ما هو التفكير الناقد؟.. وإستراتيجية لتطبيقه على المواقف الحقيقية

2020-01-18

أحمد شريف

يمكن وصف التفكير الناقد بأنه عملية عقلية مهمة يجريها الشخص بشكل يومي وتكون مصاحبة للإنسان، وهو عبارة عن سلسلة من النشاط الذهني للدماغ عند تعرضها لمثير عن طريق إحدى الحواس الخمسة، وهو متطلب رئيسي لجميع فئات المجتمع باختلاف الثقافة والمرحلة العمرية أو طبيعة العمل، حيث إن من يستطع إدارة عملية التفكير الناقد يكن فرداً مستقلاً في تفكيره، وأكثر وعياً للأنظمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وللتفكير الناقد شهرة كبيرة لدى التربويين لدراسة طرق قياسه ومهاراته وماهيته وكيفية اكتسابه وتوظيفه؟، وفي التقرير التالي نرصد لك ما هو التفكير الناقد؟ إستراتيجية لتطبيقه على المواقف الحقيقة.

أهمية التفكير الناقد

للتفكير الناقد أهمية كبرى تتمثل في أنه يمتلك ميزة عن كافة المجالات العلمية، حيث يحسن القدرة على التفكير بكل وضوح مع تسلسل منطقي يعمل على حل المشكلات بشكل منطقي وعقلاني، ويعد إضافة تنافسية لصاحبه في أي مهنة، بجانب أن التفكير الناقد يٌعد عاملاً رئيساً في تطور ما يعرف بالتطور الاقتصادي المعرفي الجديد الذي يعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا والمعلومات.


كما يعمل التفكير الناقد على تحسين مهارات الشخص في الإلقاء واللغة، حيث يعزز من مهارات التعبير والتفكير، عن طريق تعلم تحليل النصوص بعمق ومنطقية، مما ينعكس بشكل ايجابي على قدرات الشخص الفهمي وتعبيره عن ذاته، بجانب أن التفكير الناقد يعمل على تعزيز الابتكار والإبداع وحل المشكلات عن طريق طرح الأفكار الجديدة التي تتعلق بالبحث واختيار الحلول الأنسب للحل وإمكانية التعديل إليها إن لزم الأمر.

أيضاً فإن التفكير الناقد أحد وسائل صقل الذات وتطويرها عن طرق توفير أدوات تساهم في تأمل الأفكار والقيم، وقرارات الفرد الشخصية والاستفادة منها، وهو أساس الديمقراطية والعلم، حيث يقوم على التجريب والتحليل للتأكد من النظريات ونفيها أو إثباتها، ويفعل منظومة الديمقراطية من خلال تأكيد الحكم السليم بدون تحامل أو تحيز لفكر ما.

خصائص التفكير الناقد

للتفكير الناقد مجموعة من الخصائص منها التحفيز على الإيجابية والإنتاجية، حيث إنه له دور في فهم السلوكيات والقيم التي تأتي من وجهات النظر المختلفة وفق الأشكال الفنية والبنى الاجتماعية وفي العالم المتنوع، وأيضاً من خصائصه أن التفكير الناقد عملية لا نهائية ومستمرة وهي إحدى الخصائق الأساسية له، حيث إنه يعمل على الشك في كل المسلمات، حيث إن ذلك يجعل الشخص يقع في فخ الثبات النقدي.


كما أن اختلاف مظاهر التفكير الناقد باختلاف محيطه أحد الخصائص الهامة للتفكير الناقد، حيث إن مستويات التغيير الناتجة عنه مختلفة، حسب طرق تعامل الأشخاص مع المشكلات وسلوكياتهم، وتختلف نتائج مهارات التفكير الناقد من مكان إلى آخر حسب السمات الشخصية والظروف الخارجية للفرد، وأيضاً هناك الأحداث الإيجابية والسلبية، بجانب ارتباط التفكير الناقد بالانفعالات إلى جانب ارتباطه بالجوانب المعرفية.

معوقات التفكير الناقد

وهناك مجموعة من العقبات والمعوقات التي تمنع بعض الأشخاص من التفكير الناقد، ومنها عدم وجود تقييم مناسب، ويعني بذلك عدم وجود مقياس يناسب ضعف أو قوة عملية التفكير بموضوعية وفاعلية، بجانب الغموض في مفهوم التفكير الناقد، فهو واحد من المفاهيم الشائكة التي احتار فيها العلماء، وتوقفوا للإجابة عن مجموعة من الأسئلة فيه منها ما هي طرق وأدوات قياسه المناسبة؟ - هل التفكير الناقد يقبل القياس أم لا؟.


كما أن من المعوقات أيضاً عدم وجود تسلسل منظم في تعلم التفكير الناقد، حيث إنه لا يوجد منهج منظم وواضح لتعليم التفكير النقدي وذلك يًعد من أكبر عوائق تعلمه، بجانب التهديد الذي دائماً ما يصاحب ممارسة التفكير الناقد، حيث إن البعض يقول إن التفكير الناقد يهدد مفهوم الودية المفترضة وحسن النية في التفاعل بين الأشخاص، بالإضافة لقلة تدريب المعلمين، حيث إن عدم إلمام المعلمين بالجوانب المختلفة للتفكير النقدي والأساليب الصحيحة لتعليمه وتدريسه يجعلهم غير قادرين على تزويد الطلاب بالمهارة المهمة لتدريسه.

معايير التفكير الناقد

وتُعد معايير التفكير الناقد إحدى مقايسه ومنها الوضوح، حيث إنه يشمل قدرة الفرد على توضيح القصد من كلامه وتعزيزه لوضوح الفكرة التي طرحها، بجانب الدقة والتي تمثل التأكد من صحة المعلومة المتوفرة، وإخضاعها للفحص، ليتم تحديد تناسبها مع السياق إم لا، ومن المعايير أيضاً التحديد وهو يعني تحديد التفاصيل التي تتعلق بالفكرة محل الطرح، لتكون مخصصة بدقة في المشكلة محل البحث، بجانب الاتساق ويعني مدى ارتباط الفكرة بالمشكلة ومدى تأثيرها وكيفية المساعدة على الحل.


كما أن المعايير تتضمن العمق والمعني به الاطلاع على عوامل حدوث المشكلة، ليتمكن الفرد من تحديد المصاعب والعقبات التي في حاجة إلى معالجة، بالإضافة للاتساع عن طريق تحديد الزوايا المختلفة لرؤية المشكلة والبحث في إذا ما كانت هناك وجهات نظر وطرق أخرى متاحة تؤخذ بعين الاعتبار للحكم على المشكلة، بجانب المنطقية، والتي تتضمن تحديد مدى ارتباط الفكر المتسلسل ببعضه البعض، مع التأكيد على أن المقدمات المطروحة في القضية تتناسى مع الحلول أو النتائج التي تم التوصل إليها، وأنها جميعاً ترتبط بأدلة منطقية للمشكلة نفسها، كل ذلك بالإضافة للمغزي والإنصاف.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي