الحزب الديمقراطي.. بين أزمة المرشح الواحد وابتسامة ترامب العريضة

2019-11-04

تتخذ المنافسة على ترشيح الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة أنماط سلوك العلامة التجارية الترامبية. هذا هو تشخيص المواجهة التلفزيونية الأخيرة بين المرشحين. وإذا استمرت هذه الظاهرة، فقد يعيد ملايين الأمريكيين حساباتهم ويتوصلون إلى الاستنتاج بأنه من الأفضل التمسك بالأصل في البيت الأبيض والتخلي عن المقلد.

يتجادل الديمقراطيون مع أنفسهم حتى الجنون. فالمواجهات التلفزيونية مناسبات إعلامية تجتذب نسبة مشاهدة عالية. ولكن عندما يجلس رئيس عديم الكوابح في البيت الأبيض، ويحتقر كل نظام وكل عرف، ويهين كل سياسي خصم في الساحة، فإن هذه الجدالات تعد ترفاً لا يمكن للحزب أن يسمح لنفسه بها، فهي مقدمة فشل انتخابات 2020.

المشكلة في المنافسة الديمقراطية هي أن معظم المرشحين سياسيون محليون وغير معروفين، مستوى حججهم لا يعلو الجدالات العادية الجارية في كل صالون بأمريكا. وهذا يعطي الانطباع بأن هؤلاء السياسيين يفهمون بأن ليس لهم أي احتمال في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، ولكنهم لا يأبهون، إذ إنهم يستمتعون في هذه الأثناء بالكشف وينالون التصفيق من مؤيديهم في دوائرهم الانتخابية.

المشكلة الأكبر من ذلك هي أن المرشحين الجديين والنوعيين القلائل من الديمقراطيين هم الضحايا، كيس الضربات، لهذا الحوار. فهم يشكلون هدفاً للتهجمات الشخصية والإهانات. وأبرزهم جو بايدن، نائب الرئيس السابق، الذي تصدر على مدى أسابيع الاستطلاعات بصفته المرشح المفضل للحزب بأن يقف على رأس المعسكر وكمن يمكنه أن ينتصر على دونالد ترامب. كلما تحسنت مكانته في الاستطلاعات، تعاظم الموقف المسيء تجاهه من جانب رفاقه المتنافسين الديمقراطيين. وذكر اسمه في قضية أوكرانيا غيت، حتى وإن كان كطرف بريء من كل ذنب، أضر به. فلا يزال بايدن يحظى بالشعبية، ولكنه أضاع الصدارة في الاستطلاعات لصالح اليزابيت وورن. أما هي فتتعرض في هذه الأثناء للنار والإهانة من جانب رفاقها.

في خطابات حماسية وتصريحات متطرفة، يصف بارني ساندرس المنافسة بالترامبية. السناتور اليهودي، الذي أدخل منذ وقت غير بعيد إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية، يسوق عروضاً في مواضيع اجتماعية تعريفها اشتراكية. وعلى حد قول بعض الخبراء، فإن المبادرات والأهداف التي يعد بها في خطاباته غير قابلة للتنفيذ، ببساطة لأنه لا يوجد ما يكفي من المال من أجلها. يعرف ساندرس جيداً بأن لا أمل له في أن ينال الترشيح الديمقراطي للرئاسة، ولكنه ببساطة يستمتع، ويحب تصفيق جمهوره الشاب.

بقيت سنة على الانتخابات للرئاسة، وبقيت ثلاثة أشهر على الانتخابات التمهيدية الديمقراطية. إذا كانت قيادة الحزب محبة للانتصار، فإنها ملزمة بأن تقيد عدد المشاركين في المواجهات التالية. يمكن الاكتفاء ببايدن ضد وورن، وهما متنافسان باعثان على الاحترام وذوا تجربة في الخدمة العامة يختصان في المشاكل التي تهم الأمريكيين.

من جهة، يتصدر الحزب الديمقراطي إجراء العزل ضد ترامب. ومن جهة أخرى، يسمح لمجموعة متنافسين عديمي الكاريزما أن يعدوا بأربع سنوات أخرى للرئيس الحالي. الديمقراطيون ملزمون بأن يصطفوا حول مرشح واحد، أو مرشحة واحدة، كي يكونوا جاهزين منذ الآن للمعركة على البيت الأبيض.

بقلم: شلومو شمير

معاريف 4/11/2019







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي