
في أمسية سينمائية استثنائية، أعادت مبادرة "سينما الضفة" تسليط الضوء على مفهوم "القرية اللبنانية" بكل ما تحمله من ذاكرة وأساطير وواقع متغير، وذلك ضمن فعاليات "لقاءات أكتوبر" التي تُقام في المؤسسة العربية للصورة ببيروت، بحسب سبوتنيك.
تجمع جمهور من محبي السينما، مساء اليوم الجمعة، لمشاهدة برنامج مزدوج تناول القرية اللبنانية كفكرة وصورة متخيلة، وبقايا يحاول من لم يغادرها الحفاظ عليها، بحسب مراسل "سبوتنيك".
افتتحت الأمسية بالفيلم القصير "زيارة الرئيس" للمخرج سيريل عريس، الذي نقل الحضور بأسلوب ساخر وذكي إلى بلدة ساحلية هادئة تنقلب حياتها رأسًا على عقب إثر مكالمة هاتفية تعلن عن زيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية.
الفيلم، الذي لا تتجاوز مدته 17 دقيقة، نجح في رسم صورة مصغرة عن مجتمع القرية، وكيف يمكن لحدث استثنائي أن يكشف عن ديناميكيات السلطة والتنافس والرغبة في الظهور.
أما الفيلم الثاني، فكان الوثائقي الطويل والمؤثر "سمعان بالضيعة" للمخرج سيمون الهبر.
على مدار 86 دقيقة، يأخذنا الفيلم في رحلة إنسانية عميقة إلى قرية "عين الحرزون"، ليروي قصة آخر سكانها، المزارع سمعان الهبر.
بإصراره على البقاء في أرضه التي هجرها الجميع بسبب الحرب الأهلية، يجسد سمعان قصة صمود فردي في مواجهة العزلة والنسيان، ليصبح الفيلم شهادة بصرية مؤثرة عن أثر الصراعات على الأفراد والقرى، وعن التمسك بالجذور حتى الرمق الأخير.
تأتي هذه الأمسية ضمن سلسلة عروض نظمتها"سينما الضفة"، الهوية الجديدة لمبادرة "سينما بلاش" التي انطلقت عام 2022.
وتهدف المبادرة، التي تقام بالتعاون مع "أفلامنا"، إلى عرض أفلام تشكل "نقطة تماس بين الواقع والخيال"، وتفتح الباب لنقاشات فكرية حول قضايا مثل المنفى والوطن، الذاكرة، والأصل والنسخة.
وشمل برنامج "لقاءات أكتوبر" أفلاما بارزة أخرى مثل "عائدة" لكارول منصور، و"اصطياد أشباح" لرائد أنضوني، و"أحلام المدينة" لمحمد ملص، مع نقاشات تلت العروض وأثرت التجربة السينمائية للحضور.
بتقديمها عروضا مجانية ومنتقاة بعناية، تثبت"سينما الضفة" أنها مساحة ثقافية حيوية وضرورية في بيروت، تعيد للسينما دورها كفعل اجتماعي يجمع الناس ويحفز على التفكير والحوار.