لماذا يتناول الأميركيون الديك الرومي في عيد الشكر؟

2019-11-29

وليمة عيد الشكر في الولايات المتحدة لا تكتمل دون الديك الرومي المشويفي رابع يوم خميس من كل نوفمبر، يكون الأميركيون على موعد مع إحدى أهم المناسبات في بلادهم، فهم يخلدون وليمة تعود لعام 1621 جمعت بين السكان الأصليين والمستوطنين الأوروبيين في منطقة بليميث باحتفال استمر لثلاثة أيام ويعتبره الأميركيون "أول عيد شكر".

يعد عيد الشكر، احتفالا سنويا أسريا بامتياز، يلم شمل الأقارب الذين فرقتهم المسافات، ويشارك فيه الأميركيون على اختلاف انتماءاتهم الدينية والاجتماعية والثقافية، ويعربون خلاله عن شكرهم لكل النعم التي يتمتعون بها.

الوليمة التقليدية لعيد الشكر تشمل الكثير من الأطباق، لكن الديك الرومي المحشو سيدها، ويكون مصحوبا ببطاطس مهروسة وبطاطس حلوة وصلصة من مرق اللحم والذرة وصلصة التوت البري فضلا عن فطيرة اليقطين وغيرها. وتدخل الأسر لمساتها الخاصة على ولائمها.

لكن الديك الرومي لم يحتل مكانته الخاصة في العيد حتى وقت لاحق، وفق موقع هيستوري.

وعلى الرغم من عدم وجود سجلات توثق بالضبط التفاصيل الدقيقة، إلا أن المؤرخ الخاص بالمستوطنين إدوارد وينزلو، كتب في مذكرته أن حاكم المستعمرة، ويليام برادفورد، أرسل أربعة رجال في مهمة لصيد طيور استعدادا للحدث المهم.

وكتب "حصلنا على حصادنا، أرسل حاكمنا أربعة رجال لصيد الطيور، حتى نحتفل بطريقة خاصة معا بعد أن جمعنا ثمار أعمالنا"، مضيفا "لقد قتل الأربعة في يوم واحد الكثير من الطيور، كانت كافية لأسبوع تقريبا".

وفي كتاباته "حول مزرعة بليميث"، التي سرد فيها برادفورد الطريقة التي تأسست بها مستوطنة بليميث، أشار إلى حصاد الخريف في تلك السنة قائلا: "كان هناك عدد كبير من الديوك الرومية البرية، وأخذوا منها الكثير، إلى جانب لحم الغزال".

وكانت الديوك الرومية البرية وفيرة بالفعل في المنطقة، ومصدرا غذائيا لكل من المستوطنين الإنكليز والسكان الأصليين. لكن من المحتمل أن يكون الرجال الأربعة قد عادوا من رحلة الصيد تلك بطيور أخرى عرف أن المستوطنين الأوائل استهلكوها بانتظام، مثل: البط والإوز والبجع.

بوجود ديك رومي أو عدمه، من شاركوا في عيد الشكر الأول، أكلوا حتى شبعوا. وقد كتب وينزلو أن الضيوف من قبيلة وامبناغ جلبوا معهم خمسة غزلان. ويرجح المؤرخون المختصون في مجال الطبخ، أن الغزلان شويت على النار فيما تم إعداد حساء باستخدام بعض من لحم الغزال. كما يقول هؤلاء، إن السمك الذي بات غائبا على موائد العيد اليوم، كان من دون شك حاضرا في عيد الشكر الأول.

إذا الديك الرومي الأليف لم يكن طرفا في المناسبة التاريخية.

لكن هناك روايات تحدثت عن مائدة عيد الشكر، التي كان هذا الطائر طرفا فيها. وكتب موقع تايم أن بروز هذا الحيوان لعله يرجع لما كتبته سارة جوزيف هيل الملقبة بـ"عرابة عيد الشكر"، والتي روت تفاصيل الاحتفالات الأولى بالمناسبة في المنطقة التي تعرف اليوم بـ"نيو إنغلند"، وتضم ولايات الشمال الشرقي الأميركي، وكانت نموذجا للاحتفالات التي تبنتها باقي مناطق البلاد بعد إعلان الرئيس أبراهام لينكولن المناسبة عيدا وطنيا في عام 1863.

ويقول آخرون إن دور الديك الرومي في الاحتفالات الإنكليزية كان وراء اعتماده في عيد الشكر، وإن حجمه الكبير جعله عمليا خلال مناسبات كبيرة، إذ يكفي طائر واحد لإطعام العديد من الأشخاص.

ويعتقد آخرون أن السبب في اختيار الطائر تكمن في مكانته المرموقة باعتباره أكثر الحيوانات ريشا، وكان بينجامين فرانكلين وهو من الآباء المؤسسين للدولة، قد وصف الديك الرومي بأنه "طائر يحظى باحترام" أكبر من النسر الأميركي وكان يريد اختياره "طائرا وطنيا" بدل الأخير الأصلع (أبيض الرأس).







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي