اختفاء مروج طحالب الكيلب بفعل احترار المحيطات يهدد الأسماك والرخويات

أ ف ب-الامة برس
2025-10-26

نفوق قسم من الطحالب البحرية في فلوريدا في 11 أيلول/سبتمبر 2023 (ا ف ب)تواجه مروج الكيلب، وهي طحالب بنية يمكن أن يصل طولها إلى أمتار، خطرا بفعل احترار المحيطات، ويهدد اختفاؤها بالتسبب بسلسلة من التبعات على النظم البيئية وصيد السمك.

يقول مارسيال مارزلوف عائدا من عملية غوص استمرت عشرين دقيقة في بحر إيرواز غرب فرنسا "رأينا قنافذ بحر، وسمك القدّ الكبير، وسمك البولاك الأصفر الصغير".

يُجري الباحث في البيئة البحرية إلى جانب ثلاثة غواصين آخرين من معهد الأبحاث الفرنسي لاستغلال البحار (إفريمر)، عمليات مسح لمروج الكيلب في أرخبيل مولين الذي يُعدّ أحد أكبر الأرخبيلات في أوروبا.

يغوص سباحون مُجهّزون بشريط قياس، على عمق نحو عشرة أمتار لقياس حجم الطحالب.

يقول مارشال لوران، المتخصص في علم البيئة السمكية والمسؤول عن عمليات المسح "شهدنا موجات نفوق كبيرة نسبيا هنا. الهدف هو مراقبة مدى سرعة عودة هذه الطحالب إلى حالتها الطبيعية".

في بعض المناطق، اختفت آلاف الأطنان من الطحالب، كما حصل عام 2023، في ظاهرة لا يزال العلماء يحاولون فهم كامل أسبابها. ويشير لوران إلى أن تغير ظروف البيئة قد يفسر هذه الظاهرة جزئيا، مضيفا أن هذه الطحالب تتحمل حرارة تصل إلى 18 درجة مئوية فقط، وعند تجاوز هذا الحد تدخل في حالة مقاومة للبقاء.

- حالات اختفاء محلية -

في جنوب بريتاني حيث تكون المياه السطحية أكثر حرّا، اختفى نوع لاميناريا هايبربوريا تماما من بعض المواقع، وانخفضت أعداده بشكل كبير في أماكن أخرى.

في أو دو فرانس ونورماندي حيث ترتفع درجة حرارة المياه أيضا في الصيف، أصبح نوع آخر هو لاميناريا ديجيتاتا نادرا، وانقرض في بعض المواقع. في إقليم الباسك (جنوب غرب) وشمال إسبانيا، تتراجع أعداد نوع ثالث هو لاميناريا أوكروليوكا، على الرغم من تكيفه مع المياه الدافئة.

وفي مقال نُشر في مجلة "بلوس وان" عام 2013، توقع علماء انقراض نوع لاميناريا ديجيتاتا محليا على طول السواحل الفرنسية والانكليزية والدنماركية مطلع خمسينات القرن الحادي والعشرين.

يقول دومينيك دافو، الأستاذ الفخري في محطة روسكوف البيولوجية والمشارك في إعداد الدراسة "قد يصبح شمال النروج على المدى البعيد ملجأ لهذا النوع، نظرا إلى انخفاض أعداده في كل مكان".

- مظلة -

تتأثر طحالب الكيلب باحترار المياه وكذلك بارتفاع كميات الأمطار والفيضانات في القارة، مما يُصرّف كميات كبيرة من المياه العكرة في المحيط. وتُشير ساندرين دوريان-كورتيل، الباحثة في علم البيئة القاعية في مختبر تابع لمحطة كونكارنو البحرية الواقعة أيضا في بريتاني، إلى أن "ذلك يُضرّ حتما بنمو الطحالب، التي تحتاج إلى الضوء لعملية التمثيل الضوئي".

يُهدد اختفاء حقول الطحالب بانقراض عدد كبير من الأنواع البحرية التي تعشش أو تضع بيضها أو تتغذى فيها. ويضيف دافو أنّ "طحالب الكيلب أشبه بغابة، تُشكل ما نسميه مظلة تعيش تحتها أنواع كثيرة. وتحجب هذه المظلة قسما من أشعة الشمس، وتخفف أيضا من قوة الأمواج والتيارات"، موضحا أنّ هذه البيئة تُعدّ غنية جدا بالتنوع البيولوجي.

بالإضافة إلى مئات من أنواع الطحالب الصغيرة، تحتضن حقول الكيلب الصدفيات الكبيرة، والكركند، والأخطبوطات، وقنافذ البحر، ونجوم البحر، والسلطعون، والأسماك الصغيرة مثل سمك البولاك الأصفر.

تقول دوريان-كورتيل "عندما يختفي الموئل، تُصبح البيئة فقيرة، ويقول الصيادون إنّ أعداد القشريات أو الأسماك انخفضت بشكل كبير في الاماكن التي اختفت منها مروج الكيلب".

الصيادون هم أول المتضررين. ففي فينيستير الواقعة في أقصى بريتاني، يعتمد نحو ثلاثين قاربا على جمع الأعشاب البحرية في فصلي الربيع والصيف.

ويقول باسكال تريغيه (52 عاما) الذي يعمل في جمع الأعشاب البحرية منذ 14 عاما في لامبول-بلودالميزو "تميل الفصول إلى أن تصبح أقصر"، مضيفا "لم تعد الأعشاب البحرية تنمو كالسابق. لا تزال هناك نباتات، لكنها أقصر بكثير مما كانت عليه".

 

 











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي