جيروزاليم بوست: هل بدأ السودان وإسرائيل تشكيل لجان للتعاون المشترك؟

2020-02-05

أولت الصحف الإسرائيلية اهتماما واسعا باللقاء بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في أوغندا، وقالت إحداها إن إسرائيل والسودان بدآ تشكيل لجان للعمل على كيفية تطوير التعاون بينهما وإقامة علاقات دبلوماسية.

ولم تورد صحيفة جيروزاليم بوست -التي نشرت الخبر عن هذه اللجان- أي تفاصيل إضافية حولها، مشيرة إلى أن اللقاء بين نتنياهو والبرهان أثار ردود فعل صامتة من قبل الحكومة السودانية التي اكتفت بالإعلان عن أنها لم تبّلغ مسبقا بهذا اللقاء.

وأشارت كل من جيروزاليم بوست وهآرتس ويديعوت أحرونوت إلى أن الإمارات نسقت ورتبت لهذا اللقاء في عنتيبي في أوغندا، وأن أهم دوافع أبو ظبي لذلك هو إقناع واشنطن بأن لها تأثير واسع وسط الدول العربية والأفريقية، وكذلك إقناع هذه الدول بأن لها نفوذا لدى إسرائيل التي تمثل البوابة الرئيسية لأميركا.

ليس معتادا من حمدوك

 وقالت جيروزاليم بوست إن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك -الذي كان في زيارة إلى جيبوتي- لم يدل بأي تصريح هناك عن لقاء البرهان نتنياهو، ونسبت إلى صحيفة "سودان تربيون" قولها إن هذا الامتناع من حمدوك ليس معتادا.

ومع ذلك، قالت نفس الصحيفة في تقرير آخر إن البرهان ألقى بظلال من الشك على سرعة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقال إن موقف بلاده من القضية الفلسطينية سيستمر بدون تغيير، وإن مسؤولية إقامة علاقات بين البلدين تقع على عاتق المؤسسات المعنية، في إشارة واضحة للحكومة المدنية.

وعلقت الصحيفة بأنه من المرجح أن يؤدي تطبيع العلاقات بين الطرفين- والذي لم يحدث أبدا في التاريخ- إلى إثارة الغضب في السودان والعالم العربي الأوسع، وخاصة في وقت يروّج فيه نتنياهو لخطة سلام أميركية يرفضها الفلسطينيون.

اختراق دبلوماسي

ونشرت يديعوت أحرونوت أن الاجتماع السري للبرهان مع نتنياهو أثار نقاشات ساخنة بالسودان، إذ يتهم البعض البرهان بالخنوع والتذلل لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويقول آخرون إن العلاقات مع إسرائيل مفيدة.

وبالنسبة لإسرائيل -تقول يديعوت أحرونوت- فإن هذا اللقاء يمثل "اختراقا دبلوماسيا كبيرا مع إحدى الدول العربية الأفريقية" بعد يومين فقط من رفض الجامعة العربية خطة ترامب لسلام الشرق الأوسط.

وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو رحب بمفاوضات نتنياهو البرهان في أوغندا، وشكر الأول على قيادته للتطبيع مع إسرائيل ودعاه لزيارة الولايات المتحدة لاحقا هذا العام.

البرهان رفض الصور مع نتنياهو

وقالت نفس الصحيفة إنه ورغم أن نتنياهو يقول إن السودان يريد تغيير طرقه والحصول على شرعية دولية بعد تصنيفه دولة راعية للإرهاب من قبل الولايات المتحدة، فإنه يبدو أن البرهان ما زال غير مستعد للالتزام بعلاقات كاملة مع "الدولة اليهودية".

وأضافت أنه -وعلى عكس توقعات إسرائيل- فإن لقاء نتنياهو البرهان الذي عُقد بعد شهور من المحادثات السرية، لم يُختتم بإعلان مشترك عن العلاقات الدبلوماسية أو حتى بصور للزعيمين معا، ومع ذلك يبدو أنه حقق هدفه بالنسبة للسودان بدعوة البرهان لزيارة أميركا، وهذا "سيمنح الزعيم السوداني اعترافا دوليا".

أما بالنسبة لإسرائيل، فإن نتنياهو -تقول صحيفة هآرتس- كان يتطلع لالتقاط صور مع البرهان لمساعدة حملته الانتخابية، لكن البرهان رفض خوفا من الانتقادات من العالم العربي، كما أنه، أي نتنياهو، يريد فتح الأجواء السودانية للطيران الإسرائيلي المدني، الأمر الذي سيقصّر المسافة بين تل أبيب وكثير من المحطات الخارجية بما فيها البرازيل.

ربع اللاجئين بإسرائيل سودانيون

وبحسب هآرتس ترغب إسرائيل في إعادة السودانيين الموجودين فيها إلى بلادهم، حيث يبلغ مجموعهم قرابة السبعة آلاف ويشكلون حوالي ربع المهاجرين ويطلبون اللجوء إليها، وأغلبهم من دارفور.

ونشرت الصحيفة تقريرا طويلا عن قلق هؤلاء اللاجئين من تطبيع العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب نظرا لأنهم يعتقدون أنه سيجردهم من أي حجة لطلب اللجوء ويساعد المحاكم الإسرائيلية على رفض طلباتهم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي