سفر وسياحةتعليمأحداث وتواريخمدن وأماكنحياةابراج

التفاؤل يخفض معدلات النوبات القلبية

2019-10-18

نيويورك- تشير مراجعة حديثة لمجموعة من البحوث إلى أن الأشخاص ذوي النظرة الإيجابية للحياة أقل احتمالا للتعرض للنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، مقارنة بالمتشائمين.

للتحليل، فحص الباحثون بيانات من 15 دراسة مع ما مجموعه 229391 مشاركا تمت متابعتهم على مدى حوالي 14 سنة.

وكشف تقرير نشرته مجلة “جاما نتورك أوبن” أنه خلال ذلك الوقت، كان أكثر الناس تفاؤلا أقل بنسبة 35 بالمئة من الأقل تفاؤلا في إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية وكانوا أقل عرضة للموت لأي سبب بنسبة تبلغ 14 بالمئة.

وقال الأكاديمي آلان روزانسكي، باحث في كلية الطب “ماونت سيناي سكول أو مديسين” بنيويورك، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة “تشير هذه النتائج إلى أن العقليات الإيجابية والسلبية لا تؤثر فقط على نوعية حياة الفرد، بل قد تكون مرتبطة بصحته أيضا”.

وأضاف روزانسكي، في رسالة لرويترز عبر البريد الإلكتروني، أن المتفائلين قد تكون لديهم عادات صحية أفضل تساعدهم على العيش لفترة أطول. وأوضح أنهم قد يأكلون بشكل أفضل ويمارسون الرياضة أكثر ويدخنون أقل من المتشائمين. للمتفائلين مهارات أفضل للتكيّف وإدارة الأوقات الصعبة دون اللجوء إلى سلوكيات غير صحية.

وأشار روزانسكي إلى أن التشاؤم، على النقيض من ذلك، قد يؤثر سلبا على الجسم عن طريق زيادة الالتهاب وجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بخلل في الأيض يمكن أن يقصّر العمر.

وفي الوقت الذي ربطت فيه العديد من الدراسات، التي أجريت على مدى العقود القليلة الماضية، بين اضطرابات التوتر والمزاج وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، فإن النتائج تقدم أدلة جديدة على أن نظرة الناس للحياة قد تؤثر أيضا على صحة القلب.

التشاؤم يؤثر سلبا على الجسم عن طريق زيادة الالتهاب وجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بخلل في الأيض
التشاؤم يؤثر سلبا على الجسم عن طريق زيادة الالتهاب وجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بخلل في الأيض
ويفسر روزانسكي “يرتبط التفاؤل منذ فترة طويلة بتحسين الأداء في المدارس وفي وظائف مثل المبيعات والرياضة والمساعي السياسية والعلاقات الاجتماعية، لكنها أيضا مسألة صحية مهمة لم تتم دراستها جيدا حتى الآن”.

لقد ركزت عشر دراسات في التحليل الحالي على العلاقة بين التفاؤل وأحداث مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، في حين تناولت تسع دراسات الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.

ولتقييم ما إذا كان المشاركون متفائلين، استخدمت العديد من الدراسات ما يعرف باسم اختبار التوجه الحياتي الذي يطلب من الناس الإجابة فيه عن ستة أسئلة تتعلق بأفكارهم حول المستقبل.

من بين الأسئلة الأخرى التركيز على ما إذا كان الناس يتوقعون الأفضل في الأوقات التي تكون فيها الأمور ملتبسة أو ما إذا كان الناس يتوقعون أن تسير الأمور في طريقهم.

في تحليلهم، أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل الخطر لأمراض القلب والوفاة المبكرة مثل الاكتئاب والخمول، والتي يمكن أن تؤثر على احتمال الإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية.

وتجدر الإشارة إلى أن أحد قيود الدراسة هو أن الدراسات الأصغر في التحليل شملت مجموعة واسعة من الأعمار؛ من المراهقين إلى البالغين الأكبر سنا.

وقال الأخصائي في علم النفس جيف هوفمان، مدير برنامج أبحاث الطب النفسي القلبي في ماساتشوستس بالمستشفى العام في بوسطن، في افتتاحية مصاحبة للدراسة، إنه من غير الواضح أيضا ما إذا كان التفاؤل سمة يمكن للناس تغييرها لتحسين صحة القلب لديهم أو ما إذا كان ضمن الأشياء التي يولدون بها ولا يمكن تغييرها.

وأردف هوفمان عبر البريد الإلكتروني “هناك أدلة متزايدة على أن برامج علم النفس الإيجابي التي تساعد الناس على تنمية مهاراتهم في تجربة المشاعر الإيجابية قد تنجح بالفعل”.

وقال هوفمان “هذه البرامج تدرب الناس على تخيل مستقبل أفضل، والتمتع بالأشياء الإيجابية عند حدوثها، واستخدام قوتهم عند مواجهة التحدي”. وختم قائلا “لكننا لا نعرف بعدُ ما إذا كان ذلك سيمنع الإصابة بأمراض القلب”.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي