إجراءات عزل الرئيس الأميركي.. من سيدفع الثمن في صناديق الاقتراع؟

2019-12-19

استطلاعات الرأي تشير الى أن إجراءات العزل لم تؤثر سلبا على شعبية ترامبهشام بورار - واشنطن - تلك الإشارة اللافتة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي للديمقراطيين في مجلس النواب بوقف هتافات الفرح فور التصويت على مذكرتي الاتهام، بهدف عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم تستأثر باهتمام كبير لطرافتها فحسب، بل لأنها تكشف مدى إدراك القيادة الديمقراطية للمخاطر السياسية المرتبطة بهذه الخطوة التاريخية النادرة.

ليس سرا أن بيلوسي صمدت لفترة طويلة أمام ضغوط التيار اليساري المطالبة بعزل ترامب داخل فريقها لتخوفها من دفع ثمن سياسي، لا سيما في الدوائر الانتخابية التي فاز بها الرئيس الأميركي في انتخابات عام 2016.

بيلوسي التي تشدد على أنها لم تأخذ الاعتبارات السياسية في الحسبان "قبل الموافقة على إطلاق إجراءات عزل الرئيس"، حاولت اعتماد مقاربة تمزج بين العمل مع ترامب لتمرير تشريعات تحمل فوائد سياسية مشتركة وتسريع وتيرة تلك الإجراءات في مجلس النواب.

معركة الرأي العام

وبالرغم من أن استطلاعات الرأي تشير الى أن إجراءات العزل لم تؤثر سلبا على شعبية ترامب في الولايات الحاسمة الضرورية للفوز بالبيت الأبيض، مثل ويسكنسن وبنسلفانيا وأوهايو، يعلق الديمقراطيون الآمال على المحاكمة في مجلس الشيوخ لكشف مزيد من الحقائق، و"تثقيف" الرأي العام الأميركي بشأن تهمتي إساءة استغلال السلطة وعرقلة الكونغرس.

ويقول العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ، ديك دوربن، إن غالبية الشعب الأميركي لا تهتم بتفاصيل هذه القضية "كسياسيي وإعلاميي واشنطن"، وتحتاج للمزيد من الوقت لبلورة موقف نهائي يمكن أن يترجم إلى صوت ضد الرئيس أو لصالحه.

غير أن الرئيس ترامب نفسه يبدو واثقا من أن إجراءات عزله، التي لن تفضي بأية حال من الأحوال إلى إزالته عن السلطة بفضل سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، ستفيده سياسيا أكثر مما ستضره.

ولم تمر إلا ساعات قليلة عن شجب ترامب في خطاب بولاية ميشيغان للنواب الديمقراطيين الذين صوتوا لصالح عزله، حتى أعلنت "شبكة العمل السياسي الأميركية" عن إطلاق إعلانات تلفزيونية هجومية بقيمة 2.5 مليون دولار، تستهدف عددا من هؤلاء النواب في ولايات يحظى فيها ترامب بنسبة تأييد كبيرة.

اعتبارات الناخب الأميركي

وبغض النظر عن الانقسامات العميقة بين المواطنين الأميركيين حيال ترامب، حتى قبل إطلاق إجراءات العزل، يقول الخبير الاستراتيجي، براد بلايكمان، إن حظوظ ترامب في الفوز بولاية ثانية "تبقى مرهونة بحالة الاقتصاد الأميركي".

ترامب وبيلوسي..من سيتعب أولا ؟!

ويضيف بلايكمان أن الناخب الأميركي يدلي بصوته "وفقا لأوضاعه المادية ومصالحه المعيشية"، حيث اعتاد الأميركيون تاريخيا على طرح السؤال التالي على أنفسهم قبل كل انتخابات رئاسية: "هل نحن أفضل حالا اليوم مما كنا عليه قبل أربع سنوات؟"

ولأنها المرة الأولى في التاريخ الأميركي التي يواجه فيها رئيس إجراءات عزله في ولايته الأولى قبل 11 شهرا فقط من موعد الانتخابات الرئاسية، يبقى مع ذلك من الصعب التكهن بمدى تأثير إجراءات العزل على الحظوظ الانتخابية لأي من الحزبين.

والمعلوم حتى الآن وفقا للمعطيات السياسية هو أن ترامب سيبقى في منصبه بعد انتهاء إجراءات العزل، وأن الجمهوريين والديمقراطيين سيوظفون هذه الإجراءات كذخيرة في المعركة الانتخابية، لكن المجهول يبقى هو كيف سيتفاعل الناخبون المستقلون الذين لا يحسمون اختيارهم حتى اللحظات الأخيرة قبل موعد الاقتراع مع كل ذلك.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي