نسب الطلاق ترتفع بين العرب الأمريكيين

2019-09-19

ديترويت – (خاص) من عماد هادي

 

طفت على السطح في السنوات الأخيرة مشكلة ارتفاع نسب الطلاق إلى مستويات قياسية في أوساط العائلات العربية في الولايات المتحدة الأمريكية مقارنة بالأعوام التي سبقتها على الرغم من تزايد أعداد المراكز الإسلامية في مختلف الولايات الأمريكية.

وتعتبر مشاكل الطلاق أحدى أهم المشاكل الاجتماعية التي تواجهها الأسرة العربية في الولايات المتحدة بعد اللغة، ويبذل كثير من المصلحين الاجتماعيين ورجال الدين العرب جهوداً مضنية لتلافي الارتفاع المضطرد لهذه الظاهرة التي تفاقمت بفعل اختلاف اللغة والثقافة لدى الزوجين بشكل رئيسي.

وفي أغلب الزيجات تكون الفتاة مولودة في الولايات المتحدة بينما يأتي الشاب من بلد عربي ومن ثقافة محافظة شيئاً ما، على عكس البيئة المنفتحة التي عاشتها الفتاة وترعرعت في كنفها منذ نعومة أظفارها فيؤدي ذلك إلى نوع من عدم الانسجام والتنافر وتكون نهايته الطلاق في كثير من الحالات.
وتصل نسبة الطلاق بين عرب ومسلمي أمريكا الشمالية حسب دراسة أجراها الباحث العربي الأمريكي الدكتور إلياس بايونس، إلى 31% وهي نسبة كبيرة مقارنة بما هو حاصل في البدان العربية.

الشيخ عبدالرزاق السيد إمام مسجد ”معاذ بن جبل“ في مدينة ديترويت أكد أن أثر التمدن والانفتاح الغير منضبط على ثقافة وعادات الأسرة الأمريكية ساهم بشكل كبير في ارتفاع نسب الطلاق بين عرب أمريكا“.

وأضاف السيد في تصريح لشبكة ”إرم“ أن جهل الأسرة العربية بحقوق أبنائها وتدخل أسر الطرفين في حياة الشاب والفتاة المتزوجين حديثاً يدفع إلى تفكك أواصر المحبة ويقلل من فرص استمرار الحياة الزوجية بين الطرفين“.

من جانبه قال صالح المثيل، رئيس منظمة الأيادي النقية للخدمات الإنسانية، وهي منظمة اجتماعية عاملة في أوساط الجالية العربية في أمريكا، أن: ”مشكلة حسن الاختيار والتوافق وعدم مراعاة الفوارق الثقافية والنشأة والتربية بين الشاب والفتاة تؤدي في نهاية المطاف إلى فشل كثير من الزيجات“.

وأشار المثيل إلى أن: ”المبالغة في المهور من قبل أولياء أمور الفتيات انعكس على أخلاق بعض الفتيات فتولد لديهن نوعاً من التعالي الأمر الذي جعل الزوج يعيش بين خيارين إما أن يلبي رغبات زوجته المكلفة في توفير وسائل الرفاهية، أو أن يطلقها ويذهب كل ما دفعه سدى بحجة أنها قد جلبته من بلده وأصبح لديه إقامة في الولايات المتحدة“.

ونوه المثيل إلى: ”عدم إدراك الشاب والفتاة للواجبات المنوطة بكل منهما تجاه الآخر، فأحياناً يصر الشاب على أن لا تذهب زوجته للجامعة بينما هي ملتزمة بضوابط الشرع وتؤدي واجباتها تجاهه إلا أن ضعف الوعي لدى بعض الشباب يحول دون ذلك والعكس“.

وقال رجل الدين اللبناني، عمر رجب الكوني الذي قدم إلى الولايات المتحدة في زيار دينية بدعوة من مركز ”السلام الإسلامي“ في مدينة ”ديربورن“ بولاية ”ميتشغان“ إن: ”سبب تفشي ظاهرة الطلاق في أوساط الجالية حسب متابعتي لكثير من الحالات في لبنان وفي أمريكا هو خروج المشاكل إلى العلن، ومشاركتها مع أفراد الأسرة فيحدث تأجيجاً للمشاكل الخاصة بين الزوجين فتتطور حتى تصل إلى الانفصال مع كل أسف“.

وأشار الكوني في تصريح لـ ”إرم“ أن من أهم عوامل الهدم الأسري لا سيما في بلاد الغرب هو: ”الشح والبخل والتضييق على الزوجة والأولاد في الانفاق وكذا غياب وسيلة التهادي في أن يجلب الزوج لزوجته هدية لتحفيز أواصر المحبة، خاصة في هذه البلاد التي تعيش فيها الأسر بشكل عام جفافاً روحيا وتصحراً عاطفياً“.

وتشهد الأوساط العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، حسب موقع شبكة الألوكة، حالة من المناقشات والبحث عن حلول لمعالجة ارتفاع نسب الطلاق بين العرب والمسلمين الأمريكيين على إثر نتائج دراسات أجريت في الأعوام 2011، و2012، و2013م تبين من خلالها أن مشاكل الطلاق في ازدياد مستمر.
وأشار المحللون من العلماء والدارسين الذين أجروا الدراسات كما ذكر موقع شبكة ”الألوكة“ إلى أن الأسباب تكمن في الحياة المادية والفردية المتعلقة بنمط الثقافة الأمريكية، وغياب الفهم لأسس إقامة الأسرة وقيم الزواج وغياب القيم الروحية وسوء العشرة وتدخل الأقارب مما يؤدي إلى الطلاق.

واشارت النتائج إلى أن الطلاق تنعكس تبعاته السلبية على الأبناء بشكل كبير وكذلك على المرأة.

ويفتقر الكثير من المراكز العربية والإسلامية في الولايات المتحدة للإحصائيات والأرقام التي يمكن أن تبين نسب المشاكل الأسرية لكل جالية عربية وإسلامية على حدة، لكي يتسن للباحثين ورجال الدين وضع حلول تحول دون وصولها إلى مستويات أعلى.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي