اجراء دراسة للبحث عن سر موسيقى أقدم أوركسترا

2019-12-09

ساكسونيا (ألمانيا) - حصلت مدرسة الموسيقى العليا بمدينة درسدن الألمانية، والتي تحمل اسم المايسترو الشهير كارل ماريا فون ويبر، حاليا على ميزانية تقدر بنحو مليون يورو (1.11 مليون دولار)، مقدمة من الاتحاد الأوروبي لإنجاز مشروع يهدف إلى إجراء دراسة حول العوامل التي أسهمت في تميز أصوات موسيقى فرقة أوركسترا درسدن الحكومية العريقة.

ويشارك في المشروع خمسة علماء شباب من ثلاث دول، من بينهم طالبة دكتوراه من إيطاليا وباحث من بولندا. ولن تقتصر الدراسات على أرشيف مدينة درسدن، بل ستتجاوز الحدود.

في عالم طالت فيه العولمة الموسيقى أيضا، يتزايد القلق بشأن تحول أصوات فرق الأوركسترا في كل مكان إلى نمط متكرر، فالجيل الجديد من الموسيقيين يعزف على آلاته في جميع أنحاء العالم، وأصبحت الفرق تضم خليطا من الجنسيات المختلفة، ولا ينتمي أسلوب عزفها إلى مدرسة واحدة أو منطقة واحدة.

ولتفادي الوقوع في فخ التنميط الصوتي، وجبت العودة إلى جذور نشأة الفرق، وترجع جذور نشأة فرقة أوركسترا درسدن إلى 471 عاما، وهي بذلك تعد واحدة من أقدم فرق الأوركسترا في العالم.

ويرى عازف الفلوت، إيكارت هاوبت، أن هذا المشروع البحثي مفيد للمستقبل “إذا كنت ترغب في مواصلة تطوير الأوركسترا، يجب أن تعرف آلياتها. ومن ثم فإن التفكير في الأحداث الماضية يدفعنا لنخطط للغد وبعد غد”. وأكد أكسل كول، عميد مدرسة درسدن العليا للموسيقى، نفس الرأي، قائلا “مشروع البحث الممول من الصندوق الاجتماعي الأوروبي من شأنه الوصول إلى جذور الصوت”.

وأشار إلى أن فرقة أوركسترا درسدن تعد بمثابة علامة مميزة ذات هوية خاصة، مضيفا أنه في الوقت الذي يتعرض فيه بعض الناس لخطر فقدان جذورهم القديمة، نحن لدينا مشروع يستحق بالتأكيد عناء القيام به.

ويعود تكوين نواة فرقة الأوركسترا الألمانية أو فرقة موسيقى البلاط الملكي التي تتخذ من عاصمة ولاية ساكسونيا الفيدرالية مقرا لها، إلى 22 سبتمبر 1548، حيث رعى نشأتها الأمير الناخب موريسيو الساكسوني (1521-1553) وعهد بها إلى الموسيقي يوهان والتر، الذي حافظ على صداقة وثيقة مع المنظر الديني البروتستانتي مارتن لوثر.

وإلقاء نظرة على أرشيف الإبراشية الخاصة بفرقة درسدن، كفيل بجعل قلوب كافة عشاق الموسيقى تخفق بقوة، فقائمة أسماء قادة الفرقة على مدار تاريخها يعتبرون من أعلام تاريخ الموسيقى الكلاسيكية العالمية.

فقد ألف لها فيفالدي المقطوعات، ومن خلالها عين باخ مؤلفا موسيقيا للبلاط الملكي السكسوني عام 1736. وكان من بين القادة الأسطوريين الآخرين الذين حظوا بشرف إدارة الأوركسترا الألماني ريتشارد فاجنر.

وأطلق فاجنر على الأوركسترا “القيثارة المعجزة”. وفي القرن العشرين، كان لمؤلف الموسيقى الشهير ريتشارد شتراوس علاقة وثيقة بالأوركسترا كقائد للفرقة وملحن بها، ومع ارتباط اسم أوركسترا درسدن بهذه الأسماء التي تعد مرجعيات في عالم الموسيقى الكلاسيكية، راجت حولها أسطورة، وهو ما جعلها محور هذه الدراسة.

يقول عالم الموسيقى مايكل هاينمان “نريد إجراء بحث قوي حول الصوت بالمعنى التاريخي”، موضحا أن صوت فرقة أوركسترا درسدن، معروف ومميز للغاية في جميع أنحاء العالم، وأن المايسترو الألماني الشهير هربرت فون كاراجان قارن ذلك بـ”روعة الذهب القديم”.

  مشروع يهدف إلى إجراء دراسة حول العوامل التي أسهمت في تميز أصوات موسيقى فرقة أوركسترا درسدن الحكومية العريقة

وأعرب هاينمان عن تشككه قائلا “يدعي الكثيرون أن هذا الصوت لم يتغير على مر القرون. لكنني لا أعرف ما إذا كان هذا ممكنا، لأن طريقة الأداء والأدوات قد تغيرتا كثيرا”.

ولفت إلى أن المشكلة تكمن بشكل رئيسي في حقيقة أن التسجيلات في شكل أسطوانات موجودة منذ حوالي 130 عاما فقط. لكنه يوضح أنه، مع ذلك، يمكن “سماع” معظم تاريخ الأوركسترا العريقة التي يرجع تاريخها إلى المئات من الأعوام.

وأضاف “بالنسبة إلى الفترة التي ليست لدينا فيها تسجيلات، لدينا نوتات موسيقية. يمكن قراءة الملاحظات المدونة على الإيقاع أو الحليات والزخارف الموسيقية أو أساليب الأداء بحيث يعرف المرء كيف كانت تؤدى المقطوعات الموسيقية في ذلك الوقت. إنها عملية معقدة”.

 

 

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي