
القدس المحتلة - تضاربت الأرقام بشأن حجم المساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، برعاية أمريكية، وسط تأكيدات من حكومة القطاع بأن المساعدات لاتزال محدودة جدا وتشكل نقطة في بحر الاحتياجات.
ووفق ما نقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن أرقام إسرائيلية قُدّمت للوسطاء، فإن 1666 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة في اليومين الماضيين لوحدهما، منها 950 شاحنة الخميس، و716 شاحنة الأربعاء.
وتشمل الأرقام، بحسب المصدر نفسه، المساعدات التي تدخل من خلال القطاع التجاري، والتبرعات الثنائية، والآليات التي تجري بتنسيق الأمم المتحدة.
فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن إجمالي الشاحنات التي دخلت القطاع منذ سريان اتفاق وقف النار في 10 أكتوبر الجاري، بلغ 653 شاحنة، حتى الأربعاء، وهو أقل بكثير من العدد المفترض دخوله بموجب الاتفاق والبالغ 600 شاحنة يوميا.
وذكر المكتب أن 173 شاحنة مساعدات دخلت الأحد، بعد يومين من سريان الاتفاق، فيما لم تدخل يومي الاثنين والثلاثاء أية شاحنات.
وعاودت إسرائيل إدخال 480 شاحنة مساعدات الأربعاء.
ويعني الرقم المعلن من الإعلام الحكومي بغزة، أن ما متوسطه 108 شاحنات فقط تدخل يوميا إلى غزة منذ سريان الاتفاق.
وأشار مدير عام المكتب إسماعيل الثوابتة، للأناضول، إلى أن الرقم المتفق عليه وفق البروتوكول الإنساني ينص على إدخال مساعدات يتم توزيعها على السكان في قطاع غزة.
ولم يصدر المكتب الإعلامي في غزة حتى مساء الجمعة، إحصائية بعدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع خلال الخميس والجمعة، وقال إنه سيعلنها السبت.
ووفق مصادر محلية للأناضول، فإن أغلبية الشاحنات التي تدخلها إسرائيل عبر معابر القطاع تعود للقطاع التجاري.
وفي ظل هذا الفارق الكبير بين الأرقام المعلنة من الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني، أعلنت الأمم المتحدة أنها تلقت رسالة تفيد بأن إسرائيل ستخفض عدد شاحنات المساعدات المقرر دخولها إلى غزة بموجب الاتفاق من 600 إلى 300.
وتذرعت إسرائيل بأن قرارها يعود إلى أن حركة حماس، لم تُعد جثامين الأسرى الإسرائيليين المتبقين.
ومنذ الاثنين، أطلقت حماس، الأسرى الإسرائيليين الأحياء العشرين، وسلمت جثامين 10 وواحد على وشك تسليمه، من بين 28 معظمهم إسرائيليون، وقالت إنها تحتاج وقتا ومعدات خاصة لإخراج بقية الجثامين التي تقدر حماس أنها 17.
** الأرقام الإسرائيلية
نقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن وكالة "كوغات" التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن 950 شاحنة دخلت قطاع غزة، الخميس، منها 807 شاحنات عبر معبر كرم أبو سالم، و143 شاحنة عبر معبر كيسوفيم.
وادّعى المصدر، أن 716 شاحنة دخلت القطاع الأربعاء، منها 16 محملة بالغاز والوقود، دخل منها عبر معبر كرم أبو سالم 623 شاحنة و93 عبر معبر كيسوفيم.
وتتكدس آلاف الشاحنات عند الجانب المصري من معبر رفح في انتظار السماح لها بالدخول عبر المعبر نفسه كما هو مقرر بالاتفاق، إلا أن إسرائيل لا تسمح بدخول المساعدات وبكميات محدودة سوى عبر معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم، ما تسبب في أزمتي غذاء وغلاء متواصلين.
** أرقام "حكومة غزة"
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الخميس، دخول 480 شاحنة مساعدات إلى غزة، الأربعاء، ليرتفع إجمالي الشاحنات التي دخلت إلى القطاع منذ سريان اتفاق وقف النار في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إلى 653 شاحنة.
وقال المكتب، في بيان: "نؤكد أن 480 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت إلى قطاع غزة يوم أمس الأربعاء، 15 أكتوبر/ تشرين الأول، عبر معبري كرم أبو سالم (جنوب) وكيسوفيم (وسط)".
وهذه المرة الثانية التي تسمح فيها إسرائيل بدخول مساعدات لغزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة الماضي.
حيث سمحت إسرائيل، الأحد، بدخول 173 شاحنة مساعدات بينها 3 شاحنات غاز طهي و6 شاحنات وقود إلى غزة، وفق بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
لكنها لم تدخل أي مساعدات يومي الاثنين والثلاثاء، وفق ما أفاد به للأناضول، مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة.
** "نقطة ببحر الاحتياجات"
فيما أكد المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان، الجمعة، أن كميات المساعدات التي وصلت القطاع "ما تزال محدودة جدا وتشكل نقطة في بحر الاحتياجات".
وأضاف أن هذه الكميات "لا تلبي أقل من الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية والمعيشية لأكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة".
وشدد المكتب على أن القطاع "بحاجة إلى 600 شاحنة مساعدات ينبغي أن تتدفق بشكل مستمر لتوفر الوقود وغاز الطهي ومواد إغاثية وطبية بشكل عاجل ومنتظم".
** دعوة أممية لفتح كل المعابر
ودعت الأمم المتحدة ووكالات تابعة لها إلى تدفق غير محدود للمساعدات إلى غزة وفتح المعابر، وأكدت أن مكافحة المجاعة ستتطلب وقتا، في ظل استمرار إسرائيل في عرقلة وصول الإغاثة والمعدات الثقيلة إلى القطاع.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الجمعة، إن تدفق المساعدات لغزة يجب ألا يكون مقيدا أمام الوكالة والمنظمات غير الحكومية الدولية.
كما أعلن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركه، أن المنظمة الدولية تواصل محادثاتها مع جميع الجهات الفاعلة لفتح أكبر عدد ممكن من المعابر إلى غزة، بما في ذلك معبر رفح.
وأكد لاركه، على أهمية فتح نقاط العبور قرب شمال غزة، قائلا: "لأن المجاعة بدأت هناك. من الضروري تشغيل نقاط العبور هذه لوقف هذه المجاعة. بهذه الطريقة يمكننا إيصال مئات، بل عشرات الآلاف من الأطنان من المساعدات المُجهزة مسبقا".
وكان مقررا إعادة فتح معبر رفح، الأربعاء، وفقا لمرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ سريانها الجمعة الماضي.
ويستند الاتفاق بين حماس وإسرائيل إلى خطة طرحها ترامب، الذي دعمت بلاده حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023.
ومنذ مايو/ أيار 2024، تحتل إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ودمرت وأحرقت مبانيه، ومنعت الفلسطينيين من السفر ما أدخلهم، خاصة المرضى، في أزمة إنسانية كبيرة.
وتغلق إسرائيل معابر قطاع غزة بشكل كامل منذ 2 مارس/ آذار الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء وجميع مستلزمات الحياة.
ومنذ بدء إبادتها الجماعية بغزة في 8 أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل نحو 67 ألفا و967 فلسطينيا، وأصابت 170 ألف و179 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، بينما أزهقت المجاعة التي تسببت بها أرواح 476 فلسطينيا بينهم 157 طفلا، ودمرت القطاع الذي يحتاج 70 مليار دولار لإعادة إعماره، وفق تقديرات أممية.