ليبرمان.. الرجل الذي أنقذ نتنياهو

2020-01-06

يظهر نتنياهو قدرة مؤثرة على البقاء؛ ثلاث لوائح اتهام، وثلاث حملات انتخابية، وليس لديه ائتلاف أو ميزانية، لكنه ما زال يسيطر على الدولة ولا يذهب إلى أي مكان. لا شك أن رئيس الحكومة سياسي مؤهل ومجرب، لكن الزعيم الأقوى والأكثر دهاء وتحايلاً لا بد أنه بحاجة إلى مساعدين من أجل إنقاذه وقت الشدة، حتى “الساحر” و”الملك” نتنياهو.

 من حسن حظ نتنياهو أن لديه مساعداً كهذا في قلب النظام السياسي، وهو افيغدور ليبرمان. أجل، الشخص نفسه الذي يعتبر عدوه اللدود وحل له ائتلاف اليمين والأصوليين قبل سنة تقريباً، ومنعه من تشكيل حكومة جديدة، والبقاء على الكرسي رئيساً للحكومة. لقد كانت لليبرمان فرصة من أجل استبدال سكان شارع بلفور لو أيد تشكيل ائتلاف برئاسة بني غانتس، لكنه رفض ذلك. أعاد غانتس في 20 تشرين الثاني التفويض لتشكيل الحكومة، ثم تلاشت إمكانية استبدال الحكومة.

يواصل ليبرمان سحر المراسلين منذ سنوات كثيرة، وهؤلاء يصفونه بأنه “شخص قوي” ذو أعصاب فولاذية ودهاء، وهو يقرأ نتنياهو مثل جهاز الـ ام.آر.آي ويعرف كيفية الضغط على رئيس الحكومة في المكان الذي يؤلمه. وما لم يقولوه عنه هو أنه شخص مفاجئ، وهو يعرف ما ينوي فعله ويحمل في رأسه بعض الذكاء السياسي المدهش. الذين يكرهونه في وسائل الإعلام يستخدمون صيغ تفضيل مشابهة من الاتجاه المعاكس، ويعرضونه على أنه أكبر الفاسدين الذين تملصوا من القضاء، وأنه خادم لمصالح أجنبية مجهولة.

 هذه صفات مبالغ فيها؛ فليبرمان سياسي له مؤهلات، وصل بقوته الذاتية إلى المناصب العليا، وزير خارجية ووزير دفاع، كي يكتشف بأن سيارة “الليموزين” خاصته فارغة، وأن في حكومة نتنياهو شخصاً واحداً يتخذ القرارات، وهو رئيس الحكومة. الأمر لا يحتاج إلى خمس وحدات في الرياضيات لنفهم أن نتنياهو يفضل عليه الأصوليين الذين فاقت قوتهم في الكنيست ضعف قوة “إسرائيل بيتنا”. لذلك، يعد ليبرمان محقاً في عدم الانضمام كزينة لـ “كتلة اليمين – الأصوليين”. ولا يمكن التهديد كل الوقت بحل الحكومة، ومن يبدأ ككفة الميزان يمكن أن ينتهي مثل ملاحظة هامشية محزنة، كما حدث مع موشيه كحلون.

راهن ليبرمان بصورة صحيحة عندما أيد حل الكنيست بعد انتخابات نيسان، وزاد قوة حزبه ووسع قاعدة تأييده من أسدود وكرمئيل حتى رمات هشارون وهرتسليا، عندها حصل على فرصة استبدال نتنياهو بغانتس. ولكن تحطيم هذا التوازن كان يحتاج من ليبرمان الانضمام إلى كتلة اليسار التي يوجد في مركزها القائمة المشتركة، الحزب الذي وصفه ليبرمان بالطابور الخامس والخونة الذين يؤيدون الإرهاب. شخص نتنياهو نقطة الضعف هذه، وركز جهاز دعايته على إبراز العلاقة المتوقعة بين ليبرمان وأيمن عودة وأحمد الطيبي. في الوقت نفسه، تراجع ليبرمان وتنازل عن أوراقه وأبقى نتنياهو على كرسيه حتى إشعار آخر.

 يمكن مدح ليبرمان على الوفاء بوعوده للانضمام إلى حكومة وحدة، وها هو يوجد لدينا سياسي صادق مثل شعاره الصادق “الكلمة هي كلمة”. مع ذلك، في لحظة الحقيقة، تبين بأنه غير قوي بما فيه الكفاية من أجل إسقاط نتنياهو، حيث قام بيبي في المعركة الثنائية بينهما باستلال سلاحه أولاً وفاز. جميع تغريدات وهجمات ليبرمان على نتنياهو التي يركز على نفسه ويهتم بحصانته ولا يهتم بالدولة، سمعت مثل طفل خسر الشجار وصرخ من مسافة آمنة، “سأرد لك الصاع صاعين، أبي شرطي”.

 يا للخسارة!

 

بقلم: الوف بن

هآرتس 6/1/2020

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي