ترامب يمعن في استغلال الذكاء الاصطناعي للتباهي وتحجيم الخصوم

أ ف ب-الامة برس
2025-11-06 | منذ 4 ساعة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يغادر بعد إلقاء كلمة في منتدى الأعمال الأميركي في مركز كاسيا في ميامي في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 (ا ف ب)واشنطن- كثف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ بداية ولايته الثانية، استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد صور يمجد فيها نفسه ويذمّ خصومه، لتصبح إدارته الأولى في تاريخ البيت الأبيض التي تلجأ للصور المضللة في كثير من الأحيان كاستراتيجية مركزية لمخاطبة الرأي العام.

يستخدم ترامب المعتاد على نظريات المؤامرة والادعاءات الباطلة هذا النوع من المحتوى في منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا في المحطات التي تشهد فيها البلاد توترات.

ففي الشهر الماضي، نشر مقطع فيديو مُعدّلا يظهره برأس متوّج وهو يقود طائرة مقاتلة أُطلق عليها اسم "الملك ترامب" ويُلقي منها البراز على متظاهرين سلميين.

نُشر هذا المقطع تزامنا مع احتجاجات عمّت البلاد تحت شعار "لا للملوك" تنديدا بما اعتبره المشاركون سلوكا استبداديا يعتمده الرئيس الأميركي.

في منشور آخر، صوّر البيت الأبيض ترامب على شاكلة الرجل الخارق "سوبرمان"، في ظل انتشار تكهنات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تدهور في صحته.

وقد أُرفق المنشور بعبارة "رمز الأمل، ترامب سوبرمان".

- "تشويه الحقيقة" -

كما نشر ترامب والبيت الأبيض صورا مُولّدة بالذكاء الاصطناعي تُظهره مرتديا زي البابا، أو يزأر إلى جانب أسد، أو يقود أوركسترا في مركز كينيدي، المجمع الفني المرموق في واشنطن.

خدعت هذه الصور المُفبركة بعض مستخدمي الإنترنت، فيما شكك الكثيرون في التعليقات بصحتها.

من غير الواضح ما إذا كانت هذه الصور من تأليف ترامب نفسه أم موظفيه. ولم يستجب البيت الأبيض لطلب وكالة فرانس برس للتعليق.

تقول نورا بينافيديز، كبيرة مستشاري منظمة "فري برس" غير الحكومية التي تدافع عن حرية المعلومات إن "ترامب ينشر معلومات مضللة على الإنترنت وخارجه لتعزيز صورته ومهاجمة خصومه والتحكم في الخطاب العام".

وتضيف "بالنسبة لشخص مثله، يُعد الذكاء الاصطناعي التوليدي المتفلت من أي ضوابط الأداة المثالية لجذب الانتباه وتشويه الحقيقة".

في أيلول/سبتمبر، أثار الرئيس غضبا بعد نشره فيديو يبدو أنه مُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي وعد فيه كل أميركي بإمكانية الوصول إلى مستشفيات "ميد بيد" Medbed (أسرّة طبية) تُنسب إليها قدرات مزعومة على علاج أي شيء.

في الواقع، "ميد بيد" - وهي أسرّة طبية ذات تصميم استشرافي قادرة نظريا على معالجة جميع الأمراض وتجديد شباب الناس - غير موجودة على أرض الواقع. لكن بالنسبة لأصحاب نظريات المؤامرة في أوساط اليمين المتطرف، فهي موجودة لكنها مخصصة حصرا للنخبة.

أظهر فيديو ترامب المزيف - الذي حُذف لاحقا من دون تفسير - ابنة زوجته لارا ترامب وهي تُروّج لإطلاق متخيل من البيت الأبيض لهذا "النظام الصحي الجديد التاريخي".

- "حملة سياسية دائمة" -

تسأل الباحثة المُتخصصة في نظريات المؤامرة نويل كوك "كيف يُمكن إعادة الناس إلى واقع متعارف عليه فيما يُواصل من هم في السلطة التلاعب بهم؟".

يخص ترامب منافسه بالمحتويات الأكثر استفزازا المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، في مسعى منه لتعبئة قاعدته المُحافظة.

في تموز/يوليو، نشر الرئيس الأميركي مقطع فيديو مُولّدا بواسطة الذكاء الاصطناعي يُظهر الرئيس السابق باراك أوباما وهو يُعتقل في المكتب البيضوي، ويظهر خلف القضبان مُرتديا بزة السجن البرتقالية.

لاحقا، نشر مقطع فيديو مُولّدا بالذكاء الاصطناعي يُظهر حكيم جيفريز، زعيم الأقلية في مجلس النواب ذا البشرة السوداء، مع شارب مزيّف وقبعة "سومبريرو".

وقد ندّد جيفريز بالصورة واصفا إياها بالعنصرية.

يقول المدير المشارك لمركز التواصل الاجتماعي بجامعة نيويورك جوشوا تاكر "في حين أنه من المستحسن لرئيس الولايات المتحدة أن يبقى بعيدا عن الجدل وأن يتجنب مشاركة الصور المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، فقد أثبت ترامب مرارا وتكرارا أنه ينظر إلى رئاسته كحملة سياسية دائمة".

يضيف "أرى سلوكه حملة تشويه سمعة أكثر منها محاولة نشطة لإقناع الناس بأن هذه الصور حقيقية".

الثلاثاء، قلّد حاكم كاليفورنيا الديموقراطي غافن نيوسوم استراتيجية ترامب بنشره فيديو مُولّدا بالذكاء الاصطناعي على منصة إكس يسخر فيه من الجمهوريين بعد فوز الديموقراطيين في نيويورك وأماكن أخرى في البلاد.

أظهر المقطع مصارعين في حلبة مصارعة، مع وجوه مركبة لقادة ديموقراطيين وهم يُسقطون خصومهم الجمهوريين، بمن فيهم ترامب. وتباهى نيوسوم بالمنشور قائلا "هكذا يكون إسقاط الخصوم".











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي