المندائيون… صلاة وتعميد على ضفاف النهرين

خدمة شبكة الأمة برس الإخبارية
2013-03-20

 بغداد - تجتمع عديد العوائل من طائفة الصائبة المندائية على ضفاف نهر دجلة لإحياء عيد الخليفة “البرونايا”، وهو ذكرى خلق وتكوين عوالم النور والأرواح الأثرية الأولى وفيها تفتح بوابات النور وتنزل الملائكة والأرواح الطاهرة ليعم نورها الأرض حسب الاعتقاد المندائي.

 
ويرتدي المندائيون إحياء لهذا الطقس الذي يمتد طيلة خمسة أيام ملابس بيضاء طويلة وفضفاضة ويغطون رؤوسهم بأوشحة من نفس اللون، ويغطسون إلى الخصر في مياه النهر ينتظرون دورهم في التعميد بيد أحد رجال الدين من الطائفة خلال طقس التعميد الذي يسمى”مصبتا” وهو أحد أهم أركان الديانة المندائية.
 
ويتضمن طقس الاحتفال الذي انطلق يوم 16 مارس/آذار الجاري إقامة صلاة الصبح والتعميد في الماء الجاري، كما تنحر الذبائح وتقام الولائم ترحماً على أرواح المتوفين من أبناء الطائفة كما تقدم الصدقات للمحتاجين في هذه المناسبة. 
 
و تسمى هذه الأيام أيضاً “الخمسة أيام البيضاء”، ونظرا لأهميتها وقدسيتها عند المندائيين تفرد لها خصوصية أثناء احتساب التقويم المندائي، فالسنة المندائية تتكون من 360 يوما يضاف إليها أيام البرونايا لتصبح 365 يوماً، وعكس الأيام الباقية فإن المراسيم الدينية يمكن أن تُجرى في الليل أيضاً، كونها أياما بيضاء ومقدسة ولا تحتسب الأيام الخمسة ضمن أيام السنة المندائية حسب الاعتقاد المندائي.
 
وتعد ديانة الصابئة  المندائية أحد الأديان الإبراهيمية، وأتباعها يتبعون أنبياء الله آدم وشيث وإدريس ونوح وسام بن نوح ويحيى بن زكريا، وما زال معتنقوها أحياءً في العراق إلى اليوم، وينظر المندائيون إلى بلاد الرافدين على أنها موطنهم الأصلي ويقدسون مياه نهري دجلة والفرات كما ورد في بعض نصوصهم الدينية. وعاش الصابئة المندائيون خاصة في جنوب العراق، وعرف عنهم مسالمتهم واندماجهم بين العراقيين من بقية الديانات، لكن الحروب والصراعات ساهمت في هجرة أبناء الطائفة، ففي مطلع الثمانينات، بدأت الهجرة الأولى للصابئة المندائيين في البصرة، بسبب الحرب العراقية الإيرانية، وتعرض البصرة للقصف وتحولها إلى ساحة حرب، وبعد انهيار النظام السابق عام 2003، بدأت هجرتهم الثانية، بسبب فقدان الأمن الاجتماعي، وتصاعد 






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي