
انطلقت في عموم الجزائر، السبت 25 اكتوبر 2025، أكبر حملة في البلاد لغرس مليون شجرة في يوم واحد.
وتنظم المبادرة وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بالتعاون مع جمعية "الجزائر الخضراء" تحت شعار "خضراء بإذن الله" وبدعم من عدة وازارت ذات الصلة.
وأعطى وزير الفلاحة ياسين مهدي وليد، إشارة انطلاق الحملة من ولاية تيزي وزو بمنطقة القبائل شرقي الجزائر العاصمة.
وذكر بيان للوزارة أنه "تحت شعار ‘خضراء بإذن الله‘، انطلقت صبيحة اليوم أكبر حملة وطنية للتشجير على مستوى كامل التراب الوطني، حيث سيزور اليوم وزير الفلاحة أربع ولايات للإطلاق الرسمي للحملة، وهي تيزي وزو، البويرة، برج بوعريريج، والجزائر العاصمة".
وأوضح أن هذه الحملة تنظمها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية من خلال المديرية العامة للغابات، بالتعاون مع جمعية "الجزائر الخضراء" بهدف غرس مليون شجرة خلال يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 الموافق لليوم الوطني للشجرة.
وشددت الوزارة على أن الحملة شهدت "هبة جماهيرية غير مسبوقة من جميع ولايات الوطن".
وقالت إن شركات عمومية وخاصة وجمعيات وهيئات تعليمية وتربوية ومواطنين وعائلات انخرطوا بقوة في المبادرة، في تأكيد على "مستوى وعي المجتمع الجزائري بأن حماية الغابة والفضاءات الخضراء مسؤولية مشتركة بين الجميع"، وفق البيان.
وكانت الانطلاقة الرسمية للمبادرة من بلدية "آيت عقواشة" بولاية تيزي وزو، بهدف إعادة إحياء المساحات الخضراء التي أتلفتها حرائق عام 2021، وفق البيان ذاته.
وتحضيرا لهذه الحملة، وفرت المديرية العامة للغابات بالجزائر مليون شتلة جاهزة للغرس، منها 130 ألف شجرة مثمرة.
وأوضح البيان أن عملية الغرس متواصلة في عموم البلاد إلى غاية تحقيق هدف غرس مليون شجرة.
وأشار إلى أن الإحصائيات الأولية تشير إلى أن عدد الأشجار التي ستزرع خلال الحملة سيتجاوز بكثير رقم المليون شجرة، نظرا للهبة الشعبية غير المسبوقة لإنجاح هذا التحدي الوطني.
وأظهرت صور وفيديوهات متداولة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصا فيسبوك، مشاركة واسعة لعمليات غرس الأشجار في مختلف ولايات الجزائر بما ذلك الصحراوية منها.
ويشارك في حملة التشجير أفراد من الجيش والدرك الوطني والحماية المدنية والشرطة، إضافة إلى الكشافة الجزائرية ومنظمات مدنية ومسؤولين بالمجالس الشعبية وأئمة مساجد، وفق ما رصده مراسل الأناضول.
كما يشارك في الحملة عدة وزراء منهم وزيرا الاتصال زهير بوعمامة، والبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية سيد علي زروقي.
وجاءت الحملة بمبادرة من جمعية "الجزائر الخضراء" البيئية، ورئيسها فؤاد معلى، الذي يعد من أبرز الناشطين في مجال غرس الأشجار وتكثيف الغطاء النباتي بالجزائر.
وعرف الناشط معلى بعبارته الشهيرة "خضراء بإذن الله" التي جرى اعتمادها شعارا للمبادرة، والتي يختتم بها جميع الفيديوهات التي ينشرها على منصات التواصل الاجتماعي في إطار نشاطاته البيئية.
وشهدت الجزائر على مدى السنوات الماضية حرائق غابات غير مسبوقة تسببت في مصرع عشرات الأشخاص، كما أتلفت مئات آلاف من الهكتارات من غابات وأحراش وأغطية نباتية.
وسبق للسلطات الجزائرية إعلان مشروع إعادة تأهيل "السد الأخضر" لتشجير مناطق واسعة في الشمال، لوقف زحف رمال الصحراء.
و"السد الأخضر" عبارة عن حزام غابي يمتد من حدود تونس شرقا إلى المغرب على الطرف الغربي من الجزائر، بطول 1500 كيلومتر وعرض 20 كيلومترا، ويعود المشروع إلى سبعينيات القرن الماضي خلال حقبة الرئيس الراحل هواري بومدين (1965 ـ 1978).
كما تساهم شركة النفط الوطنية سوناطراك في تنفيذ مشروع لغرس 423 مليون شجرة، على مساحة تقدر بـ 520 ألف هكتار موزعة على عموم ولايات البلاد، باستثمار يفوق مليار دولار.