بينهن امرأتان ترتديان الحجاب

حكاية منع 3 أسر مسلمة تضم 8 أطفال من الصعود على متن عبَّارة للتنزه في نيويورك

2019-10-19

قيل للعائلات إنه من المسموح لهم بالصعود؛ لكنهم ألغوا خططتهم وعادوا إلى منزلهم ببروكلينمُنعت ثلاث أسر مسلمة من الصعود على متن عبَّارة في مدينة نيويورك بعد إخبارهم بأنهم يمثلون «مشكلةً أمنيةً»، وفقاً لشكوى تمييز قُدّمت إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة لحكومة مدينة نيويورك لحقوق الإنسان هذا الأسبوع.

حسب تقرير شبكة CNN الأمريكية، قدّم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الشكوى نيابة عن أفراد العائلات الثلاثة، ومن بينهم ثمانية أطفال، ضد شركة HNY Ferry المحدودة، ومؤسسة التنمية الاقتصادية لمدينة نيويورك، ومدينة نيويورك، واثنين من الموظفين أشير إليهما باسمَي: جون دو 1 وجين دي 2.

وتهدف الشكوى إلى تطبيق إجراءات عقابية، وتقديم اعتذار رسمي، وتعويض عن الأضرار الناجمة عن «الإهانة والإحراج والألم العاطفي الشديد»، مدَّعيةً أن قرار عدم السماح بالصعود إلى العبّارة كان أساسه التمييز، وأن المخاوف الأمنية كانت «تبريراً كاذباً بعد هذا الفعل».

نزهة ليوم وتغيير في الخطط
بحسب الشكوى، كان من المفترض أن يكون يوم 21 سبتمبر/أيلول يوماً تستمتع فيه ثلاث نساء وأطفالهن، الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين و14 سنة، قبل أن تعود إحدى هذه العائلات إلى باكستان لفترة طويلة. وأضافت الشكوى أن اثنتين من النساء كانتا ترتديان الحجاب.

وذكرت الشكوى أن الخطة كانت تقتضي زيارة جزيرة Governor’s Island؛ لكن بعد استقلال العبَّارة الأولى من منزلهن في بروكلين إلى وول ستريت، أدركن أن الوقت قد تأخر وغيَّرن خططهن للذهاب إلى حديقة Pier 6 ببروكلين بدلاً من ذلك. وبدلاً من الوقوف في الطابور بأطفالهن الصغار وعربة الأطفال المزدوجة، حصلت النسوة على إذن بالانتظار جانباً ليكُنّ آخر الصاعدين.

وعند عودتهن مرة أخرى، زعمن أن اثنين من موظفي العبَّارة قالا لهن إن الأمن أخبرهما بألا يسمحا لهن بالصعود. لكن عند اصطحابهما العائلات إلى أفراد الأمن، بدا الشرطي «مرتبكاً ولا يعرف لماذا ألقت جين وجون دو 1 اللوم على الأمن».

وقالت العائلات إن العبَّارة غادرت من دونهم.

وفيما كانوا يناقشون الموقف، زُعم أن موظفة أخرى من شركة HNY Ferry رفعت صوتها، وأخبرت العائلات بأنهم غير مسموح لهم بالصعود على العبَّارة المتجهة إلى Pier 6، لأن الأطفال كانوا يقفون على مقاعد العبّارة خلال رحلتهم الأخيرة. لكن حينما رجعوا إلى محطة انطلاقهم في سابق الأمر، قال أحد أعضاء الطاقم تحدثت إليه العائلات، إنه لا يتذكر تصرُّف الأطفال بطريقة غير ملائمة، وفقاً للشكوى.

وذكرت العائلات أنها «تعتقد أن ذلك كان ذريعة زائفة تلت الفعل، في محاولة لتبرير السلوك المجيبين التمييزي ورفض تقديم الخدمات».

وقد حاولت شبكة CNN الأمريكية التواصل مع شركة HNY Ferry للحصول على تعليقها؛ لكنها لم تتلقَّ أي رد.

يُذكر أن مشغل العبَّارة هي شركة تدعى Hornblower، ولم تتمكن CNN من الوصول إليها للحصول على تعليقها.

أما مؤسسة التنمية الاقتصادية لمدينة نيويورك ومكتب العمدة، فقالا إن المدينة ستُحقق في الواقعة.

وقال متحدث رسمي باسم مؤسسة التنمية الاقتصادية لمدينة نيويورك: «لا مكان للتمييز في مدينتنا. ستحقق المدينة في هذه الادعاءات، وإن ثبت أنها حقيقية، فسنتخذ إجراءات سريعة ومناسِبة لمحاسبة المسؤولين».

وعلى حسابه بموقع تويتر، غرَّد بيل دي بلازيو، عمدة نيويورك: «يعد التمييز في أي مكان إهانة لأهل نيويورك جميعاً. سيحقق فريقي في هذا. لا مكان للتعصب في هذه المدينة، سوف نواجه الأمر ونحاسب المتورطين».

معاناة شرح الواقعة للأطفال
تقول الشكوى إن هؤلاء النساء وأطفالهن شعروا بـ «الإحراج والإهانة»، مضيفةً أن الركاب كانوا ينظرون إليهم فيما كانوا يُمنعون من الصعود على متن العبّارة.

وكان كثير من الأولاد يبكون ومرتبكين من عدم السماح لهم بالصعود إلى العبَّارة. وقالت الشكوى إن أهل الأطفال عانوا لكي يشرحوا للأطفال سبب معاملتهم بهذه الطريقة.

يقول أحمد محمد، محامي مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية: «إذا نظرنا إلى الوقائع كاملةً، فسنجد أن الموظفين انتقلوا من وصم تلك العائلات وإخبارهم بأنهم كانوا مشكلة أمنية إلى إخبارهم بأن الأطفال كانوا يقفون على المقاعد في رحلة سابقة على متن العبَّارة». لقد تغيرت القصة «لتبرير التعامل بطريقة تنطوي على تمييز».

بعد الانتظار ساعتين، قيل للعائلات إنه من المسموح لهم بالصعود؛ لكنهم ألغوا خططتهم وعادوا إلى منزلهم ببروكلين.

وبعد تقديم شكوى إلى شركة NYC Ferry، قالت العائلات إن الشركة وصفت الواقعة بأنها «سوء فهم»، وعرضت إعادة أجرة استقلال العبّارة إليهم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي