لوموند: عائلات غزة تواجه مأساة التعرف على جثث أعادتها إسرائيل

2025-10-30 | منذ 4 ساعة

أحد أقارب الضحايا: “كان يحدونا الأمل في اليوم الأول، لكن بعد مشاهدة الجثث عدنا إلى المنزل محطمين من قسوة تلك الصور التي شاهدناها”. (ا ف ب) نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريرا يتحدث عن الواقع المؤلم الذي تصطدم به عائلات غزة عند سعيها لتحديد هوية الجثث الفلسطينية التي أعادتها إسرائيل خلال عملية التبادل الأخيرة .

وقالت الصحيفة في تقرير لماري جو سادر :” تواجه العائلات في قطاع غزة معاناة شديدة الألم أثناء محاولة تحديد هوية جثث الفلسطينيين، إذ تفتقر السلطات المحلية إلى التكنولوجيا الجنائية المتقدمة، ما يجبر الأطباء الشرعيين على الاعتماد على فطنة أفراد العائلات المكلومة الذين يبحثون عن أحبّائهم المفقودين”.

ويسهب التقرير في الحديث عن أسباب تلك الصعوبات فيوضح “أن إسرائيل أعادت مئات الجثث الفلسطينية إلى غزة دون أي بيانات عن هوية أصحابها، مما يجعل التعرف عليها مهمة صعبة للغاية”.

المشهد الإنساني يبدو مأساويا ، إذ تقول “لوموند” إن العائلات تصطف في المستشفيات والمشارح على أمل العثور على أقاربهم، في مشاهد يغلب عليها الحزن واليأس ، وتضطر العائلات إلى الاعتماد على التفاصيل الصغيرة مثل الملابس أو العلامات الجسدية للتعرف على جثث أقاربها… والمشاهد تكون غالبا صادمة: جثث مشوّهة، أو بلا ملامح واضحة، أو محاطة بعلامات تشير إلى الاحتجاز أو التعذيب”.

وعن ذلك يقول أحد أقارب الضحايا: “كان يحدونا الأمل في اليوم الأول، لكن بعد مشاهدة الجثث عدنا إلى المنزل محطمين من قسوة تلك الصور التي شاهدناها”.

شواهد على التعذيب

وتقول الصحيفة إنه على بعض الجثث تظهر آثار جروح أو روابط بلاستيكية حول المعصمين، أو ملابس تشير إلى احتجاز طويل، وهو ما يثير تساؤلات حول ظروف الوفاة.

وتضيف أن معاناة الطاقم الطبي لا تقل عن معاناة العائلات فالأطباء الشرعيون يفتقرون إلى مختبرات حديثة لتحليل الحمض النووي، ويعتمدون على الفحص البصري للمقارنة بين الجثث والمفقودين، كما أن تضرر النظام الصحي والحصار الإسرائيلي المستمر، أثّرا بشكل كبير على القدرة على إجراء الفحوصات الجنائية الدقيقة.

وتشير الصحيفة إلى أن غياب قاعدة بيانات للحمض النووي أو نظام جنائي رقمي متكامل في غزة يجعل الأمر أكثر مأساوية، خصوصاً في ظل انقطاع الكهرباء ونقص الموارد الطبية الأساسية.

وما يزيد في المأساة هو أن الجثث تُدفن أحيانا في مقابر جماعية أو تُوضع لها أرقام فقط، دون تسجيل رسمي، مما يزيد من معاناة العائلات ويجعل مهمة التحقيق الدولي صعبة.

ونظراً لغياب قاعدة بيانات رقمية أو نظام متقدم لتحليل الحمض النووي، يعتمد الأطباء على مقارنة الملابس أو الأغراض الشخصية والعلامات الجسدية المميزة (كالجروح أو الوشم) والملامح البارزة إن بقيت بعد الحرب.

وهذه العملية تضع العائلات في مواجهة مباشرة مع الألم النفسي، إذ يجب عليهم التعرف على أحبائهم وسط صور مؤلمة ومشاهد صادمة.

وذكرت الصحيفة تن هذا هذا الإجراء يأتي في إطار اتفاق الهدنة الذي أُبرم في 10تشرين الأول / أكتوبرالحالي بين إسرائيل وحماس ، وسط دعوات من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى شفافية أكبر وتوفير المساعدة التقنية لتحديد الهويات بشكل رسمي.

وختمت بالقول إن العائلات تطالب بالعدالة وبالحق الأساسي في معرفة مصير أحبائهم وإعادة كرامتهم بعد الموت.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي