مغنو راب يمينيون متطرفون يرسخون حضورهم في البلدان الناطقة بالألمانية

أ ف ب-الامة برس
2025-11-04 | منذ 5 ساعة

صفحة مغني الراب الألماني ماكس دامج على إنستغرام في لندن في 28 تشرين الاول/اكتوبر 2025 (ا ف ب)يرسّخ مغنو الراب اليمينيون المتطرفون مكانتهم على الساحة الموسيقية في البلدان الناطقة بالألمانية، ناشرين خطابا متطرفا ومعلومات مضللة على منصات مثل تيك توك حيث يتحايلون على معايير الاستخدام.

يعتمد هؤلاء الفنانون ذوو التوجهات العنصرية خطابا يوصف بأنه معاد لليهود مستحضرين تحديدا الحرب في غزة. لكنهم في المقابل يعتمدون خطابا لا يقلّ عنصريّة تجاه المسلمين والمهاجرين، وفقا لخبراء.

يدعو مغني الراب MaKss Damage "ماكس دامج" في فيديو له إسرائيل إلى الانسحاب من غزة، لكنه يذهب أبعد من ذلك معتمدا خطابا وُصف بأنه معاد للسامية يعتبر فيه أن الزعيم النازي أدولف هتلر كان محقا في تحذيره من اليهود.

يجري ذلك فيما تشهد ألمانيا تصاعدا في الجرائم ذات الدوافع الأيديولوجية، بما في ذلك الهجمات المعادية للسامية.

يقول ماكس دامج، واسمه الحقيقي يوليان فريتش، في فيديو عبر تيك توك ظهر فيه واضعا وشما يرمز إلى اليمين المتطرف "في الماضي كانت ألمانيا، والآن فلسطين".

يضيف "هذه المرة، يطرح الناس تساؤلات ويشعرون بالاشمئزاز. يسمعون خطاب الرسام العجوز ويفهمون القصة"، في تلميح مبطّن إلى هتلر الذي عُرف بطموحاته في مجال الرسم.

في الأغنية نفسها، يُشير إلى نظرية مؤامرة حول هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة تزعم أن المالك اليهودي لمركز التجارة العالمي بقي في منزله ذلك اليوم لعلمه بالهجوم الوشيك الذي تسبب في انهيار برجي نيويورك ووفاة ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص.

ولم تُجب منصة تيك توك عن أسئلة وكالة فرانس برس حول الإجراءت التي تتبعها لمكافحة خطاب الكراهية، لكنها أغلقت حسابات المغني.

- "الطريق الثالث" -

تصنّف الاستخبارات الداخلية الألمانية يوليان فريتش كعضو في حزب "الطريق الثالث" اليميني المتطرف، علماً أنه شارك في فعاليات مناهضة للفاشية قبل أكثر من عقد، لكنه بات يُشجع معجبيه على وصفه بالنازي، وفق منشور على تيك توك اطلعت عليه وكالة فرانس برس.

على نطاق أوسع، ينتمي هذا المغني ونظراؤه إلى حركة النازيين الجدد المنتشرة على الإنترنت والتي تضمّ أشخاصا يشككون بصحة وقائع تاريخية.

ويمكن لهؤلاء الفنانين، عندما تُحذف موسيقاهم من المنصات الإلكترونية، أن يبيعوها عبر شركة التسجيلات الموسيقية الألمانية "ان دي اس" NDS التي تروج للوسيلة الإعلامية اليمينية المتطرفة "إنفو ديركت" Info-Direkt.

يشير العالم المتخصص في الموسيقى في جامعة ماينز ثورستن هندريكس إلى أن المشهد الموسيقي اليميني المتطرف في ألمانيا أصبح "أكثر تطرفا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة". ووفقا لأجهزة الاستخبارات المحلية، فإن هذا التوجه آخذ في التمدد في ولايات معينة مثل ساكسونيا في ألمانيا الشرقية سابقا.

- تناقض تجاه المسلمين -

يشارك يوليان فريتش أيضا أغنيات عن غزة تعكس بشكل عام تناقضا في مواقف اليمين المتطرف الأوروبي تجاه العالم الإسلامي، على ما يقول الباحث النمسوي المتخصص في التطرف اليميني برنهارد فايدنغر.

يقول الباحث "في بلدانهم، ينتقدون بشدة +الأسلمة+، ويصفون الإسلام بأنه لا يتوافق مع القيم الغربية". لكن عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، "يكشفون عن تعاطف متناقض تقريبا لا سيما تجاه الفلسطينيين" بحجة أنهم "يتعرضون للاضطهاد على يد اليهود والأميركيين على حد سواء".

يحصد مغني راب شهير آخر يسمى إي. مار ويصف نفسه بأنه "وطني"، ما يقرب من مئة ألف استماع شهريا على سبوتيفاي، بأغانٍ تندد بسياسة الهجرة الألمانية التي يقول إنها "تسمح لأي كان بدخول البلاد".

وتجمع أعماله مئات آلاف المشاهدات على تيك توك، ويظهر فيها واضعا قناعا أسود على شكل جمجمة وسترة رياضية بألوان العلم الألماني. ويقول في إحدى أغنياته "نحن مستعدون للحرب، السياسة الحالية تجعلك غريبا في بلدك!".

وأفادت منصة سبوتيفاي وكالة فرانس برس أنها تحظر المحتوى الذي يُروج للعنف المتطرف، لكن هذا المحتوى قد يبقى متاحا على الإنترنت إن "لم يتضمن تحريضا صريحا على العنف أو الكراهية".

كانت منصة البث السويدية العملاقة من بين المنصات التي حظرت فورا في بداية العام الحالي أغنية "هيل هتلر" ("Heil Hitler") للمغني الأميركي كانييه ويست، والتي تُنتقد حاليا على نطاق واسع بسبب مضمونها لكن لا تزال نسخ منها متاحة على الإنترنت.

- "تجنيد المتطرفين" -

لاحظ باحثون أن شبكات النازيين الجدد الألمانية تنتقل إلى تيك توك للاستفادة من ميزة البث المباشر التي تتيح للمستخدمين التفاعل مع الجمهور بشكل فوري.

ويقول الباحث في جامعة مونستر ماركوس بوش إن هذه المناقشات تُوجد بيئة "أكثر خصوصية" ويمكن أن "تتحول إلى شكل من أشكال تجنيد المتطرفين".

حاولت وكالة فرانس برس مشاهدة بعض من جلسات البث المباشر هذه باستخدام حسابات باسم مستعار، لكن منظمي المناقشات صدّوا هذه المحاولات باستمرار بسبب ارتيابهم من الأمر.

يقول المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي في الجامعة العبرية في القدس توم ديفون إن مجتمعات تيك توك هذه "ليست ضخمة لكنها بارعة" وغالبا ما تنتقل من حساب إلى آخر.

يتوقع هؤلاء المستخدمون أن يُحظروا، لكنهم "غالبا ما يعودون إلى المنصة من دون صعوبة"، وفق الخبير في معهد الحوار الاستراتيجي Institute for Strategic Dialogue كياران أوكونور.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي