مترجم: يدعم ترامب.. ماذا تعرف عن كيان «كيو» أشهر مروجي نظريات المؤامرة في أمريكا؟

المصدر : WHAT IS QANON? THE ORIGINS OF BIZARRE CONSPIRACY THEORY SPREADING ONLINE
2019-11-19

تنتشر نظريات المؤامرة حول العالم، ويظهر المزيد منها بين الحين والآخر. لكن صحيفة «الإندبندنت» البريطانية ترى أن نظرية «كيو» (QAnon) التي انتشرت مُؤخرًا هي نظرية مُؤامرةٍ بالغة الخطورة لعدة أسباب.

وذكرت الصحيفة أن أساسات الحكومة العالمية ستهتَّز إذا صحَّت مزاعم نظرية «كيو»، ما سيفسِّر الخلط بين السياسات في السنوات الأخيرة، مضيفة أنه على الرغم من عدم ثبوت صحة هذه المزاعم حتى الآن، فإن أهميَّتها قد تكون كبيرةً للغاية.

لم نهبط على القمر و11 سبتمبر تمثيلية.. أشهر نظريات المؤامرة التي لم يخترعها العرب

 

وربما قُدِّر لها أن تظل نظرية مؤامرةٍ سرية، لكنها اكتسبت شعبيةً كبيرةً على الإنترنت وفي الحياة الواقعية، وبدأت شعاراتها تظهر في تجمُّعات ترامب، وينشرها عددٌ من أهم رجال وسائل الإعلام، بحسب الصحيفة.

ووصفت الصحيفة البريطانية النظرية بأنها «سودوايةٌ للغاية»؛ لأنها تتَّهم عددًا من أكثر رجال العالم نفوذًا بارتكاب مجموعةٍ من أبشع الجرائم. ولا تزال مُحافظةً على قدرٍ كبيرٍ من غموضها.

ما هو «كيو»؟
تقول صحيفة «الإندبندنت» إن «كيو» هو كيانٌ مجهول، لا يعلم أحد من هُم، أو لماذا ينشرون أفكارهم وماهية عملهم. لكن المعروف عنهم ضمن أمور أخرى هو أنهم من مُستخدمي موقع «4شان»، ويستخدمون ذلك المنتدى لنشر الكثير من الرسائل المُشفَّرة التي تُشير إلى نظرية المؤامرة الكبرى التي أصبحت تُعرَف باسم «QAnon».

وذكرت أن منشوراتهم تبدو أحيانًا أشبه بالألغاز التي تُقدِّم تلميحاتٍ وتُشجِّع القُرَّاء على المشاركة. لكن هناك منشورات أخرى تكون أكثر وضوحًا في مزاعمها بشأن أشخاصٍ بعينهم. ورجَّحت الصحيفة كذلك أنهم مجموعةٌ من الأشخاص، إذ يُشيرون لأنفسهم بصيغة الجماعة في محاولةٍ للظهور بمظهر المجموعة وليس الفرد.

ويبدو أيضًا أن الاسم يُشير إلى حقيقة أن صاحبه يزعم حيازته لتصريح «Q»، وهو تصنيفٌ داخل وزارة الطاقة الأمريكية يسمح لحامله بالوصول إلى الوثائق السرية، بحسب الصحيفة.

وفي الوقت الحالي، لا تزال الهوية أو الهويات المسؤولة عن نظرية المؤامرة تلك مُحافظة على سريتها، ومن المحتمل أن تظل كذلك مُستقبلًا وفقًا للصحيفة، التي أشارت إلى استحالة التكهُّن بحقيقة امتلاك الأشخاص المسؤولين عن النظرية لأي خبرةٍ سياسيةٍ عملية، رغم التركيز أحيانًا على قضايا بعينها، مثل البيروقراطية في الحكومة الأمريكية، ومحاولات إحباط دونالد ترامب.

ماذا يزعمون؟

وبحسب «الإندبندنت»، تميل تلك المنشورات إلى التركيز على الرئيس وما يحدث حوله. وتوقعت أن يكون ذلك الكيان «كيو» من مُؤيِّدي ترامب، مُرجعة ذلك إلى أن شكوى كثير من المنشورات من أن «الدولة العميقة» تُفسِد عمله.

لكن ذلك الكيان نجح في نشر نظرية مُؤامرة كُبرى تورَّطت فيها أسماءٌ مثل هيلاري كلينتون، وروبرت مولر، المسؤول عن التحقيق في التدخلات الروسية في الانتخابات.
وتستقي النظرية بعض الوقائع من نظريات المُؤامرة الأخرى، مثل نظرية المؤامرة «بيتزاجيت»، التي اتَّهمت سلسلةً من الشخصيات الاعتبارية بإدارة حلقةٍ للتحرُّش الجنسي بالأطفال، فضلًا عن المزاعم الكاذبة المُتداولة عن وفاة سيث ريتش منذ وقتٍ طويل، وتُضيف إليها أيضًا.

ونشر الكيان أن روبرت مولر، المُحقِّق الخاص، لا يُحقِّق في تورُّط ترامب مُطلقًا، بل يُحقِّق واقعيًّا في شأن هيلاري كلينتون، وجون بودستا، وباراك أوباما. وتشمل النظريات الأخرى عددًا من الشخصيات المألوفة في عالم نظريات المؤامرة، مثل الماسونيين والمتنورين، في حين تتطرق بعض النظريات للسفينة تيتانيك، والمُتحرِّشين الجنسيين بالأطفال في هوليوود، واحتمالية أن هوما عابدين نائبة هيلاري السابقة كانت ترتدي طوق مراقبةٍ على كاحلها. وتشمل المناقشات أيضًا فورد كوبولا، صانع الأفلام، وعائلة روتشيلد والشيطان.

وذكرت الصحيفة أن منشورات «كيو» تأتي أحيانًا في صورةٍ مُشفَّرةٍ تزيد جنون القُرَّاء في حل الألغاز، مثل:

—27-1—yes—USA94-2

 

—27-1—yes—USA58-A

 

—27-1—yes—USA04

 

—Conf—BECZ—y056-(3)—y

 

The—Castle—Runs—RED—yes

من أين بدأت النظرية وأين وصلت؟

بدأت النظرية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017، بحسب صحيفة «الإندبندنت»، حين ظهر منشورٌ مشؤومٌ على موقع«4شان» تحت عنوان «Calm Before the Storm» أي «الهدوء الذي يسبق العاصفة»، وحمل ناشره اسم «Q Clearance Patriot» التي تعني «وطني يحمل تصريح Q».

ووفقًا للصحيفة، فقد نمت النظرية وترعرعت وتحوَّلت إلى نظريةٍ رائجة، وأيَّدها العديد من المشاهير، فضلًا عن ظهور عددٍ من مُؤيِّديها على أرض الواقع في تجمُّعات ترامب. ويبدو أيضًا أن النظرية بدأت تنتشر على المنصات التقليدية أيضًا. إذ بدا لوهلةٍ هذا الأسبوع أن البحث عن توم هانكس على يوتيوب يُظهِرُ مزاعم كاذبةً بأنه من المُتحرِّشين جنسيًّا بالأطفال، وهي المزاعم التي تُروِّج لها نظرية «كيو».

ويُتابع عشرات الآلاف حسابات تويتر، ومنتديات ريديت الفرعية المُخصَّصة لتلك النظرية، بحسب الصحيفة. ولا شك أن عددًا أكبر بكثير يعرفون بأمرها.

هل يُصدِّق الناس النظرية؟

ترى «الإندبندنت» أن الإجابة عن هذا السؤال هي نعم، باختصار. وربما لا يُصدق كثيرون النظرية، لكن من يُصدِّقون مزاعمها يُؤمنون بها إيمانًا شديدًا.


ويشمل أتباع النظرية عددًا من المشاهير أيضًا، بحسب الصحيفة التي تُرجِّح أن إلغاء برنامج روزان بار كان بسبب أفكارها التي بدأت بنظرية «كيو». إذ كتبت روزان تغريداتٍ عن كيان «كيو»، وأعادت نشر تغريداتٍ من صفحة «QAnon».

ونشرت التغريدة التالية: «من هم كيو؟» في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017، وأشارت التقارير إلى أنها طلبت من الكيان المروج للنظرية مُراسلتها على البريد الخاص. ونشرت روزان كذلك تغريدةً عنصريةً عن فاليري جارت، مُستشارة البيت الأبيض السابقة التي تطرَّقت إليها بعض نظريات مؤامرة «كيو»، في مايو (أيار)؛ مما دفع شبكة «إيه بي سي» الأمريكية إلى إلغاء برنامجها التلفزيوني الناجح.

ما مدى أهمية الأمر؟

ترى صحيفة «الإندبندنت» أن مزاعم هذه النظرية خطيرةً ومُدمِّرةً دون أدنى شك، رغم وجود الكثير من الاتهامات الخطيرة والمدمِّرة المنتشرة على الإنترنت، التي يَمُرُّ الكثير منها دون مُلاحظته.

وأرجعت «الإندبندنت» خطورة النظرية لعدَّة أسباب: أولها أن المزاعم المُدمِّرة التي تدَّعيها تنتشر بين عددٍ كبيرٍ من الناس الذين لا يُدرك الكثير منهم أنها مزاعم كاذبة. وثانيًا لأنها تحمل العديد من أوجه الشبه بمؤامرة «بيتزاجيت»، التي انتهت بعُنفٍ حقيقي دفع شخصًا إلى دخول مطعم بيتزا وهو يحمل سلاحه.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي