تحدي عالمي – مسؤولية مشتركة

المجلس الامريكي لحقوق الانسان يناقش ظاهرة الاتجار بالبشر

2019-10-20

ديربورن – الأمة برس – إستبرق العزاوي – تصوير قاسم ماضي - اختار المجلس الامريكي لحقوق الانسان هذه المرة الخوض في جرائم الاتجار بالبشر عبر الفعالية التي نظمها والتي حملت شعار(تحدي عالمي- مسؤولية مشتركة ) وذلك على قاعة نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي في مدينة ديربورن بولاية ميتشغان الأمريكية وحضر الفعالية جمهور غفير من مختلف الاوساط الحكومية الرسمية وممثلي الجهات غير الحكومية كمنظمات المجتمع المدني وشخصيات دينية وناشطين وإعلاميين وممثلي المؤسسات الامنية في ميشيغن وضيوف من مؤسسة الشرطة الكندية .
وقد أفتتحت الندوة بكلمة ترحيب للنائب عن ولاية ميشيغن ايزيك روبنسون ثم قام بتقديم دينس موريس مقدمة فقرات الندوة و التي أثنت على إبن الجالية الناشط الحقوقي عماد حمد رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الامريكي لحقوق الانسان الذي تحدث عن موضوع الاتجار بالبشر موضحاً أنها أصبحت من التحديات الحقيقية التي تواجه المجتمعات الانسانية في كل مكان داعيا ً الى تفعيل دور مختلف الجهات المعنية للتصدي لها ، كما شارك في الحديث الناشط د. صالح مصلح رئيس المجلس الامريكي لحقوق الانسان الذي أشاد بالجهود المبذولة لمعالجة قضية الاتجار بالبشر مختتماً حديثه بالدعوة الى الصلاة من أجل السلام لتفادي بروز مثل هذه الظاهرة ، كما شارك الناشط الشاب بشار كشكوش بكلمة كاشفاً النقاب عن العديد من ملفات إنتهاكات حقوق الانسان حول العالم وآخرها التظاهرات التي إنطلقت في (هونغ كونغ) وتم قمعها من قبل السلطات الصينية ، كما تحدث عن حالات الاتجار بالبشر والتي غالبا ما يكون ضحاياها من الاطفال والنساء من الفتيات الصغيرات وقال لا يوجد حل سحري ولكن لابد من المضي في برنامج لمكافحة الظاهرة التي تمثل إحدى الجرائم ضد الانسانية.


( للفنانة شيرين لوف جونز ) تصدح بالنشيد الوطني وسط تفاعل الجمهور
وشاركت الفنانة شيرين لوف جونز ضمن برنامج الندوة عبر تأدية النشيد الوطني بصوتها وبدون آلالات موسيقية ، الى ذلك ألقت أبريل نيكول روسو كلمة شكرت خلالها المنظمين لهذه الندوة مؤكدة أن ظاهرة الاتجار بالبشر لابد من تعريفها للمجتمع بهدف توعية الناس بها كي لا يقعوا ضحايا لها مشددة على ضرورة الوقوف معا ً مؤسسات وأفراد لمجابهة هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت منتشرة في كل بقاع العالم ولكن بنسب متفاوتة لانها تعد من مصادر الدخل الكبير لعصابات الاتجار بالبشر حول العالم وقدمت نيكول عددا ً من الارقام والاحصاءات الخاصة بجرائم الاتجاربالبشر على نطاق الولايات المتحدة ودعت الى تحقيق ما يسمى بالامن الاجتماعي لدى الاسرة لحمايتها من التعرض لتلك الجرائم ، من خلال تعزيز أواصر المحبة والتفاهم والابتعاد عن العنف الجسدي والجنسي .



مؤسسة الحياة ( لايف ) مسيرة مشرفة في مضمار العمل الانساني والحماية من جرائم الاتجار بالبشر .

وشاركت مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية بكلمة لمديرها التنفيذي د. هاني صقر الذي رحب بالحضور مقدما ً شرحا ً لأبرز البرامج التي قامت منظمة الحياة بتنفيذها في بقاع مختلفة من العالم منها منطقة الشرق الاوسط وأفريقيا ومناطق في الهند وباكستان وعدد من الدول العربية مبينا ً أن المنظمة إتبعت إستراتيجية لمواجهة هذه الآفة التي غالبا ً من تظهر في البقاع التي تشهد حروبا ً ونزاعات وصراعات يكون ضحيتها المواطنون المدنيون الذين يتعرضون لابتزاز عصابات الاتجار بالبشر ولا سيما الاطفال والفتيات الصغيرات إشتمل الشرح على إستعراض صور تظهر نشاط منظمة الحياة وبرنامج العمل الذي قامت بتنفيذه والذي يقوم على خطوات منطقية توفير خلق واقع حياتي مقبول من خلال تأمين المساعدات للفئة المحتاجة كاللاجئين والنازحين ، توفير الماء وشبكة الصرف الصحي ، ومعالجة الوضع الطارئ وإطلاق ما يسمى بمشروع الحياة عبر ضخ المساعدات تبني تطبيق فكرة كفالة اليتامى وأظهرت الصور الجهود المبذولة في إطار نجدة الاماكن المنكوبة ومعالجة ظاهرة الاتجار بالبشر وتعد منظمة الحياة للإغاثة والتنمية من المنظمات السباقة في العمل الخيري والانساني ولها بصمات مؤثرة ومتميزة في بقاع عديدة من العالم ولها من الخبرة الطويلة في هذا الميدان وتعد المنظمة المذكورة أحد مصادر الاستشارة لمنظمة الامم المتحدة .



قوى الامن شريكة في التصدي لظاهرة الاتجار بالبشر 
كما ألقت من دائرة الامن الداخلي والهجرة فالسي سيلي كلمة شكرت خلالها الناشط الحقوقي والمدير التنفيذي للمجلس الامريكي لحقوق الانسان على إهتمام المجلس بمثل هذه الظواهر الخطيرة وأوضحت بأن الدوائر الامنية لا تنسق في عملها للتصدي للظاهرة مع الاطراف المحلية بل أطراف دولية أيضا ً نظرا ً لتشابك خيوط المتعاطين بها الذي يجنون منها مليارات من الدولارات حول العالم ، وأجملت في شرحها أرقاما ً وإحصاءات تظهر مدى تنامي هذه الظاهرة الخطيرة على المستوى المحلي في مقاطعة (وين) وبعض مدنها .


كما تحدثت من مديرية شرطة ديترويت أمبر روبنسون عن تلك الظاهرة منطلقة من بعدها التاريخي الذي يمتد منذ أكثر من 50 سنة الى راهننا المعاصر الذي شهد إرتفاعا كبيرا ً بمعدلات جرائم الاتجار بالبشر والتي تُجمع التقارير على أن ثلثي ضحاياها من الاطفال والنساء وقد رافق شرحها عرض حزمة من الصور التي تحتوي على الرؤية العلمية والعملية لمؤسستها التي تقوم على إطلاق برامج التعليم والتدريب والتطبيق وتوعية أبناء المجتمع وأكدت أن مهمة دائرتها الامنية هي إكتشاف جرائم الاتجار بالبشر وتعقب المجرمين كما كشفت بأن الاعلام شريك في معركة التصدي لظاهرة الاتجار بالبشر من خلال عرضها لتقرير مراسلة ( فوكس نيوز ) جيسسكا دنباك وأختتمت أمبر روبنسون كلمتها بأن فريق عملها الذي يسمى فريق الاحلام على أهبة الاستعداد من النواحي الفنية والعلمية للتصدي لأي جريمة للاتجار بالبشر وذكرت بأن لهذا الفريق موقع ألكتروني ورقم هاتف وعنوان ألكتروني لخدمة من يتعرضون لهذه الجرائم .


كالي فالن فرانكلين ضحية تتحدث عن تجربتها مع جريمة الاتجار بالبشر
وأختتم برنامج الحديث بكلمة مؤثرة للكاتبة والناشطة والمدربة القادمة من كندا كالي فالن فرانكلين التي تعد المتحدثة الرئيسية لهذه الندوة حيث تحدثت عن الاتجار بالبشر على نطاق بلدها كندا موضحة بأن 98 بالمئة من ضحاياها فتيات كنديات غير مهاجرات وأن الظاهرة في تنام كبير كما تحدثت عن واقع هذا النوع من الجرائم في مناطق مختلفة من العالم منها شرق أوربا ، جنوب أفريقيا وعرضت فرنكلين العديد من الملفات المهمة التي تندرج في إطار جرائم الاتجار بالبشر داعية الى إعطاء هذه الظاهرة الخطيرة الاولوية من قبل الحكومات والافراد والتوعية بها وبإنعكاساتها وتداعياتها الخطيرة وشددت على أن التوعية يجب أن تكون منذ سن الطفولة من خلال إبعاد الاطفال عن اجهزة الهواتف الذكية كي لا يكون الاطفال هدفا ً سهلا ً للمتاجرين بالبشر الى جانب تعزيز العمل التوعوي في المدارس والبيوت بين العائلات و أكدت على ضرورة تقوية عرى التواصل الاسري وقيم المودة والتعاون بين أفراد الاسرة كي لا يكون أحد أفرادها عرضة لهذه الجرائم حينما يعيش العزلة والتخبط من خلال الابتعاد عن محيطه الاسري .



وأوضحت فرانكلين في ختام كلمتها أنها كانت يوما ً ضحية لظاهرة الاتجار بالبشر وعندما إنعتقت من هذا الواقع بدأت حياة جديدة وقررت أن تخدم المجتمع من خلال كتاباتها وبرامجها التعليمية والتدريبية لغرض حماية أفراد المجتمع من هذه الجرائم وشددت على ضرورة حماية المراهقين واليافعين من حيتان المتاجرين بالبشر.

وقد شهد ختام الندوة تكريم كوكبة من الضيوف القادمين من كندا من قبل بعض المؤسسات الامريكية منها بعض مجالس بلديات مدن ولاية ميشيغن كديربورن وديترويت وويست لاند ، والكونغرس ، كما تم تكريم الناشطة والكاتبة والضيفة الرئيسية لتلك الندوة كالي تالن فرانكلين من قبل تلك المؤسسات ومن قبل عدد من أعضاء الكونغرس الامريكي ونواب ولاية ميشيغن.

وتم توزيع دروع التكريم من قبل النائب عن ولاية ميشيغن إيزيك روبنسون الذي أضفى جوا من الدعابة على منصة التكريم كما ساهم في التوزيع نائب الرئيس التنفيذي للمجلس الامريكي لحقوق الانسان الناشط نبيل أشرف ، بعدها تناول الحضور الطعام بعد إلتقاط الصور التذكارية .







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي