كتاب القاعات الإفتراضية و المواقع التعليمية: التعليم عن بعد

2020-01-16

منذ بداية التسعينات بدأت تتشكل ملامح الثورة الرقمية التي طبعت سمات الحداثة و التقدم و الرقي الحالي خاصة منها إنتشار إستخدام شبكة الإنترنت بين مختلف دول العالم و إعتمادها كوسيلة إتصالات مهنية في شتي المؤسسات العامة أو الخاصة. كما تطورت تلك الوسائل لتكنولوجيات الإتصال و المعلومات لتشكل بذلك عالما إفتراضيا متكامل الأبعاد بحيث أصبحت الإنترنت Internet أو الأنترانات Intranet القلب النابض للإقتصاد الرقمي لجميع الإقتصاديات الوطنية لدول العالم. فتلك التكنولوجيات تحولت إلي واقع ملموسا و منتشرا بشكل رهيب و غريب بين مختلف الشرائح و الفئات العمرية و الطبقات الإجتماعية. و لعل أبرز دليل علي ذلك هو تنامي إستخدامات التطبيقات علي متجر Google play Store أو علي الهاتف الجوال مع تطور البرمجيات الحديثة علي شبكة الإنترنت بحيث كان المستفيد الأكبر من مجمل تلك المتغيرات العالمية و التطورات العلمية هو قطاع التعليم و التعليم العالي عن بعد. ففي هذا الصدد ظهرت بما يسمي برمجيات القاعات الإفتراضية Virtual Classroom و التي هي مشابهة عمليا لتلك القاعات التقليدية و الكلاسيكية و ذلك من أجل تقديم الدروس الرقمية عن بعد, المحاضرات و الأشغال التطبيقية و لتساهم في إستقطاب العديد من الطلاب لمواصلة الدراسة الجامعية عن بعد أو لإنتداب الأساتذة و الباحثين و الخبراء للتدريس في صلب تلك القاعات الإفتراضية و المواقع التعليمية عن بعد.

كما تتطلب عملية إستخدام تلك الوسائل إلماما كاملا و شاملا بأحدث تكنولوجيات الإتصال و المعلومات علي الصعيد العالمي, مما سمحت بالنتيجة للمستخدمين بتنمية مهاراتهم و قدراتهم المهنية أو العلمية. فوفقا لسبر آراء مجموعة من الطلاب و الأساتذة حول التعليم عن بعد و التي تناولتها العديد من الدراسات و البحوث الجامعية السابقة بينت كلها أنه هناك العديد من الإيجابيات و السلبيات في ذلك النوع من التعليم عن بعد و كذلك أبرزت مدي درجة إقبال الطلاب علي التعليم عن بعد و تصاعد إستخدام تطبيقات الدورات التعليمية الضخمة عن بعد مثل Moocs و Moodle.
بالتالي يجب إتباع توصيات و مقترحات خبراء تكنولوجيات الإتصال و المعلومات حول طرق إستخدام تلك البرمجيات للقاعات الإفتراضية مع إعتماد مخابر البحث و التجديد في تلك الوسائل للتعليم عن بعد حتي تضمن نجاحه و إستمراريته و تساهم في تحقيق أهدافه بفائق الدقة و الجودة العالية.

بالإضافة إلي ذلك تشهد شبكة الإنترنت إنتشارا متصاعدا و متزايدا من حيث الإستعمال لتلك المواقع التعليمية عن بعد و المعروفة بالمواقع المتناثرة خاصة منها الشخصية و المدونات لبعض الأفراد أو المؤسسات التعليمية الخاصة و التي تهدف في مجملها بالأساس إلي تقديم دروس خصوصية و دعم للطلاب في جميع دول العالم أو خدمات إستشارية و مساعدات علمية مسبوقة الدفع وفقا لتسعيرات محددة سلفا. لكن تبقي أغلبها مجرد مواقع لبيع الوهم إما للطلاب أو للأساتذة بحيث يعتبر الجانب الأكبر منها مواقع Scam بحيث تفتقد للمصداقية و الشفافية و لا تتوفر بها مواصفات المصداقية Trust أو الإجراءات الحمائية .SSL كذلك توجد علي تلك الشبكة العنكبوتية العديد من التطبيقات في مجال التعليم عن بعد الجامعي eLearning و التي تحظي بإهتمام كبير من قبل المؤسسات الجامعية الحكومية أو الخاصة نذكر منها بالأساس موقعMoocs و Moodle.فتلك المواقع وقع تعميمها مؤخرا بشكل ملحوظ علي جميع مواقع الجامعات العالمية لتشكل بذلك أكبر قاعدة بيانات علمية جامعية مخصصة لتقديم الدورات الضخمة للتعليم أو للتكوين عن بعد و التي تختم بإسناد شهائد جامعية معترفا بها محليا و دوليا.

فؤاد الصباغ: كاتب و باحث إقتصادي دولي, هذا الكتاب نشر بدار الطباعة و النشر و التوزيع نور – الإتحاد الأوروبي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي