تربية الحيوانات تساعد الأطفال على تجاوز الصدمات النفسية

2019-12-02

يعتني أطفال في الأردن بحيوانات كأنواع من الببغاوات والسلاحف تملأ حياتهم بهجة، ويتفاعلون معها في أغلب أوقات فراغهم، بعيدا عن الألعاب والدمى واستخدام الهاتف الذكي.

وأخذ الشغف أحمد الخالدي (12 عاما) قبل نحو ست سنوات لتربية السلاحف، بعد أن عثر على إحداها في ساحة بيتهم، ما دفعه إلى القراءة عنها وعن كيفية تربيتها، ثم اشترى سلاحف أخرى تباعا ووضعها في الحديقة، موفّرا لها العناية والرعاية اللازمتين، كما ضم عدة سلاحف أخرى كانت في حديقة بيت جده، ليصبح العدد لديه 14 سلحفاة، وفق تقرير حديث لوكالة الأنباء “بترا”.

من ناحيتهم ، بيّن خبراء التأثير الإيجابي لتربية الحيوانات الأليفة على الصحة النفسية، إذ تؤدي إلى خفض هرمون التوتر وتحسين المزاج وخفض مستوى الاكتئاب، وتساعد على تزويد الجسم بالنشاط ودفعه نحو الحركة، بعيدا عن الكسل والخمول، بحسب صحيفة "العرب".

وأوضح أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة مؤتة الدكتور أحمد المطارنة، أن الحيوانات الأليفة كالسلاحف والطيور والأرانب تشكل مصدر سعادة وخصوصية للأطفال، مبينا أهمية تربيتها وفق معايير سواء من قبل الأهل أو الأطفال.

وأفاد المطارنة أن الحيوانات الأليفة تعد مصدرا علاجيا لدى الأطفال، وخاصة أولئك الذين تعرضوا لفقدان أحد والديهم أو كليهما، أو ممن ليست لديهم قدرة للتكيف مع من حولهم، أو ممن لديهم إعاقات أو اضطرابات ذهنية كالتوحد، فيتطلب الأمر دمج تلك الحيوانات مع الأطفال مما يسهم في بث السعادة في نفس الطفل وتحسين جودة ونوعية حياته. وأضاف أن الحيوانات الأليفة تؤثر على الطفل من ناحية التفاعل والاستجابة في المشاعر وتكوين الصداقة وإعطاء الأمان والقوة له، كما يعطي اهتمام الطفل بالحيوان نوعا من المسؤولية.

وأشار إلى أن إشغال وقت الطفل بالهاتف الذكي، يؤدي إلى العزلة والاضطراب النفسي، مبينا أن توجه البعض لاقتناء وتربية الحيوانات باعتبارها موضة لا يثري الجانب النفسي.

وحذر المطارنة من أبعاد تلك التربية على الصحة كالإصابة بالربو وتحسسات العيون أو الأمراض الجلدية، ما يستدعي مراجعة دورية للطبيب، داعيا الأهل إلى الاعتناء بالحيوانات صحيا في ما يتعلق بالنظافة وإعطائها مطاعيمها منعا لحدوث أي عدوى.

كما نبه من خطورة التعلق الشديد بالحيوانات، إذ يؤدي فقدان الحيوان لاحقا إلى الإصابة بأزمة نفسية ومن ثمّ إحساسهم بالذنب، وعلى الأهل أن يظهروا التعاطف مع الطفل في حال فقدان حيوانه الأليف.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي