“البحث عن المتاعب” كتابٌ يصف أروقة صاحبة الجلالة

2019-12-04

تعاني المكتبة العربية من نقص فادح في المحتوى الصحفي والكتابة المنهجية عن الإعلام والصحافة بوصفها قطاعاً إبداعياً منفرداً ومختبراً كتابياً له مفرداته ومعاجمه وآلية عمله. 

وهذا ما لحظه الصحافي والكاتب الأردني د. موسى برهومة في كتابه الجديد “البحث عن المتاعب” الذي يسدّ فراغاُ حقيقياً في تناول الصحافة كمحورٍ وموضوعٍ وقطاعٍ ومنهج.

ويقدم برهومة في “البحث عن المتاعب”، مادةً متكاملةً تصلح أن تكون مرجعاً لطلبة الصّحافة والإعلام ومُحبّي هذه المهنة، وتعكس تجربة كاتبه كصحافي مخضرم تسنّم مناصب عدة في كبرى وسائل الإعلام العربية.

الكتاب صدر مؤخراً، عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع بعمّان، وجاء في خمسة فصول؛ تناول الأول: الفنون الصحفيّة مع عرضٍ وافٍ ونماذج تطبيقيّة للخبر الصحفي وقوالبه، إلى جانب التقرير الإخباري والقصّة الإخبارية ومقال الرأي، وكذلك الحوار الصحفيّ والمؤتمر الصحفي والتحقيق الصحفيّ القصير والاستقصائي.

وانفرد الفصل الأول بتوضيح أهمية وآلية مهارات كتابة العنوان الصحفيّ (المانشيت) وشرح الصور والتعليق عليها، فضلاً عن ضبط اللغة الصحفية من خلال إيراد علامات الترقيم الأساسية في الكتابة.

الفصل الثاني اعتنى بالإعلام المرئي والمسموع والكتابة للإذاعة والتلفزيون، واشتمل على نصائح من أجل كتابة إذاعية ماهرة، تدرك الجمهور المستهدَف، وتطبّق القاعدة الذهبيّة “تسمع وكأنك ترى”. كما اشتمل الفصل على العناصر الضرورية لإنجاز تقرير تلفزيوني جذّاب.

وعاين الفصل الثالث الإعلام الرقميّ، من خلال تمظهراته التي يعبّر عنها المواطن الصحفيّ واشتباكه مع صحافة “السوشيال ميديا”. وعرض الفصل لصحافة المواقع الإلكترونية، وصحافة البيانات، وكذلك صحافة الموبايل.

وقرأ الفصل الرابع في أخلاقيات الإعلام وضوابطه، من حيث مناقشة المعايير الضامنة لإعلام عربي راشد، والاستعانة بخبرات ثلاث مؤسسات إعلامية عالمية، ما زالت تحافظ، إلى حد بعيد، على شروط العمل الصحفيّ، وتضبط إيقاع الإعلام في زمن اختلاط الأوراق والأجندات، واشتباك المصالح، والصراع على احتكار الحقيقة.

    يؤكد على أهمية تمتّع الصحفيين بثقافة قانونية عالية؛ كي يتجنبوا التورّط في مشكلات يجرّمها القانون، مثل الذمّ القدح، والتشهير، وانتهاك خصوصية الأفراد، والإساءة إلى المشاعر الدينيّة  

وحثّ هذا الفصل على أهمية تمتّع الصحفيين بثقافة قانونية عالية؛ كي يتجنبوا التورّط في مشكلات يجرّمها القانون، مثل الذمّ القدح، والتشهير، وانتهاك خصوصية الأفراد، والإساءة إلى المشاعر الدينيّة.

وتطرّق الفصل الرابع أيضاً إلى حقّ الحصول على المعلومة، مؤكّداً إنّ الفضاء سيكون ميداناً للفبركة والإشاعات وتصنيع الحقائق من دون تسييل المعلومات وتوفيرها، بنصّ قانونيّ، من قبل المؤسّسات والجهات المعنيّة، ودون التخلّص من “فوبيا الإعلام” وهو ما عالجه الفصل الخامس من الكتاب بشكل مسهب؛ حيث تناول المؤلّف فيه القوّة الناعمة للإعلام العربيّ، والإعلام والحداثة ومجتمع الرفاهية، والحقيقة وكيفيّة الحصول على الأخبار، مشدّداً على ضرورة تعميق ثقافة الشكّ والتحليل الناقد في العمل الصحفيّ.

وناقش المؤلف في هذا الفصل، على نحو جمع لغة الصحافة مع لغة التفكير الفلسفي، “يوتوبيا الإعلام الموضوعيّ”، مبيّناً استحالة أن يكون الصحفيّ موضوعيّاً، داعياً إلى الاستعاضة عن “الموضوعيّة” بمفاهيم ممكنة وقابلة للتطبيق.

يشار إلى أن د. موسى برهومة يعمل أستاذاً للإعلام في الجامعة الأمريكية بدبي إلى جانب اشتغالاته في الصّحافة التي بدأ مسيرتها قبل 35 عاماً عمل خلالها في صحف عربيّة مرموقة وتسلّم رئاسة تحرير صحيفة “الغد” الأردنيّة، وصحف إلكترونيّة أخرى. كما صدرت له أربعة كتب في الأدب والفلسفة والفكر العربيّ المعاصر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي