكين لمتابعة جهود مكافحة انتشار الفيروس الذي تجاوز عدد الإصابات به 40 ألفاً.

وفي تقرير طويل بث خلال نشرة أخبار المساء، تحدث شي عن الوضع في مدينة ووهان القابعة تحت حجر صحي بحكم الأمر الواقع منذ 23 يناير (كانون الثاني) مع مناطق عدة من مقاطعة هوباي، حيث يتركز العدد الأكبر من الإصابات. وقال: «لا يزال الوباء في هوباي وووهان خطيراً للغاية»، داعياً إلى اتخاذ «إجراءات أقوى وأكثر حزماً لوضع حد بصورة حاسمة لتفشي العدوى».

وقد اتخذت حكومته إجراءات جذرية منع بموجبها على سكان هوباي البالغ عددهم 56 مليون شخص من مغادرة المقاطعة. غير أنها تعرضت لانتقادات أيضاً لتأخرها في التصدي للداء واتهامها أول من حذروا منه بـ«نشر شائعات». وأثار موت أحدهم، وهو طبيب كان يبلغ من العمر 34 عاماً، الجمعة دعوات كبيرة لحرية التعبير.

وبحسب الصور التي بثها تلفزيون «سي سي تي في» العام، ظهر شي علناً للمرة الأولى ووجهه مغطى بقناع للوقاية بات وضعه أمراً منتشراً في الصين. وقيست حرارة جسده بعد ذلك بواسطة ميزان حرارة إلكتروني، وهو أمر أصبح إجراؤه رائجاً جداً في الأماكن العامة في الصين.

وظهر لاحقاً وهو يتكلم مع سكان الحي المقنعين أيضاً عن بعيد، بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.

وتزامن الظهور العلني الأول لشي في الصين مع عودة خجولة للعمل الاثنين في الصين خارج المناطق التي يفرض فيها حجر صحي، لكن التلاميذ بقوا في بيوتهم، بينما سمحت شركات لموظفيها بالعمل من منازلهم.

وفي بكين كما شنغهاي، عادت حركة السير بشكل محدود الاثنين إلى الطرق، لكن الازدحام الذي تشهده هاتان المدينتان العملاقتان كان غائباً. وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن نسبة ارتياد مترو بكين كانت أقل بخمسين في المائة من المعتاد خلال يوم عمل عادي في الأسبوع.

ونصحت بلدية شنغهاي الموظفين داخل المكاتب بعدم التجمع مع اعتماد ساعات عمل متداخلة وتفادي تناول الطعام بشكل مشترك بين الزملاء الذين عليهم أن يحافظوا على مسافة تزيد على متر بين واحدهم والآخر. كما فرض إطفاء أنظمة التهوئة.

وأسفر فيروس كورونا المستجد عن وفاة 908 أشخاص في الصين القارية، وفق آخر حصيلة صادرة عن السلطات الاثنين، مما يشير إلى استقرار في تفشي الداء.

وخلال الساعات الـ24 الماضية، سجلت 97 حالة وفاة في الصين القارية، 91 منها في هوباي. وأحصت الصين 3 آلاف إصابة جديدة. وتوفي سابقاً شخصان آخران خارج الصين، في الفلبين وهونغ كونغ.

وعالمياً، اتخذت بريطانيا الاثنين إجراءات لمكافحة فيروس «كورونا» يوضع بموجبها أشخاص يعانون من المرض في حجر صحي قسري إذا كانوا يشكلون خطراً على الصحة العامة.

ويعقد وزراء الصحة الأوروبيون اجتماعاً طارئاً الخميس في بروكسل لمناقشة سبل مكافحة الداء.

ويمكن أن تتزايد أعداد الإصابات خارج الصين مع انتقال العدوى إلى أشخاص لم يسافروا قط إلى الصين، كما حذر الأحد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التي وصل فريق من خبرائها إلى الصين بعد موافقة سلطاتها، بغية تقديم المساعدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي