
سيدي أحمد ولد أحمد سالم
" الباحث الجزائري الهواري عدي: أزمة 1992 أوضحت أن الجيش الجزائري هو أهم لاعب سياسي " |
غير أن نجاح الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجولة الأولى من تشريعيات ديسمبر/كانون الأول 1991 أدى إلى تدخل الجيش في يونيو/حزيران 1992 مجبرا الشاذلي بن جديد على الاستقالة بعد 13 سنة من الحكم وملغيا نتائج الانتخابات التشريعية المذكورة وملغيا أيضا الجولة الثانية من تلك الانتخابات.
الرئيس |
الخلفية |
فترة الحكم/سنة |
أحمد بن بلة |
مدني |
3 |
هواري بومدين |
عسكري |
12 |
الشاذلي بن جديد |
عسكري |
14 |
محمد بوضياف |
مدني |
عدة أشهر |
علي كافي |
عسكري |
2 |
اليمين رزوال |
عسكري |
5 |
عبد العزيز بوتفليقة |
مدني |
منذ 1999 |
"
الحياة الحزبية الانتخابات التداول العلاقة بين السلطات الحريات المجتمع المدني
انعدام التداول في قيادات الأحزاب السياسية الجزائرية حولها إلى أحزاب شخصيات
"ظلت الجزائر محكومة بنظام الحزب الواحد مدة 27 عاما إلى أن تم التصويت على الدستور التعددي عام 1989. ونصت فيه المادة 42 على أن حق إنشاء الأحزاب السياسية مضمون بشرط عدم تأسيسها على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جنسي أو مهني أو جهوي.
وكان القانون العضوي المتعلق بالأحزاب السياسية قد صدر في مارس/آذار 1997، ويحدد المسلكيات التي يجب على كل حزب التقيد بها في مادته الثالثة، ومن بينها عدم استغلال مكونات الهوية الجزائرية التي هي الإسلام والعروبة والأمازيغية وكذلك احترام مبادئ ثورة نوفمبر 1954 فضلا عن احترام الحرية العامة والوحدة الوطنية وتبني التعددية السياسية.
ويعطي القانون دورا هاما لوزارة الداخلية في علاقتها بالأحزاب اعترافا أو تعليقا أو حلا. فوزارة الداخلية هي الجهة المسؤولة عن الاعتراف بالأحزاب السياسية كما جاء في المادة 12. ولوزير الداخلية الحق في تعليق أو منع نشاط أي حزب سياسي لم يعترف به بعدُ، بحجة خرق القوانين المعمول بها أو بحجة حالة استعجال أو خطر يوشك أن يخل بالنظام العام كما في المادة 36. وإذا كان الحزب معترفا به فلا بد عند منع نشاطه، حلا أو تعليقا، من حكم قضائي تصدره الجهة القضائية لمدينة الجزائر بدعوى من وزير الداخلية كما في المادة 37. وتتناول المواد من 38 إلى 41 العقوبات والغرامات التي يمكن أن تصدر في حق الأحزاب السياسية.
وأغلب الأحزاب السياسية الجزائرية الموجودة اليوم والمناهزة للثلاثين لم يسبق ميلادها عام 1989 وإن كان أقلها وجد قبل هذا التاريخ.
وتنقسم الأحزاب السياسية الجزائرية بحسب توجهها الفكري إلى إسلامية مثل حمس والنهضة، ووطنية مثل جبهة التحرير الوطني، وعلمانية كحزب العمال والحزب الديقراطي الاجتماعي، وإن كان بعضها يهتم بالبعد الأمازيغي مثل حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية.
وتقسم أيضا بحسب برامجها الاقتصادية إلى أحزاب ليبرالية مثل جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، وأحزاب الوسط مثل جبهة القوى الاشتراكية والأحزاب الإسلامية، ويسارية كحزب العمال والحزب الديمقراطي الاجتماعي.
وتعاني الحياة الحزبية من أزمات عديدة مثل:
1-
2- الانقسامات الداخلية الناتجة -في بعض الأحيان ربما- عن انعدام التداول داخل الحزب، وقد عرفت الأحزاب السياسية الجزائرية الانشقاق منذ عقد التسعينيات، ومن أمثلة ذلك خروج أحمد مراني عضو جبهة الإنقاذ المحظورة على عباسي مدني وعلي بلحاج عام 1993، وتصدع حركة النهضة عام 2000 حين انفصل مؤسسها عبد الله جاب الله ليؤسس حركة الإصلاح الوطني، كذلك برزت الحركة التصحيحية بقيادة عبد العزيز بلخادم عام 2003 منفصلة عن جبهة التحرير الوطني ومؤيدة في نفس الوقت ترشيح بوتفليقة لرئاسيات 2004.
3- ظاهرة الأحزاب الصغيرة التي تظل عاطلة عن النشاط السياسي مدة طويلة وتتحين ظهور استحقاقات انتخابية لتنشط وتدخل التنافس على المناصب.
" منذ إعلان التعددية السياسية عرفت الجزائر ست تجارب انتخابية: ثلاث رئاسيات وثلاث تشريعيات، ولم تسلم أي انتخابات من اتهام أحد أطرافها بالتزوير " |
تمتلك الجزائر ترسانة قانونية ضخمة تتناول موضوع الانتخابات وهي:
ويكفل القانون العضويّ المتعلق بنظام الانتخابات الصادر في مارس/آذار 1997 حق الاقتراع لجميع الجزائريين البالغين 18 سنة رجالا ونساء.
والتسجيل في القوائم الانتخابية إجباري بالنسبة لكل مواطن جزائري توفرت فيه الشروط المطلوبة قانونيا كما في المادة 8.
وتنص المادة 16 وما بعدها على أن مراجعة هذه اللوائح تتم في الثلث الأخير من كل سنة على مستوى كل بلدية من طرف لجنة فنية. ولكل مواطن الحق في الاطلاع على القائمة الانتخابية التي تعنيه.
ويكفل القانون للمترشحين حضور عمليات الاقتراع شخصيا أو بواسطة من ينوب عنهم كما في المادة 45.
ويعتمد قانون الانتخابات الجزائرية مبدأ الانتخاب النسبي كما في المادة 76، وتقصى كل لائحة لم تحصل على 7% من أصوات الناخبين. ومع أن مبدأ النسبية يسمح لجميع المشاركين في الاقتراع بالحصول على نتيجة ما غير أنه في الغالب يضر الأحزاب السياسية الكبيرة.
وتشرف على الانتخابات في كل ولاية لجنة ولائية مكونة من ثلاثة قضاة يعينهم وزير العدل كما في المادة 88. ويتساوى المرشحون في استغلال وسائل الإعلام الرسمية أثناء الحملات كما في المادة 175.
وتتولى كل انتخابات تشريعية أو رئاسية لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات ويكون عضوا فيها:
فقد اتهم التجمع الوطني الديمقراطي بأنه لم يحصد 155 مقعدا في المجلس الشعبي الوطني عام 1997 إلا بتزوير الانتخابات وتواطؤ الإدراة مع حزب يصفه منافسوه بحزب النظام.
كما أكد رئيس الوزراء السابق علي بن فليس أن رئاسيات 2004 التي أوصلت بوتفليقة إلى ولاية ثانية قامت على التزوير الشامل، وأن الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم إيل سونغ ما كان ليحصل -لو ترشح- على أفضل مما حصل عليه بوتفليقة.
وأوضحت تشريعيات مايو/أيار 2007 أن قانون الانتخابات الحالي فتّت أصوات الناخبين بين أحزاب صغيرة وقلص بذلك نتائج الأحزاب الكبيرة. وفي سابقة في تاريخ الجزائر البرلماني يدخل قبة مجلس الأمة في تشريعيات 2007 أزيد من 20 حزبا سياسيا لم تكن معروفة من قبل.
الحياة الحزبية الانتخابات التداول العلاقة بين السلطات الحريات المجتمع المدني |
وتشكو الأحزاب السياسية الجزائرية من عدم تداول السطة داخلها وتحولها إلى أحزاب شخصيات ومن أمثلة ذلك:الحريات
ويهيمن على الخريطة السياسية الراهنة بالجزائر ما يعرف بالتحالف الرئاسي المكون من ثلاثة أحزاب هي: التجمع الوطني الديمقراطي بزعامة أحمد أويحيى وجبهة التحرير الوطني بزعامة عبد العزيز بلخادم وحركة مجتمع السلم بزعامة أبو جرة سلطاني. ويجمع بين التشكيلات الثلاثة مناصرتها الرئيس بوتفليقة أثناء ترشحه للرئاسة عام 2004 وتفرق بينها الخلفية الفكرية.
وتوجد أحزاب معارضة ذات وزن سياسي مثل حزب العمال الذي تقوده لويزة حنون، وحركة الإصلاح المتنازع على قيادتها بين الشيخ جاب الله ومحمد بولحية، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بزعامة سعيد سعدي، فضلا عن جبهة القوى الاشتراكية بزاعمة حسين آيت أحمد التي قاطعت تشريعيات 2002 كما قاطعت تشريعيات 2007.
وقد هيمن التجمع الوطني الديمقراطي على المجلس الشعبي بعد انتخابات 1997 لتأتي بعده حركة مجتمع السلم، إلا أنهما تراجعا لصالح جبهة التحرير الوطني وحركة النهضة على الترتيب في انتخابات 2002. وكرست آخر تشريعيات جرت يوم 17 مايو/أيار 2007 تصدر حزب جبهة التحرير الوطني الذي حصد 136 مقعدا من أصل عدد مقاعد المجلس الوطني الشعبي (البرلمان) الـ389 أي نسبة 23%. كما فازت الجبهة في تجديد المقاعد في المجالس البلدية والولائية التي جرت يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2007 بنسبة 30% من المقاعد.وجاء في الترتيب بعد الجبهة حليفها حزب التجمع الوطني الديمقراطي حاصلا على 61 مقعدا من أصل 389 معقدا أي نسبة 10.3%. وكان التجمع حصل على 68 مقعدا عام 2002. لمترشحين الأحرار وبعض الأحزاب السياسية الأخرى.ومنذ إعلان التعددية السياسية عرفت الجزائر ست تجارب انتخابية:
ليأتي حليفهما الثالث حزب حركة مجتمع السلم بما مجموعه 51 مقعدا أي نسبة 9.64%، وقد توزعت بقية المقاعد بين ا
وكما لاحظنا الخلفية العسكرية لأغلب الرؤساء الجزائريين فإن هنالك خلفية جهوية، إذ يلاحظ رجحان كفة الشرق الجزائري والقبائل على حساب الغرب مما أدى إلى هيمنة دائمة للشرق على مؤسسة الرئاسة ويوضح ذلك الجدول التالي:
الرئيس |
مكان الميلاد |
الخلفية الجهوية |
أحمد بن بلة |
مغنية |
الغرب |
هواري بومدين |
قالمة |
الشرق |
الشاذلي بن جديد |
بوثلجة/عنابة |
الشرق |
محمد بوضياف |
أولاد ماضي/المسيلة |
الشرق |
علي كافي |
الحروش/سكيكدة |
الشرق |
اليمين رزوال |
باتنة |
الشرق |
عبد العزيز بوتفليقة |
وجدة ونشأ بتلمسان |
الغرب |
ويبين هذا الجدول أن خمسة من بين رؤساء الجزائر السبعة كانوا من شرق البلاد.
الحياة الحزبية الانتخابات التداول العلاقة بين السلطات الحريات المجتمع المدني |
" لأغلب الرؤساء الجزائريين خلفية عسكرية كما لهم خلفية جهوية حيث يلاحظ رجحان كفة الشرق الجزائري والقبائل على حساب الغرب مما أدى إلى هيمنة دائمة للشرق على مؤسسة الرئاسة " |
الحياة الحزبية الانتخابات التداول العلاقة بين السلطات الحريات المجتمع المدني |
لم تعرف الجزائر حرية الصحافة إلا مع بداية تسعينيات القرن الماضي حيث أصدرت حكومة مولود حمروش القانون المتعلق بالإعلام الجزائري في الثالث من أبريل/نيسان 1990. وقبل إصدار هذا القانون كان العمل ساريا وفق قانون آخر للإعلام صادر في السادس من فبراير/شباط 1982.
وإذا كان قانون 1982 يحصر الإعلام في التعبير عن توجهات حزب جبهة التحرير الوطني السياسية، فإن قانون 1990 يكرس حرية الصحافة ويكسر احتكار الدولة والحزب الواحد.
ويشترط فيمن يريد إصدار جريدة في الجزائر أن يسجل تصريحا لدى وكيل الجمهورية. وينبغي لهذا التصريح أن يشمل نقاطا من بينها عنوان الجريدة واسم مديرها وعنوانه ومقاسات النشرية وسعرها ولغتها.. ومن شروط مدير الجريدة وهيئتها التحريرية أن يكونوا جزائريين ليست لهم سوابق عدلية.
ولا بد للصحفي العامل لصالح هيئة إعلامية غير جزائرية أن يحصل على اعتماد رسمي بناء على اقتراح من المجلس الأعلى للإعلام.
ويشرف على الصحافة الجزائرية مجلس أعلى للإعلام مكون من 12 عضوا يعين رئيس الجمهورية ثلاثة منهم من بينهم رئيس المجلس وثلاثة يعينهم المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) وستة ينتخبون بالأغلبية المطلقة من بين الصحفيين المحترفين الذين أمضوا 15 عاما على الأقل في مهنة الصحافة.
وتتوزع الصحافة الجزائرية إلى ثلاثة أصناف:
وتشكو الصحافة الجزائرية من قانون العقوبات الجزائرية خاصة في فصله الخامس المتعلق "بالاعتداء على شرف واعتبار الأشخاص وإفشاء الأسرار"، وهو نص طالما اعتبرته الصحافة الجزائرية سيفا مسلطا عليها.
كما أن قانون الإعلام يتضمن العديد من الأحكام الجزائية التي تجعل الصحفي الجزائري عرضة للتغريم والسجن لأكثر من سبب.
ويذكر تقرير الحريات الصحفية في الوطن العربي الصادر عن الاتحاد العام للصحفيين العرب عام 2005 أن الصحفيين الجزائريين تعرضوا في السنوات الماضية للاعتقال والتهديد وحجب المعلومات والاستدعاء من طرف الأمن.
المجتمع المدني_______________
الجزيرة نت
المصادر:
1 - L’Institut français des relations internationales-Ifri
w w w.ifri.org/frontDispatcher
2 - أرشيف الجزيرة نت.
3 - العديد من مقالات للكاتب التونسي رياض الصيداوي في موقع الحوار المتمدن من خلال الرابط: http:// w ww.rezgar.com
4 - العديد من مقالات الباحث الجزائري الهواري عدي في بعض المواقع البحثية الفرنسية، مثل موقع جامعة ليون من خلال الرابط:http:/ / archives .univ-lyon2.fr/368/02/armee_etat_nation.pdf
وموقع لوموند ديبلوماتيك من خلال الرابط:
http:// w ww.monde-diplomatique.fr/2006/04/ADDI/13379
5 - العديد من مقالات الباحث الجزائري عمار كرغلي في موقعه الشخصي: http:// koroghli.free.fr/
6 - مجلة أقلام من خلال الرابط:
http:// w w w.aqlamonline.com/archives/no12/index.html
7 - La dynamique associative en Algérie : Quelques repères historiques
من خلال الرابط: http:/ / w w w.gredaal.com/
8 - موقع الجرية الرسمية الجزائرية من خلال الرابط:
http:// w w w.joradp.dz/HAR/Index.htm
تنص المادة 41 من دستور 1989 على حرية المواطن في إنشاء الجمعيات غير أن قانون الطوارئ الصادر في فبراير/شباط 1992 يضع قيودا على حق الاجتماع المكفول دستوريا.
وتعمل هيئات المجتمع المدني وفق قانون الجمعيات الصادر يوم 21 يوليو/تموز 1987. كما صدر في الخامس من يوليو/تموز 1989 قانون متعلق بالجمعيات ذات الطابع السياسي، وهو غير قانون الأحزاب السياسية الصادر في السادس من مارس/آذار 1997.
ويشترط قانون الجمعيات أن يكون اسم كل جمعية جزائرية مطابقا لهدفها. وتحظر كل جمعية خالف عملُها نظامَها أو مست بالأمن العام أو خالفت القوانين.
ومع مطلع الألفية الراهنة تكاثرت تنظيمات المجتمع المدني ذات الطابع الاجتماعي المهتمة بالمرأة والشباب، أو ذات الطابع الاقتصادي، كالغرف التجارية والتعاونيات والاهتمام بالمستهلك، أو ذات الطابع البيئي أو الإعلامي.
ويقدر عدد هيئات المجتمع المدني الجزائري بحدود 62 ألف هيئة منها ألف هيئة ذات طابع وطني والبقية ذات طابع محلي.
وتعاني التنظيمات المجتمع المدني الجزائري شأنها في ذلك شأن أغلب التنظيمات المدنية العربية من ثلاثة معوقات هي:
ولهذه المعوقات يصعب على منظمات المجتمع المدني إيجاد قطب سياسي اجتماعي يحد من نفوذ الدولة ويشكل قطب توازن اجتماعي وسياسي
التداولوعلى الرغم من وجود ترسانة تشريعية كبيرة لدى الجزائر، لم تسلم أي انتخابات جزائرية من اتهام أحد أطرافها بالقيام بالتزوير منذ تشريعيات 1997.تدخل السلطة سواء أكانت الجيش أم رئاسة الجمهورية في شؤون الأحزاب، ومن أمثلة ذلك حل حزب جبهة الإنقاذ الإسلامي من طرف الجيش بعد فوزها في محليات 1990 والجولة الأولى من الانتخابات التشريعية 1991. كما تم السعي إلى إبعاد الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري الذي كان من دعاة استقلالية الجبهة عن الدولة.