ذاكرة حادة بعد الثمانين: ما الذي يجعل بعض الأشخاص متفوقين عقليًا؟

الأمة برس
2025-10-25 | منذ 2 ساعة

ذاكرة حادة بعد الثمانين: ما الذي يجعل بعض الأشخاص متفوقين عقليًا؟ (الرجل)في اكتشاف علمي مثير يغيّر فهمنا للشيخوخة، أظهرت دراسة طويلة الأمد في جامعة نورث وسترن الأمريكية أن مجموعة نادرة من كبار السن، تُعرف باسم «المسنّين الخارقين»، تحتفظ بذاكرة حادة وقدرات إدراكية مذهلة حتى بعد تجاوزهم الثمانين من العمر، متحدّين بذلك التدهور المعرفي الذي يُرافق الشيخوخة عادةً، بحسب الرجل.

قاد الدراسة فريق من علماء الأعصاب وعلم النفس العصبي برئاسة الدكتورة ساندرا وينتراوب، التي قالت إن النتائج كانت "مذهلة للغاية"، مشيرةً إلى أن أدمغة المسنّين الخارقين تُظهر مقاومة فريدة لتراكم اللويحات والتشابكات البروتينية المرتبطة بمرض ألزهايمر، بالإضافة إلى نشاط التهابي منخفض في المادة البيضاء، ما يمنحهم حماية عصبية استثنائية.

خصائص عصبية فريدة لكبار السن

تابعت الدراسة، التي بدأت عام 2000، نحو 290 شخصًا تجاوزوا الثمانين عامًا على مدار ربع قرن، ووافقت مجموعة من المشاركين (79 شخصًا) على التبرع بأدمغتهم بعد الوفاة لتحليلها. كشفت الفحوصات أن أدمغتهم تتمتع بخصائص هيكلية مختلفة جذريًا عن أدمغة كبار السن العاديين.

قالت وينتراوب: "وجدنا آليتين تفسّران هذه الظاهرة: الأولى هي المقاومة، أي أن أدمغتهم لا تُنتج اللويحات الضارة، والثانية هي المرونة، إذ حتى عندما تتكوّن هذه الترسّبات، لا تؤثر على وظائف الدماغ."

وأظهرت النتائج أن لدى المسنين الخارقين تركيزًا مرتفعًا من الخلايا العصبية الشمية الداخلية التي تربط مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والانتباه، وخاصة في منطقة الحُصين — وهي المنطقة الحيوية المرتبطة بالتعلّم واسترجاع الذكريات. كما تبيّن أن لديهم عددًا أكبر من خلايا فون إيكونومو العصبية، الموجودة في التلفيف الحزامي الأمامي المسؤول عن الانتباه، والعاطفة، واتخاذ القرار.

واللافت أن هؤلاء الأفراد لا يُظهرون علامات ترقق القشرة الدماغية الذي يُعدّ من أبرز مؤشرات الشيخوخة الدماغية. بل وجد الباحثون أن هذه المنطقة — التي تتحكم في التفكير الواعي واللغة والذاكرة — بقيت أكثر سمكًا حتى مقارنةً بالأشخاص الأصغر سنًا بعقود.

من جانبها، أوضحت الدكتورة تامار جيفن، المشاركة في الدراسة، أن "هذه النتائج لم تكن لتتحقق لولا كرم المشاركين الذين خضعوا لمتابعة طبية وعصبية دقيقة لعقود، وقدموا أدمغتهم للعلم بعد وفاتهم".

دراسة تكشف سرّ الحماية من الزهايمر

أما من الناحية السلوكية، فأشار الباحثون إلى أن المسنين الخارقين يشتركون في سمات شخصية مثل الانفتاح الفكري والمرونة النفسية، لكنهم لا يعيشون بالضرورة أنماط حياة مثالية. إذ يدخن بعضهم أو يتناول الكحول، مما يؤكد أن العوامل البيولوجية الوراثية تلعب دورًا حاسمًا في حمايتهم من التدهور.

ووفقًا لتعريف الدراسة، يُصنَّف الشخص «مسنًا خارقًا» إذا تمكن من تذكّر تسع كلمات على الأقل من أصل 15 في اختبار الذاكرة القصيرة المدى — نتيجة تضاهي أداء أشخاص في الخمسينيات من العمر. ويُقدَّر أن أقل من 5% من كبار السن يحققون هذا المستوى من الأداء الذهني.

نشرت نتائج الدراسة في مجلة Alzheimer’s & Dementia، مشيرةً إلى أن تحديد هذه الأنماط العصبية والجينية الفريدة قد يمهّد الطريق لتطوير أدوية أو علاجات تحافظ على صحة الدماغ لدى كبار السن وتُبطئ تطور الزهايمر.

واختتمت وينتراوب حديثها قائلةً: "لقد رأينا في هؤلاء المسنين الخارقين نموذجًا لما يمكن أن تكون عليه الشيخوخة — ليست مرحلة من الانحدار، بل استمرار للحياة الذهنية النشطة حتى آخر العمر."

 

 











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي