إسرائيل تدخل دوامة سياسية عاصفة وتحذيرات من إشعال حرب واغتيالات سياسية

2019-11-22

طالبت كتلة ” أزرق – أبيض ” باستقالة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتقديم استقالته بعد القرار عن تقديم لائحة اتهام خطيرة ضده وقد انضمت لها أوساط سياسية وإعلامية وقضائية أعربت عن قلقها البالغ على مستقبل النظام الديموقراطي وفي المقابل أعلن عدد من الوزراء والنواب من حزب ” الليكود ” عن دعمهم له فيما التزم آخرون من زملائهم الصمت دون أن يطالبه أحد منهم بتنحيه وفتح المجال أمام قيادي آخر في الحزب لتولي قيادته. وفي محاولة يائسة لإنقاذ نتنياهو من السقوط السياسي والسجن طالب عدد من نواب حزبه ” الليكود ” بمنحه الحصانة من قبل الكنيست، بالتزامن اعتبر خبراء قانونيون في إسرائيل ذلك أمرا عبثيا وغير أخلاقي. و قال رئيس القائمة المشتركة داخل أراضي 48 النائب أيمن عودة إن نتنياهو الغائص بقضايا الفساد الكبرى من احتلال وعدوان وتحريض، ها هو يقف أمام القضاء بـ أصغرها الفساد المالي محذرا من أنه سيفعل كل شيء للخروج من ورطته، وأولها عدوان عسكري خلال الأشهر المقبلة قبل الانتخابات القادمة فيما قال زميله النائب أحمد الطيبي إن هناك احتمال كبير باغتيال نائب عربي بحال تشكلت حكومة ضيقة يرأسها بيني غانتس وتدعمها ” المشتركة “. وطالب أيمن عودة المستشار القضائي لحكومة الاحتلال أفيحاي مندلبليت منع نتنياهو من الترشّح للانتخابات القادمة بموجب القانون ودعا كل القوى العاقلة والرأي العام أن يمنعه من ذلك. وقال النائب د. احمد الطيبي، رئيس كتلة القائمة المشتركة في ” الكنيست ” إن نواب المشتركة سيعارضون طلب نتنياهو بالحصانة من المحاكمة عندما سيقدمها للجنة الكنيست وطالب المستشار القضائي مندلبليت لإبداء رأيه رسميا وبسرعة: هل يجوز لمن قدمت ضده لائحة اتهام بالرشوة والخداع ان يشكّل الحكومة القادمة؟ وأضاف الطيبي أن “الظروف الحزبية والسياسية الحالية تحتم اتخاذ قرار كهذا من المستشار القضائي وبشكل عاجل”.

 

ديموقراطية لليهود

كذلك الطيبي يؤكد أن نتانياهو عاث فساداً سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وبادر بالحروب والعدوان لخدمة اجندته الخاصة وعلى غرار عودة لا يستبعد ان يبادر لشن حرب او عدوان بسبب تقديم لائحة الاتهام هذه. معتبرا أن الخطوة المطلوبة الان هي مغادرة نتنياهو الحياة السياسية وفورًا”. وفي ظل العاصفة السياسية غير المسبوقة في إسرائيل بعد تقديم القرار بتقديم لائحة اتهام خطيرة ضد نتنياهو واستمرار الورطة السياسية اعتبر المحاضر الجامعي بروفيسور سعيد زيداني من جامعة القدس أبو ديس أن هناك وجهين للديمقراطية الليبرالية في إسرائيل وغيرها من الدول وجهان أو شقان أولهما ديموقراطي ويعني حكم الأغلبية النسبية وشق ليبرالي: ويعنى بسيادة القانون وحماية الحريات والحقوق المتساوية للمواطنين الأفراد من تعسف أو طغيان الأغلبية الحاكمة. وتابع زيداني في صفحته ” اذا كان الأمر كذلك، علينا أن ندرك جيدا ما يلي: أن الديمقراطية الليبرالية في إسرائيل تظل مبتورة بشقيها، الديمقراطي والليبرالي بسبب سياسات وقوانين التفوق العرقي والتمييز العنصري ضد فلسطينيي الداخل. وتابع ” أن الشق الليبرالي تحديدا هو الذي حال دون تشكيل حكومة جديدة خلال الشهرين الماضيين أما الشق الليبرالي فهو الذي وضع نتنياهو في قفص الاتهام بتهم الرشوة والتحايل وخيانة الامانة”.

 

تهديد بالقتل

وقال الطيبي أيضا إن الاتهامات التحريضية التي أطلقها نتنياهو ضد النواب العرب قد تسببت بسيل من التهديدات بالقتل على حياتهم لاسيما بعد نشر صور لهم وهم بزي عسكري لـ ” كتائب شهداء الأقصى ” التابعة لـ ” الجهاد الإسلامي ” وتابع ” أنا لا أخاف لكنني أشعر بالتهديد دون توقف. لقد اعتدت منذ سنوات على ذلك لكن تصريحات التحريض والتهديد في المدة الأخيرة تجاوزت كل حد. بحال قامت حكومة ضيقة برئاسة غانتس اتوقع اغتيال نائب عربي بسبسب هذا التحريض المنفلت “. وقال إن توصية المشتركة على غانتس أمام رئيس إسرائيل قبل شهر ونصف الشهر لم تأت حبا به بل نكاية بنتنياهو ومحاولة لتحقيق مكاسب للمجتمع العربي الفلسطيني في الداخل وتابع ” نحن لا نرى بنتنياهو شيطانا وبغانتس ملاكا فبيننا وبين ” أزرق-أبيض ” فجوة سحيقة بالمواقف السياسية لكن في القضايا المدنية أبدى غانتس تفهما وقبولا”. واستخفت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، سيما كدمون بمن يتوقع أن يتراجع نتنياهو عن غيه ويعبر عن نوع من الندم أو الخجل وقالت إن التجربة المتراكمة من تهجماته المتكررة على كل مؤسسات الدولة تدلل على أن نتنياهو يريد أن يترك خلفه أرضا محروقة. وتابعت ” مثله مثل نيرون وقيصر سيقف ويشاهد الدولة المحترقة بنار الكراهية والتحريض، قبل أن يترك مقر رئاسة الوزراء “. واعتبرت المحللة الإسرائيلية ” كان هذا حدثا مذهلا وأبقى كافة الأحداث الدراماتيكية الأخرى بعيدا في الخلف.

وانضم لها بالتعبير عن الذهول والاشمئزاز والتحذير مما آت بالنسبة لإسرائيل محرر صحيفة ” هآرتس ” ألوف بن بقوله إن اتهامات نتنياهو للنيابة العامة بالافتراء ومحاولة الانقلاب على سلطته غير صادقة وليست مقنعة. وفي معرض انتقاداته أكد ألف بن أن نتنياهو فعلا ضحية ولكنه ضحية اللهث وراء زعامة لا تشبع ووجاهة بلا حدود. وتابع ” فاخر نتنياهو بخطابه بأنه قاتل من أجل إسرائيل وأصيب مرة وعمل على تعزيز اقتصادها وأمنها ومكانتها الدولية لكنه ما لبث أن توقف عن التباكي وغير اتجاه وأعلن نيته بهدم الدولة ومؤسساتها ردا على قرار مندلبليت بتقديم لائحة اتهام ضده فأخذ يتهم كل من يعارضه بالخيانة داعيا لمحاكمته مثلما دعا للتحقيق مع المحققين وكل ذلك في محاولة يائسة للبقاء في السلطة وعدم الذهاب للسجن “. واعتبر المحلل السياسي-الحزبي البارز في صحيفة ” هآرتس ” يوسي فيرطر أن نتنياهو لن يغادر الحلبة السياسية بهدوء وفقط بعد خروج الإسرائيليين للشوارع حاملين المشاعل داعين لرحيله. وأشار فيرطر إلى أن خطاب نتنياهو غداة إعلان ماندلبليت خلا من ذرة ندم وتواضع وخجل بعد اتهامه بالرشوة وخيانة الأمانة. وتابع ” بالعكس كما هو الحال مع آخر المجرمين حمل على بفظاظة ووقاحة على مؤسسات حماية القانون وظهره للحائط مجازا وفعلا قال بوضوح إنه لن يغادر”.

 

يسكب النفط

وقال خبراء إسرائيليون بالقانون أمس إن نتنياهو اختار أن يسكب النفط ويشعل عود كبريت وأوضحت المحامية ياعيل غروسمان الخبيرة بالمخالفات الجنائية الخاصة بالطبقة العليا إنه من المحتمل استبدال تهمة الرشوة بتهمة أخف منها، خيانة الأمانة والغش وشددت على أن لائحة الاتهام بكل الأحوال تبقى خطيرة. منوهة إلى أن الجهاز القضائي في إسرائيل يشدد ويبدي مواقف صارمة في السنوات الأخيرة حيال قضايا الفساد. وقال المحامي عوفر بارطال إن لائحة الاتهام تستند لحجج قانونية قوية مستبعدا وجود أي افتراء ضد نتنياهو وتابع ” هذا يوم حزين في تاريخ إسرائيل بعد توجيه لائحة اتهام ضد رئيس حكومة وهو يؤدي مهامه واعتقد أن هذا سبب ضررا فادحا بثقة الجمهور بالسياسيين. هذا يوم مفجع من جهة ولكنه يعكس قوة النظام الديموقراطي وفعالية المؤسسات الكابحة فيه من نيابة عامة والصحافة. ورغم أن القانون يتيح لرئيس حكومة بالاستمرار بأداء مهامه حتى بعد تقديم لائحة اتهام ضده إلى حين إدانته تشكك أوساط سياسية وقضائية وإعلامية بشرعية حكومة نتنياهو في ظل الوصمة الأخلاقية التي طبعت على جبين نتنياهو بعد لائحة الاتهام البشعة. يشار أن مؤتمر هرتزليا الأمني للمناعة القومية يحذر في توصياته بالسنوات الأخيرة من استشراء الفساد في إسرائيل وتعتبره أشد خطورة من قنبلة إيران.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي