كيف تتعامل مع النصائح المهنية غير المرغوب فيها؟

2019-12-02

يمكن القول إننا نعيش في زمن النصائح، فهي موجودة في كل مكان، لدرجة أنه يخيل إليك بأنه لا مجال للهرب منها، النصائح حول كل شيء تجدها في كل مجالات حياتك، سواء الافتراضية أو الاجتماعية أو المهنية أو العائلية.

عندما تطلب النصيحة؛ فردة فعلك تكون الامتنان، ولكن عندما تُفرض النصيحة عليك، فردة فعلك غالباً ما تكون سلبية، في مكان العمل التواصل جزء أساسي من أي بيئة عمل صحية، وتقديم النصائح هو جزء من هذا التواصل الصحي.. ولكن حين تكون غير مرغوب فيها ومتكررة فيها تصبح سلبية.

فكيف تتعامل مع النصائح المهنية غير المرغوب فيها بشكل مهني ولبق؟

التفكير بالنوايا

عندما تحصل على نصيحة مهنية غير مرغوب فيها، فكر أولاً في نية الشخص الذي قدمها، قبل أن تقوم بردة فعل عنيفة، فهل نيته صافية، وهو بالفعل يظن بأنه يقدم النصيحة المرغوبة؛ لأنه يريد مساعدتك، أم أنها نابعة من نية سيئة تخدم مصلحته فقط؟

النصائح غير المرغوب فيها المبنية على نية صافية سببها الأساسي هو أن مقدمها يظن أنه يملك الإجابة، ومن ثم يريد مساعدة زميل يجد صعوبة في معرفتها أو اكتشافها بنفسه.



السبب الثاني هو أن الغالبية تظن بأن نصائحها مرغوب فيها ومطلوبة، خصوصاً إن جاءت كنوع من «التحذير» حول موضوع حساس، من دون الانتباه إلى التوتر الذي يقومون بخلقه، أو الطريقة التي يقدمون بها تلك النصيحة المهنية غير المرغوب فيها.

في المقابل النيات السيئة معروفة المنبع والأسباب، هم يريدون جعل الشخص الذي يعاني أصلاً ينحرف أكثر عن المسار؛ ومن ثم يحصلون على النتيجة التي يريدونها، إن كانت النية الصافية، فنصيحتنا هي وضع تلك النصيحة غير المرغوب فيها بالحسبان؛ لأنها قد تعود عليك بالفائدة.


مصدر النصيحة أحياناً قد يساخذ بالحسبان مصدرهاعدك على إما تقبلها وإما رفضها، وهذا لا يعني بالضرورة أنه عليك أخذها، كما أن الأمر هنا لا علاقة له بالمناصب، رغم أن المديرين بشكل عام يميلون للإيمان بأنهم يملكون الحق بتقديم النصائح للعاملين.. ولكن الواقع مغاير.

هم يملكون الحق بتقييم العمل وليس تقديم النصائح، مصدر النصيحة قد يكون شخصاً قد يوفر لك دعماً حالياً ومستقبلاً، وعادة هو يكون من أصحاب النيات الجيدة، كما أنه يملك خبرة في المجال الذي تصارع أنت فيه.

في المقابل أي نصيحة مهنية غير مرغوب فيها تأتي من مصدر سيجعلك تبدو كأنك عدم الخبرة، أو في مكان سيئ، فهذا يعني وبشكل تلقائي أنه عليك رفضها وعدم تقبلها.

تقبل الاستعداد وتحايل على النصيحة

قد يكون السبب وراء النصائح المهنية غير المرغوبة الإحساس بالأهمية



من أبرز الدوافع التي تجعل الآخرين يقدمون نصيحة مهنية غير مرغوب فيها، وبنية صافية، هي أنهم يريدون أن يشعروا بأن لهم قيمة أعلى، وبأنهم يساهمون في أمر ما جيد بشكل أو بآخر.

حينها ما يمكنك فعله للتعامل مع هذا الأمر بلباقة هو تقبل استعدادهم للمساعدة وعدم تقبل النصيحة، أي قم باستخدام جمل مثل «شكراً، سأضع ما قلته بالحسبان»، هذا في حال كنت تريد أن تكون قمة في اللباقة مع مقدمها.

ولكن في حال إذا كنت تريد أن توضح له بأنك تقدر استعداده لتقديم النصائح والمساعدة، ولكنك لا تريده أن يكرر ذلك؛ يمكنك الاعتماد على جمل مثل «أعرف أنك تريد مساعدتي، ولكنني ما زلت أعمل على الأمر ولم أقرر بعد».. أو «شكراً لأنك تقدم لي النصيحة بشكل دائم، ولكن هناك بعض الأمور التي أريد أن أقوم بتجربتها بنفسي وفي حال احتجت إليك لاحقاً فسأطلب منك النصيحة بالتأكيد».

ضع حدوداً في حال تطلب الأمر


سواء كانت النصيحة المهنية غير المرغوب فيها نابعة من نية صافية أو من نية سيئة أحياناً، وحين تكون متكررة يجب وضع الحدود، فالتعامل مع الأمر يجب أن يكون لبقاً بغض النظر عن نية الشخص، وعليه فيمكنك إبلاغ مقدم النصيحة بأنك ورغم تقديرك للنصائح التي يقدمها؛ فإنك تريد أن تنفذ الأمور كما تراها أنت مناسبة.

ولكن حتى هذه المقاربة قد لا تكون كافية، حينها عليك أن تكون حاسماً عبر إبلاغ مقدم النصيحة بأن ما يقترحه بشكل دائم عليك قد ينفعه ولكنه لا ينفعك.. أو إبلاغه بأن كل شيء على خير ما يرام، وبأنك بالفعل لا تحتاج إلى نصيحة وحين تحتاج إليها ستطلبها.

لا تكتفي بلغة الجسد أو الإيحاء


بعض الأشخاص لا يملكون الذكاء العاطفي، ومن ثم لا يملكون القدرة على فهم ردة فعل الآخرين، مثل لغة الجسد، أو من الإيحاءات غير المباشرة.

هذه الفئة عادة تبني تصرفاتها وردات أفعالها على ما تريد فعله أو قوله؛ فيجب الوضع بالحسبان الغاية من هذا الفعل أو القول، ومن ثم اعتماد المقاربة الصحيحة والمثالية التي تجعل الآخر يستمع إليهم.

هؤلاء عليك أن تكون واضحاً معهم تماماً، فإن كانت النيات صافية أبلغهم بلباقة، وإن كانت النوايا السيئة أبلغهم وبكل بساطة بأن نظرتهم للأمور لا تناسبك، وبأنك ستقوم بالأمور بشكل مختلف.

توقف عن مشاركة مشاكلك مع الآخرين


النصائح المهنية غير المرغوب فيها هي نتيجة لمعرفة الآخرين بمشكلة ما تواجهك، فإن كنت تتحدث عن هذه المشاكل؛ فأنت عملياً تفتح الباب أمام النصائح غير المرغوب فيها.

أحياناً وحين تتحدث حول المشكلة نفسها مراراً وتكراراً، فمن وجهة نظر الآخر أنت تطلب منه نصيحته بشكل غير مباشر؛ لذلك قبل أن تصبح عدائياً مع الآخرين وتقوم بردة فعل تجاههم، توقف عن مشاركة الأمور التي لا تريد نصائح حولها مع زملاء العمل.

كيف تتعامل مع النصائح المهنية غير المرغوب فيها؟







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي