ليمانيتي: "نتنياهو" يريد إفشال وقف إطلاق النار في غزة واستئناف الحرب لضمان بقائه السياسي

2025-10-20 | منذ 3 ساعة

مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكوّنة من ثلاث مراحل، تسعى إسرائيل إلى عرقلة أو تأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية (ا ف ب)تحت عنوان: “الإبادة الجماعية في غزة.. نتنياهو يريد إفشال وقف إطلاق النار واستئناف الحرب لضمان بقائه السياسي”؛ قالت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، ويضاعف الحوادث على الأرض أملاً في استئناف الحرب. وبعد أن استعاد شعبيته، أعلن أيضًا ترشحه للانتخابات المقررة عام 2026.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن بنيامين نتنياهو يُعدّ سياسيًا ماكيافيليًا بامتياز، وسلوكه قد يعيد المنطقة مجددًا إلى الفوضى. فكل تصريحاته في الأيام الأخيرة، وكذلك الأوامر التي أصدرها لقواته المتمركزة في قطاع غزة، لا تدل إلا على أمر واحد: عزمه على كسر وقف إطلاق النار واستئناف الحرب بأي وسيلة ممكنة.

لقد اشترطت إسرائيل إعادة فتح معبر رفح، الرابط بين قطاع غزة ومصر، وهو المعبر الحيوي لدخول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية المدمّرة، بتسليم جميع الرهائن المتوفين. وقد أعلنت تل أبيب أن المعبر سيبقى مغلقًا “حتى إشعار آخر”. وعلّقت حركة حماس على ذلك بالقول إن هذا الإغلاق “يمنع دخول المعدات المتخصصة اللازمة” للبحث عن الجثث تحت الأنقاض، و”سيتسبب بتأخير كبير في انتشال وتسليم الجثامين”.

 لا قيود مفروضة على إسرائيل

وكما خشي كثيرون عند إعلان خطة ترامب في الـ 29 سبتمبر/أيلول الماضي، لم تُفرض أي قيود على إسرائيل، توضّح “ليمانيتي”، مضيفةً القول إن نتنياهو معروف بعدم التزامه بوعوده، وقد تبيّن ذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس في يناير/كانون الثاني الماضي، الذي تم بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، ثم انتهكه نتنياهو بعد أسابيع بذريعة واهية.

الآن، ومع اقتراب نهاية المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكوّنة من ثلاث مراحل، تسعى إسرائيل إلى عرقلة أو تأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية، عبر خلق أجواء من التوتر والتعطيل، لا سيما فيما يتعلق بنزع سلاح حماس من جهة، والانسحاب الإسرائيلي من جهة أخرى، تقول الصحيفة الفرنسية.

وفي ما يخص الانسحاب، فالوضع غامض تمامًا. إذ أعلن نتنياهو أنه لا نية لجيشه بالانسحاب الكامل، بل يعتزم الإبقاء على قواته في منطقة عازلة داخل الأراضي الفلسطينية، لتصبح غزة محاصرة بالكامل، بما في ذلك على حدودها مع مصر، عبر طريق ما يُعرف باسم “ممر فيلادلفيا”.

من جهتها، أعلنت حركة حماس الفلسطينية استعدادها لعدم المشاركة في أي سلطة تنفيذية لإدارة قطاع غزة، لكنها ترفض في الوقت الحالي أي نزعٍ للسلاح، وهو ما لم يُذكر أصلًا في نص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في الـ 9 أكتوبر بمدينة شرم الشيخ المصرية.

وفي مقابلة مع وكالة “رويترز” الأسبوع الماضي، قال محمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ردًا على سؤال حول ما إذا كانت الحركة ستسلم سلاحها: “لا أستطيع أن أجيب بنعم أو لا. بصراحة، ذلك يعتمد على طبيعة المشروع. مشروع نزع السلاح الذي تتحدثون عنه، ماذا يعني؟ ولمن ستُسلَّم الأسلحة؟”.

ومضت “ليمانيتي” موضّحةً أن الجيش الإسرائيلي قام بانسحاب أولي محدود، ورسم ما سمّاه “الخط الأصفر” الذي يُفترض أن يعرفه الفلسطينيون وألا يتجاوزونه. فيوم الجمعة، قرب رفح، أطلق الجنود النار على حافلة، فقتلوا تسعة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم أطفال، بذريعة أن “مركبة مشبوهة كانت تحاول اجتياز الخط الأصفر”. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية وشهود عيان يوم الأحد أن الطيران الإسرائيلي شنّ غارتين على جنوب قطاع غزة. وبرر الجيش الإسرائيلي الهجوم بالقول إن “حماس نفذت عدة هجمات في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية”.

توقف المظاهرات ضد نتنياهو

تحظى تل أبيب بدعم كامل من واشنطن، توضح “ليمانيتي”، مُشيرة إلى إعلان وزارة الخارجية الأمريكية في بيان يوم السبت الماضي عن امتلاكها “معلومات موثوقة” تفيد بأن حركة حماس تخطط لهجوم وشيك ضد مدنيين في غزة. واعتبر البيان أن “هذا الهجوم المخطط ضد مدنيين فلسطينيين سيمثل انتهاكًا مباشرًا وخطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وسيقوض التقدم المحرز بفضل جهود الوساطة”.

كما حذر البيان من أنه “في حال تنفيذ حماس لهذا الهجوم، فستُتخذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على سلامة وقف إطلاق النار”. وقد نفت الحركة بشكل قاطع هذه الادعاءات.

أما بالنسبة لبنيامين نتنياهو، فالتوقيت لا يمكن أن يكون أفضل بالنسبة له، تقول “ليمانيتي”، حيث إن عودة الأسرى والرهائن الإسرائيليين أنهت فعليًا المُظاهرات التي كانت تُطالب برحيله. وفي الكنيست، طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من القضاء الإسرائيلي وقف ملاحقته القضائية ضد رئيس الوزراء.

وفي مقابلة على القناة الإسرائيلية الـ14، وعند سؤاله، أعلن نتنياهو أنه يعتزم الترشح للانتخابات المقبلة ليكون رئيس الوزراء في عام 2026. وعند سؤاله: “هل ستفوز إن ترشحت؟”، ردّ بابتسامة عريضة: “نعم”. بعبارة أخرى، يبدو أن الأسوأ لم يأتِ بعد، تقول صحيفة “ليمانيتي”.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي