فيضانات فيتنام تودي بتسعين شخصا وتكبّد البلاد خسائر طائلة

أ ف ب-الامة برس
2025-11-23

صورة من الجو تظهر مواطنين يعبرون مياه الفيضانات على متن قارب في محافظة كنا هوا في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 (ا ف ب)أسفرت أمطار غزيرة وفيضانات شديدة وانهيارات أرضية عن مقتل 90 شخصا على الأقل في فيتنام منذ الأسبوع الماضي، فيما علق آخرون على أسطح المنازل جراء هذه الكوارث التي كبّدت الاقتصاد المحلي خسائر طائلة.

وشهدت مناطق جنوب فيتنام ووسطها هطول أمطار من دون توقف منذ أواخر تشرين الأول/أكتوبر، ما تسبب بفيضانات عدّة أغرقت وُجهات سياحية ومواقع أثرية، وكبّد الاقتصاد المحلي خسائر تُقدّر بمئات ملايين الدولارات.

وغمرت المياه أحياء سكنية بأكملها هذا الأسبوع في مدينة نها ترانغ الساحلية، بينما اجتاحت انزلاقات أتربة قاتلة ممرات مرتفعات محيطة بمدينة دا لات السياحية.

في مقاطعة داك لاك الجبلية المتضررة بشدة، قال المزارع ماخ فان سي البالغ 61 عاما إن مياه الفيضانات تركته وزوجته عالقين لليلتين على سطح منزلهما المصنوع من الصفيح.

وقال لوكالة فرانس برس الأحد "دُمر حيّنا بالكامل. لم يبقَ شيء. كان كل شيء مغطى بالطين".

وأشار سي إلى إن خوفه تبدد عندما صعد مع زوجته سلما إلى سطح منزلهما.

وقال "كنت أظنّ أننا سنموت لأنه لم يكن هناك من مخرج لنا".

وأشارت وزارة البيئة الفيتنامية في بيان إلى أن أكثر من 60 حالة وفاة من أصل 90 سُجلت منذ 16 تشرين الثاني/نوفمبر، حدثت في مقاطعة داك لاك الجبلية بوسط البلاد، حيث غمرت المياه عشرات الآلاف من المنازل.

- "فوضى عارمة" -

في سوق توي هوا بالمقاطعة، انحسرت مياه الفيضانات، لكن فو هو دو البالغة 40 عاما قالت إن بعض القبعات والحقائب والأحذية التي تبيعها لا تزال مغمورة بالمياه أو مغطاة بالطين.

وأوضحت لوكالة فرانس برس "بضاعتي تبدو وكأنها فوضى عارمة. لا أعرف حتى من أين أبدأ".

كانت فو هو دو وبائعون آخرون يعتبرون سابقا أن ارتفاع خمسة سنتيمترات عن الأرض هو مستوى آمن لرفع بضائعهم لتجنيبها أضرار الفيضانات، لكنّ هذه لم تعد الحال.

وقالت دو "طوال هذه السنوات، لم يتجاوز أعلى منسوب للمياه عام 1993 مستوى الكاحلين. أما الآن، فقد تجاوز ارتفاع المياه المتر".

وأضافت "جميع البائعين في حالة ذهول، لست وحدي كذلك".

وأشار بائع الخزفيات نغوين فان ثواي البالغ 60 عاما إلى أكوام البضائع التالفة التي يتعين إزالتها من الممرات بين أكشاك البائعين، واصفا ذلك بأنه "خسارة حقيقية".

وقال "لا أعرف حتى أين أضع كل هذا البضاعة. قد نحتاج إلى تنظيفها لمدة شهر ولن ننتهي منها".

تضرر أكثر من 80 ألف هكتار من الأرز ومحاصيل أخرى في داك لاك وأربع مقاطعات أخرى خلال الأسبوع الماضي، حيث نفق أو جُرف أكثر من 3,2 مليون رأس من المواشي أو الدواجن.

وأفادت "توي تري نيوز"، وهي وسيلة إعلامية حكومية، بأن السلطات استخدمت طوافات لإسقاط المساعدات جوا على أفراد المجتمعات التي انقطعت بها السبل بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية، ونشرت الحكومة عشرات الآلاف من الموظفين لتوصيل الملابس وأقراص تنقية المياه والمعكرونة سريعة التحضير وغيرها من الإمدادات إلى المناطق المتضررة.

وأضافت "توي تري نيوز" نقلا عن مسؤولين أن الفيضانات الشديدة في مقاطعة خانه هوا الساحلية الجنوبية جرفت جسرين معلقين الأسبوع الماضي، ما أدى إلى عزل عدد كبير من الأسر.

وذكرت وزارة البيئة أن مواقع عدة على الطرق السريعة الوطنية ظلت مغلقة الأحد بسبب الفيضانات أو الانهيارات الأرضية، ولا تزال بعض أجزاء السكك الحديدية معطلة.

وقدّرت وزارة البيئة الأحد الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات بـ343 مليون دولار في خمس محافظات.

ولا تزال فرق الانقاذ تعمل على إنقاذ أشخاص عالقين على الأشجار وأسطح المنازل، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية.

وقد أسفرت الكوارث الطبيعية بين كانون الثاني/يناير وتشرين الأول/أكتوبر عن مقتل أو فقدان 279 شخصا في فيتنام، وتسببت بأضرار تجاوزت ملياري دولار، وفق مكتب الإحصاء الوطني.

والدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا عرضة لهطول أمطار غزيرة بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر، ويقول علماء إن الاحترار المناخي الناجم عن النشاط البشري يجعل الظواهر الطبيعية أكثر حدة وأعلى وتيرة.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي