
كشف تقرير علمي حديث، نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عن خطر بيئي وصحي جسيم يمثله التوسع الهائل لمراكز البيانات في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تُعد العمود الفقري لتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، بحسب الرجل.
ويُشير التحذير إلى أن هذه المنشآت، التي يبلغ عددها نحو 5000 مركز، تعمل كمولدات تلوث بسبب اعتمادها على مولدات الديزل الاحتياطية.
يُشير باحثون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech)، إلى أن الانبعاثات السامة الناتجة عن هذه المولدات تتسبب في حوالي 1300 وفاة مبكرة سنوياً، وهو رقم يشبه تأثير انبعاثات قطاعات صناعية كاملة.
وتنتشر هذه الملوثات، التي تشمل الجسيمات الدقيقة، عبر ولايات مختلفة، حيث تتركز المراكز بكثافة في مناطق مثل شمال فرجينيا.
وتُستخدم مولدات الديزل لضمان استمرارية عمل مراكز البيانات أثناء انقطاع الكهرباء، لكنها تُطلق جسيمات دقيقة تؤدي إلى مخاطر صحية وخيمة تشمل الربو، السرطان، وأمراض القلب والرئة.
وأوضحت الدراسات أن التلوث الناتج عن مولدات الديزل لا يبقى محصوراً في ولاية فرجينيا، بل ينتقل عبر المقاطعات والولايات المجاورة مثل ماريلاند وويست فيرجينيا وبنسلفانيا ونيويورك.
وحذّرت البروفيسورة فرانشيسكا دومينيشي من جامعة هارفارد من تجاهل هذه الآثار، قائلةً: "يجب أن نبدأ في النظر بجدية إلى آثارها البيئية والصحية على المجتمعات المحيطة بها، وهي قضية غائبة حاليًا عن النقاش العام"، وتُشير التقديرات إلى أن التكاليف الصحية العامة المترتبة على هذه الانبعاثات تتراوح بين 190 و260 مليون دولار سنوياً.
ولا يقتصر الخطر على التلوث الهوائي المباشر، بل يمتد إلى الاستهلاك الهائل للطاقة، ففي عام 2023، استهلكت مراكز البيانات حوالي 4% من إجمالي الكهرباء في الولايات المتحدة، مُولّدة 105 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون، 56% منها جاءت من الوقود الأحفوري.
كما تستهلك مراكز البيانات طاقة تُضاهي استهلاك مدينة صغيرة بأكملها، حيث أشار تقرير سابق إلى أن تدريب نموذج لغوي واحد لشركة "ميتا" يعادل 10,000 رحلة سيارة بين لوس أنجلوس ونيويورك.
بالإضافة إلى أن هناك تأثيراً بيئياً مائياً وحرارياً، وقد أوضح البروفيسور أمين الحبيبة من جامعة نوتنغهام ترنت، أن الحرارة الناتجة عن الخوادم تتطلب تبريداً مستمراً، غالباً باستخدام أنظمة التبريد المفتوحة التي تستهلك كميات ضخمة من المياه.
ويتوقع الباحثون أن يتضاعف الأثر الصحي السلبي لصناعة مراكز البيانات بحلول عام 2030، ليوازي انبعاثات جميع المركبات في ولاية كاليفورنيا.