البلاستيك يغمر المحيطات من الأسطح إلى الأعماق

أ ف ب-الامة برس
2025-10-21 | منذ 2 ساعة

حبيبات بلاستيكية صناعية جرفتها الأمواج إلى شاطئ لا بينيدا في كاتالونيا في 12 كانون الثاني/يناير 2024 (ا ف ب)

يمثّل البلاستيك، وهو المكون الرئيسي للنفايات البحرية، خطرا متزايدا منذ عقود، إذ تنقله الأنهار إلى المحيطات بملايين الأطنان.

- إنتاج هائل-

في العام 2017، ذكر باحثون أميركيون في مجلة "ساينس أدفانسز" الأميركية، أنّ العالم أنتج 8,3 مليار طن من البلاستيك منذ عام 1950. ومُذّاك، أصبح هذا الرقم معيارا بين الأوساط العلمية.

حدّث جيروين سونكي، وهو باحث في الكيمياء الجيولوجية البيئية في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، هذه الحسابات ليصل الرقم إلى عشرة مليارات طن عام 2023.

وقال "لا تزال هناك شكوك قائمة، نظرا إلى صعوبة إجراء تحليلات عن تدفّق البلاستيك واختلاف المناهج، لكننا نقترب من توافق على حجم المشكلة من حيث الأرقام التقريبية".

تُجمِع منظمات مختلفة على أن الإنتاج السنوي يتجاوز 400 مليون طن، ومن بينها منظمة "بلاستيكس يوروب" (413,8 مليون طن عام 2023) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (435 مليون طن عام 2020).

تنتج آسيا 53% (33,3% في الصين)، وأميركا الشمالية 17,1%، وأوروبا 12,3%، بحسب "بلاستيكس يوروب".

وفي حال عدم اتخاذ أي إجراءات، تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يرتفع الإنتاج السنوي من البلاستيك بنسبة 70% بحلول عام 2040، ليصل إلى 736 مليون طن.

- جبل من النفايات-

يشير سونكي إلى أنّ 31% فقط من البلاستيك المُنتج منذ عام 1950 لا يزال قيد الاستخدام، لافتا إلى الفارق بين الفوائد المالية من جهة والتكاليف البيئية والصحية الهائلة الناتجة عن النفايات من جهة أخرى.

تقول مديرة التواصل في جمعية "زيرو ويست فرانس" البيئية مانون ريشير "نعتقد أن المنتجات البلاستيكية لا تُفرض عليها ضرائب تتناسب مع التكاليف البيئية والمجتمعية التي تُسببها في كل مرحلة من مراحل دورتها".

وتوضح منسقة الحملات في "زيرو ويست فرانس" مارين بونافيتا "عالميا، يُعاد تدوير أقل من 9% من البلاستيك حاليا، ولن يكون أمامنا خيار سوى خفض إنتاج البلاستيك".

يرى جوزيف تايفه، الأمين العام لتحالف "بلاست أليانس" الأوروبي للبلاستيك الذي يمثّل مُصنّعي البلاستيك الفرنسيين والأوروبيين، أن خفض استخدام البلاستيك "وهم"، لأنه "مادة النمو". ويدعو بدلا من ذلك إلى الحدّ من التلوث عن طريق حظر طمر النفايات والعمل على دعم البلدان التي لا تمتلك أنظمة لجمع القمامة.

- موجة قوية-

ينتهي الأمر بـ14 مليون طن من النفايات البلاستيكية في المحيطات سنويا، معظمها عبر الأنهار، ليصل الإجمالي منها إلى 263 مليون طن، وفق أحدث تقديرات سونكي.

في حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول فرانسوا غالغاني، الباحث في معهد الأبحاث الفرنسي لعلوم المحيطات (IFREMER) والمتخصص في النفايات البحرية والجسيمات البلاستيكية الدقيقة، إنّ البلاستيك يمثل "75 إلى 85% من النفايات البحرية".

وتشير إيكا بول بون، عالمة السموم البيئية في مختبر علوم البيئة البحرية (lemar) في بريست ومديرة الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إلى أنّ "النفايات الكبيرة الموجودة على السواحل وفي البحر تتألف بشكل رئيسي من عبوات أطعمة وبلاستيك أحادي الاستخدام. وتُضاف إلى ذلك أيضا وبحسب كل منطقة، نفايات من الأنشطة البحرية (النقل، وصيد الأسماك، وتربية الأحياء المائية)".

ويلفت غالغاني إلى أنّ "التركيز الرئيسي ينصب على جنوب شرق آسيا، بسبب معدلات السكان المرتفعة قرب السواحل، ومنطقة شمال المحيط الهادئ، حيث حركة المرور البحرية وصيد الأسماك كبيرة".

تُعدّ أهم مصادر الجسيمات البلاستيكية الدقيقة المتأتية من اليابسة، حبيبات البلاستيك الصناعية (IPGs) التي تُستخدم لتصنيع الأغراض البلاستيكية والمواد الكاشطة المستخدمة في منتجات التنظيف ومستحضرات التجميل، بحسب غالغاني.

ويُضيف أن هناك كميات أكبر من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الماء، نتيجة التفتت المستمر للقطع الأكبر حجما، تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية، أو احتكاك الأمواج، أو الكائنات الدقيقة التي تستوطن أسطحها.

- ينتشر في كل مكان محمولا بالتيارات أو الرياح-

بمجرد وصول هذه الجسيمات البلاستيكية إلى المحيط، تتحرك مع التيارات. بعضها ينجرف إلى الشواطئ لفترة، بينما تتجمّع كمية في وسط الدوامات البحرية الكبيرة. ويوضح غالغاني "إنه التأثير نفسه الذي يحدث في مغسلة".

ويقول سونكي "هناك أيضا انتشار لجسيمات أصغر حجما عبر المسارات الجوية، وهو ما يُفسر وصولها إلى المناطق القطبية". وبالتالي، ينتشر البلاستيك في كل مكان، من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، ومن السطح إلى الأعماق.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي