8.7 مليار دولار لاحتواء "كورونا" في الصين.. وتمديد عطلة رأس السنة القمرية

2020-01-27

مددت الصين اليوم الاثنين 27 يناير/كانون الثاني الجاري، عطلة رأس السنة القمرية في ظل انتشار فيروس كورونا الجديد، على أمل تأخير عودة ازدحام وسائل النقل إلى ذروته وتخفيض خطر انتقال العدوى، كما خصصت 8.7 مليار دولار لاحتواء الفيروس.

وذكر بيان لوزارة المالية الصينية نشر على موقعها الإلكتروني إن الوزارة ولجنة الصحة الوطنية خصصتا 60.33 مليار يوان (8.74 مليار دولار) للمساعدة في احتواء تفشي فيروس كورونا.

ويثير فيروس كورونا المستجد الذي ارتفع عدد ضحاياه اليوم أيضاً موجة قلق عالمية، رغم تسجيل أعداد ضئيلة من المصابين خارج الصين.

وبينما أعلنت مونغوليا إغلاق الحدود البرية مع الصين، ألغت فرنسا احتفالات كانت مقررة بمناسبة رأس السنة الصينية في باريس وبوردو، حيث سجلت ثلاث إصابات، فيما تعمل عدة دول على إجلاء مواطنيها من منطقة ووهان.

ووصل رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ مرتدياً قناعاً للحماية، الاثنين إلى منطقة ووهان (وسط الصين) بؤرة المرض والمعزولة منذ أربعة أيام . وهو أول مسؤول كبير في النظام الشيوعي يزور المدينة منذ ظهور الفيروس في ديسمبر (كانون الأول).

وبدت المدينة شبه مقفرة في ظل منع تحرك السيارات «غير الضرورية». ويسمح فقط للسائقين الذين ينقلون أطباء وموظفين إلى المستشفيات بالقيادة.

وعلى بعد 15 كلم في جنوب وسط المدينة، شاهد فريق من وكالة الصحافة الفرنسية حاجزاً للشرطة يفتش السيارات ويقيس درجات حرارة ركابها.

ويجب على السائقين أن يسلموا الشرطة وثيقة خاصة للسماح لهم بالعبور. ومن بين المركبات التي كانت بالانتظار، شاحنة يبدو انها كانت تقل مواد غذائية.

وارتفع عدد الوفيات إلى 80 شخصاً، بينما سجلت 2744 إصابة في البلاد، بينها رضيع يبلغ من العمر 9 أشهر، فيما كان عدد المصابين أمس ألفي شخص. كما تضاعف عدد حالات الاشتباه بإصابات خلال 24 ساعة إلى نحو ستة آلاف شخص.

وتوفي 24 شخصاً إضافياً في مقاطعة هوباي التي عاصمتها ووهان. لكن لم يجر تأكيد أي حالة وفاة جراء الفيروس خارج هذه المنطقة.

بالإجمال، يوجد 56 مليون شخصاً معزولون عن العالم في هوباي بسبب الإجراءات الهادفة لاحتواء المرض.

وفي صور نشرتها الحكومة الصينية، بدا رئيس الوزراء مرتدياً معطفاً بلاستيكياً أزرق، ووجهه مغطى بقناع من اللون نفسه، يتفحص شاشة قرب سرير أحد المرضى.

وعُين لي كه تشيانغ على رأس «مجموعة عمل» مكلفة الإِشراف على عملية التصدي للفيروس. وحذر الرئيس الصيني شي جينبينغ أول من أمس (السبت) من أن المرض ينتشر بسرعة ومن أن الوضع «خطير».

ومع وجود إصابات في عشرات الدول الأخرى، يزور مدير منظمة الصحة العالمية تدروس أدهانوم غيبرييسوس بكين الاثنين. وتراجعت المنظمة الأسبوع الماضي عن إعلان حالة «طوارئ عالمية».

وقررت بكين تمديد عطلة رأس السنة القمرية ثلاثة أيام إضافية إلى 2 فبراير (شباط)، لتأخير عودة مئات الملايين من العمال إلى المدن وخفض مخاطر انتشار المرض.

من جهته، أعلن رئيس بلدية ووهان جو تشانوانغ أمس (الأحد) أن خمسة ملايين شخص غادروا المدينة قبل رأس السنة الصينية الواقعة في 25 يناير (كانون الثاني).

ويزيد هذا الرقم الكبير من خشية توسع انتشار المرض، خصوصاً أنه يمكن للفيروس أن ينتقل من شخص لآخر، دون ظهور أي عوارض على حامله، ووفقاً لمسؤولي قطاع الصحة في الصين.

وأعلنت عدة مدن كبرى شمال الصين مثل بكين وتيانجين وتشيان تعليق عمل خطوط الحافلات الطويلة التي تربطها بأجزاء أخرى في البلاد. وفي شرق الصين، اتخذت مقاطعة شاندونغ التي يبلغ عدد سكانها مائة مليون نسمة الإجراء نفسه.

وفُرض ارتداء القناع الواقي في عدة مقاطعات خصوصاً في غوانغدونغ الأكبر في البلاد من حيث عدد السكان (110 ملايين نسمة).

ووصل الفيروس إلى أوروبا وأستراليا وسجلت إصابة محتملة أيضاً في كندا، لكن لم تسجل أي وفاة حتى الآن خارج الصين.

وأعلنت الولايات المتحدة التي سجلت فيها خمس إصابات مؤكدة، نيتها ترحيل طاقمها الدبلوماسي ومواطنيها العالقين في ووهان، حيث سترسل طائرة لإجلائهم الثلاثاء.

وتتواصل دول أخرى مع بكين لتنظيم عملية إجلاء مواطنيها.

وأعلنت وزيرة الصحة الفرنسية أنييس بوزين أن فرنسا ستنظم «عملية إجلاء جوية مباشرة» للمواطنين الفرنسيين، وسيجري وضعهم في الحجر الصحي لأسبوعين.

وفي مستشفيات ووهان يبدو الوضع في بعض الأحيان فوضوياً، إذا على المرضى أن ينتظروا أحياناً لساعات لرؤية طبيب. ويفترض أن ينتهي بناء وحدتين صحيتين إضافيتين، تستطيع كل منهما استقبال ألف مريض، خلال أسبوعين.

وأعلنت السلطات الصحية الصينية الأحد أن «قدرة المرض على الانتشار قد تعززت»، لكنها تقول إنه «ليس قوياً كما السارس» الناتج عن فيروس كورونا آخر تسبب بوفاة المئات بين عامي 2002 و2003.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي