بعد تحديات السيارات الكهربائية: هل تستعيد بورشه هويتها مع محركات البنزين والهجينة؟

الأمة برس
2025-10-24 | منذ 6 ساعة

بعد تحديات السيارات الكهربائية: هل تستعيد بورشه هويتها مع محركات البنزين والهجينة؟ (الرجل)تعيش شركة بورشه الألمانية مرحلة تحول حاسمة في تاريخها، إذ قررت إعادة النظر في خططها الطموحة للتحول الكامل نحو السيارات الكهربائية، والتركيز مجددًا على تطوير طرازات محركات البنزين والهجينة، بعد أن واجهت انخفاضًا في الطلب العالمي وتحديات اقتصادية في أهم أسواقها، بحسب الرجل.

جاء هذا التحول بقيادة مايكل ليترز، الرئيس التنفيذي الجديد، الذي سيتولى مهامه رسميًا في يناير المقبل، بعد أن شغل سابقًا مناصب رفيعة في ماكلارين وفيراري. 

ليترز، المعروف بتشككه في جدوى السيارات الكهربائية الفاخرة، صرّح في مقابلة سابقة مع فاينانشيال تايمز أن "التكنولوجيا ليست جاهزة بعد"، مشيرًا إلى أن السيارات الكهربائية "تفتقر إلى الإثارة العاطفية وتفقد قيمتها بسرعة".

تحديات تواجه بورشه

يأتي هذا التغيير الاستراتيجي في وقت صعب للشركة الأم فولكس فاجن، إذ انخفضت قيمة أسهم بورشه بنحو ثلثي قيمتها منذ مايو 2023، وتراجعت أرباحها التشغيلية بفعل الركود في السوق الصينية وعمليات شطب الأصول، ما دفع الشركة إلى تقليص توقعاتها لهامش الربح لعام 2025 إلى 2% فقط، بعد أن كان 14% في العام السابق.

كانت بورشه قد استثمرت مليارات اليوروهات في تطوير طرازات كهربائية بالكامل مثل تايكان وماكان الكهربائية، لكنها لم تحقق المبيعات المرجوة، إذ شكلت السيارات الكهربائية نحو 12.7% فقط من إجمالي مبيعاتها في 2024، كما أرجأت الشركة مؤخرًا إطلاق سيارة دفع رباعي كهربائية جديدة بعد تسجيل خسائر تطوير بلغت 1.8 مليار يورو.

ويرى محللون كثيرون، على رأسهم محللو بيرنشتاين الذين أصدروا تقريرا في هذا الشأن مؤخرا، أن بورشه بالغت في التفاؤل بشأن مستقبل السيارات الكهربائية، خصوصًا بعد فضيحة ديزلجيت التي هزّت مجموعة فولكس فاجن، مما جعلها تسعى لتعويض سمعتها عبر التحول السريع نحو السيارات النظيفة. 

إلا أن المنافسة الشرسة من الشركات الصينية، إلى جانب ضعف السوق الأمريكي بعد فرض رسوم جمركية جديدة من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب، وضعت الشركة أمام واقعٍ أكثر تعقيدًا.

إعادة هيكلة بورشه

وفي إطار إعادة الهيكلة، أعلنت بورشه عن تسريح 3,900 موظف بحلول عام 2029، أي ما يعادل 9% من قوتها العاملة، ضمن خطة خفض التكاليف وتحسين الكفاءة، كما تجري مفاوضات مع النقابات العمالية لمواصلة تقليص النفقات التشغيلية في مصانعها الأوروبية.

وقال سجاد خان، عضو مجلس إدارة الشركة لتكنولوجيا المعلومات، إن بورشه "تعمل بجد لتحسين جودة منتجاتها وبرمجياتها"، مشيرًا إلى أن السنوات 2026 و2027 ستكون حاسمة في استعادة الأداء الأمثل.

ويُنظر إلى مايكل ليترز باعتباره الشخصية المناسبة لقيادة هذا التحول، لما يجمعه من خبرة في العلامات الرياضية الفاخرة ورؤية تقنية متزنة، غير أن التحدي الأكبر أمامه سيكون الحفاظ على هوية بورشه الرياضية، مع تحقيق توازن بين الإثارة الميكانيكية لمحركات البنزين والضغوط البيئية والتنظيمية التي تدفع نحو السيارات الكهربائية.

ومع تراجع حماس الأسواق للسيارات الكهربائية الفاخرة وعودة الاهتمام بالأداء والتميّز الحسي، يبدو أن بورشه تُعيد ضبط بوصلتها لتستعيد ما ميّزها دائمًا: العاطفية قبل التقنية.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي